الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….و القلم
باجمال ...زميلي ؟! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:44 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الإثنين 14 سبتمبر 2020

عرفت باجمال بالفوطة والشميز ، لحظة أن كان يسكن مع عبد العزيز الأغبري غرب السفارة الروسية …والاغبري أحد المظلومين في هذه الدنيا ، عاش مظلوما ومات كذلك !!!...
بدأ إسم الرجل يتهادى رويدا رويدا حتى ملأ الأسماع كلها ، رجل دولة نادر ، بل رجل كل شيء وليس أي شيء …
إذا أردت شعرا فيسمعك ، وإذا أردت لحنا فأمسك بالدربوجة وهو يدندن على أوتار العود كما فعلت معه حتى أنه ضحك ، قال " يا عبد الرحمن لوجرتنا الأقدار يوما إلى عالم الغناء فسأضرب بسببك !!! ، قلت: والله وأنا واثق كل الثقة  ، أنا عمري ما مسكت دربوجة ...انتهت علاقتي بالفن كأداء من تلك اللحظة ، وكلما التقي به يضحك وادري على ماذا ….في كل مناحي الإبداع ستجد. باجمال ، وهي على كل حال ميزة حضرمية بامتياز...كان رجلا واسع الأفق ….شجاعا، يقول كلمته ويمضي ، تختلف أو تتفق معه ، هذا حقك ..ألم أقول أنه رجل كل شيء …
ذهبنا معا- وقد ذكر ذلك في حوار مع عبد الله الحضرمي في الميثاق -  إلى بيت د. حسين العمري إلى جانب زملاء لاستلام صحيفة 22 مايو ،  ...بدأنا استعداداتنا في معهد الميثاق ومعنا د. الأصبحي ، لنصبح الصبح وقد تغيرت الأحوال وتبدلت أمور بأمور !!!! ..
في فترة لاحقة وقد تولى أمانة المؤتمر الشعبي العام ، وبدأ يرممه من المبنى ، ضج حراس الباب العالي " باجمال يهدر أموال المؤتمر" فإذا بمن صرخ أول الموقعين على ذلك الترميم الباذخ !!! ، عرض أسماء الأمناء العامين على الرئيس يومها ، فصمت الجميع ، كان الرجل ذكيا وقبل أن يبدأ الترميم جعلهم يوقعون موافقين !!!!..
حاول أن يرمم التنظيم ليصبح حزبا محترفا ، هنا قيل له : هذا خط احمر، كان ولايزال يراد للمؤتمر أن يظل دكانا يعرض فيه البضاعة التي يريد من يترأسه ، كان علي عبد الله صالح ذكيا ،فحول كل أصلع وصاحب نظارة سوداء إلى " شغالين في الدكان " كما قال محمد علي سعد ونحن في المؤتمر الثالث كصحفيين  في مطبخ قاعة الكلية الحربية حيث لم نجد لنا مكانا: " شوف يا محمد شاهر ويا بجاش ، كل الذين تروهم الصلع وأصحاب النظارات ولا بيدهم شيء ، كل شيء بيد العاقل أنا فداله " !!!..
كان شجاعا ويستطيع أن يقول : نعم ولا …
في قاعة معهد الميثاق في ذلك المساء ، كان مجتمعا مع " أركان المعارضة " ولديه تعليمات بالسقف الذي عليه أن يصل إليه ، وفي تلك الأمسية اتفق الجميع على معظم ما كان مطروحا للنقاش ، ليأتي من يهمس في أذن باجمال أن عليه الرد على التليفون ومن غرفة مجاورة ، احس الرجل أن ثمة شيء سيضعه في موقف محرج...رد على التليفون ، كان الرجل يقول له : اقلب الطاولة ، لم يوافق باجمال وبإصرار: منظر مخجل وقد أخرجت من بين المجتمعين ، لا يمكن أن اعود واقول : تراجعت عن ما اتفقنا عليه ، وأصر على موقفه منهيا كلامه : أرسل …...مكاني …!!!
في مؤتمر السياحة الأول سمعت منه ما لم أسمعه من خبراء السياحة ، يومها قال لهم : من يأتون إلينا ليسوا سياحا بل ضيوف ، لا نستفيد  منهم بل نخسر عليهم ، كان يومها رئيسا للوزراء ، ان أردتم في اتجهوا شرقا ، وأوضح : إذا أنتم قادرين تمتلكون رؤية واضحة اقنعوا احفاد اليمنيين في شرق آسيا وجنوبها أن يزورو مساقط رؤوس آباءهم وذكر يومها رقما فوجئت به ، لكن الأستاذ أحمد الشبيبي وكان أمينا مساعدا للمغتربين أكده لي " 15 مليونا" …
في فترة توليه أمانة المؤتمر ، فقد تلقيت اتصالا بعد عشاء رمضاني من الصديق د. عبد الكريم راصع : سيكلمك الأستاذ عبد القادر وما يعرضه عليك أرجوك أن تقبل …
كلمته وبعد السلام والسؤال طلب مني أن أتولى رئاسة تحرير 22 مايو ، فاعتذرت فورا ، وأضفت : كيف ستسلمني مايو وأنا مصنف كماركسي ، قال : من قال ؟ قلت فلان وفي عبس حين طرح الرئيس اسمي كنقيب للصحفيين : هذا يا فندم عاده ماركسي " ، ضحك باجمال وعلق مااحتفظ به ...عاد يقول : طيب الميثاق ، فكر  واخبرني …
اليوم التالي ارسلت إليه مع نجلي الأكبر رسالة بخط اليد من 8 صفحات ، اعتذرت عن الميثاق وقلت أشياء كثيرة من بينها استحقاقي أن اكون على رأس واحدة من المؤسسات …لم يعلق ولم يرد …
لاحقا اتصل بي زميل : لي أسبوع متردد أن اكلمك ، هل تقبل أن تكون نائبا لرئيس مجلس الإدارة في الجمهورية ، قلت : نعم ،لادراكي أن القرار لن يرى النور..وهذا ماحصل ...
عند عودته بعد إصابته بجلطة زرته إلى بيته في صوفان ، كان هناك رئيس اتحاد العمال ...وكان باجمال على الكرسي صحته بدت أفضل ،وفي كامل شياكته ...كنت أيامها أكتب يوميا عمودي " مشاهد يومية " علق ضاحكا : هذه الأيام علينا أن نمسك الخشب ، اقرأ عمودك يوميا ….
عبد القادر باجمال كان رحمه الله رجل دولة حقيقي ، لم أقل نبيا ولا ملاكا ….
لله الأمر من قبل ومن بعد .

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24