الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الفراشة .. واللهب - عبد الودود سيف
الساعة 08:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


إلى: القاضي عبد الرحمن الإرياني والأستاذ عمر الجاوي 
                                   

 

لمذاق هذا البوح، فوحُ الياسمين :
الصمتُ أبلغ من قصائدنا التي صدأتْ على شفة الرثاء. 
والصمتُ قبرتي، ولون شذى فمي المصبوغ فُلاً .
 فقفوا بصمتي خاشعين!
         
   *       *        *
آتٍ , وتحمل جثتي الآهاتِ حملا .
وفمي استطال كهدهدٍ .. 
وأتى "سبأ "
أعمى يفتشُ تحت عُش الطين 
عن ضوء وزاد
     
   *       *        *
الليل مقبرةٌ بلا قاعِ
وأضرحةٌ تنوء بلا امتداد .
وعلى جبين ضحى الهوى المنكوس ينتصب الحداد !
وأنا المشردُ في الفراشة واللهب:
ما إن أضيء بنجمة
تهوي رماد
أو أستطيل بقامة
أنعى قتيلْ
هذا الدعاءُ لمن أراد : دعا .. وصلى . 
مطران من شجر وطينْ
يتراشقان بميسمي اسمي . أرى 
ما لا تراه فراشة الألوانِ في لهبي 
وأسمع تحت قهقهةِ اللظى 
حطباً أتى أو قد تولى .
فبأي صاعقةٍ سأهتفُ والفؤاد :
وطنٌ طلا البارود في الجفنين كُحلا .
وهوى تشيِّعه المراثي حافيا ؟ 
   
  *       *        * 
صبراً جميل 
العمر يحملني على كفيه في عجلِ
وينقشني على خشب الجناِئز شارةَ:
كل الذين هووا بملء شموخهم 
مروا أمامي واقفين.
ملئوا بياضَ عروقهم صبحاً 
وأبهة. 
ونبلا .
كان المدى سعفاً
وكانوا في هوادجه نخيل 
والصبح كان ندىً .. وطلاً .
فتأبطته بنا سواعدُهم حنين
ازددتُ أبهةُ.فلا تسلوا النوارس أين وجهتِها 
 وقد أزف الرحيل 
وسلوا بحسرتها الأسى المغروس نصلا 
كيف استطلتُ ببذرتي زرعاً 
وصرتُ ـ وقد غدت قمحاً ـ جراد ؟
 
 *       *        *
لو أنَ للأجفان غطرسةَ الصواعق والعويل 
أو أن أسئلتي التي احتشدتُ - بباب فضولِها- شفتِ الغليل 
لو أن نصل هواجسي طرسٌ
ووسوستي مداد
لملئت أرصفةَ السماء حمائماً
وغمستُ صوتي في حناجرها هديل.
ورجعت باقي العمر أبكي من مضوا
وأقول إذ نكأ الفضولُ جراحهم:
                     صبراً جميل 

   *       *        *
أطفو بحشرجةِ وآتي كي أجفف تحت غُصتها الأنين .
الموتُ يسبقني إلى باب المراثي جاهشاً
ويٌزيح عن عيني غشاءة دمعها الباكي 
ويسلبني البكاء .
فإذا احتشدتُ بظلمةٍ
أبدو برنةِ دمعِها المحزون أحلى 
اليوم أطفئ في ظلام بكائه شمعي
وآتي كي أوسع في نجوم سواده
                          ضوءَ السواد.
أهذي، وأرسم في خبوت نعوشه خبتاً
وانصب في مجاهلها ، بلاد 

.............................
    *       *        *

غُصنُ الفؤاد إذا تدلى 
أسر الربابةَ, وانكسر 
متأبطٌ شجواً,
وممتلئٌ أنا شجواً
وبينهما استدار فمي وتر.
 
*       *        *
للموت أبهةٌ . وبي 
من حسرة الأموات قنديلٌ حزين
هذا التماع لظى دمي المكتظ قتلى 
فاغرسْ جراحك في دمي 
يا أيها اليمنَ السعيدْ
وأطلقْ خيول جماحك الأسرى
                   وألجمها الصهيل 
وافرحْ بحسرتك المليحةِ، وارتسم 
فوق ابتسامتها حجر
قمران من مسكٍ وعنبر 
يتضرجان بزفرة الثكلى: النشيد
أو خاتمان تراقص الياقوت في فصَّيهما: ألقاً .. وظلا 
فلتقطفوا النسمات من اسميهما 
وليصبغوا ببريق فِضِتها أسى الوطن الفقيد
ولتهتفوا : غِمداً .. وخِنجر
وهوى تطاول في شموخ نشيده: سرواً ونخلا
نكست شموسُ العشق إثرهما الجبين 
وهوت تتمتم في خفوت دعائها:
صبراً جميل 
فيرنُ في الأذنين صوت نشيدها:
                              صبراً جميل

*       *        *


أواخر مارس 1998

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24