الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
على فنجان قهوة … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

الأربعاء 25 نوفمبر 2020

ذهبت وإبنتي تاج إلى مكان خلته في مدينة أخرى وليس في صنعاء، لكن الوجوه الطيبة اخبرتني أنني في صنعاء، ودللت على ذلك بالفوضى خارج المحل الأنيق، حيث المتورات والدبابات ومن يستخدمون الشارع عكسيا يثبتون لك كل دقيقة أن الفوضى يمنية، والعجين يمني، ورجل المرورالمسكين يمني ابن يمني …
بيروت يطلق عليها على الدوام " مدينة المقاهي " وذات مرة ظللت أرتشف مادة شيقة ل " بول شاوول " عن مقاهي بيروت أوعن ثقافة المقهى حتى ثملت !!!...
مدينة بلا مقاهي مدينة مصابة بالعقم، ولن نذهب بعيدا، فقلص شاهي وحبة "سجارة "من الصبح، جعلت عدن وجه أصيل مدينة عاشت عاشتها مقاه كانت جزء رئيسي في شخصيتها : " زكو، فارع، وإلى آخرالسلسلة "، وفي ذلك الكتاب الذي صدر عن " بيت الموروث الشعبي " عن عدن والتي سجلت فيه أروى عبده عثمان آخرلحظات عدن قبل أن يحولوها إلى أي شيء كما هو اسم بطل رواية بخور عدني لعلي المقري!!!، أي شيء …
تبين أن المقاهي كانت عنوان عدن الأبرز…
سألت ابنتي ذلك الشاب: أيش نشرب؟ فراح يعدد لها أنواع القهوة، ليمر على " الكابتشينو"، فابتسمت أنا، فقد تذكرت حكايتي ومحسن الرداعي ومقهى فندق المخا، وذلك النادل الذي …..لن أفسد عليكم متعة قراءة التفاصيل في كتابي القادم ….
طلبت لنفسي " كابتشينو"، ورحت أمسح المكان، ثمة فتى وشابتين يجلسان هناك بهدوء، ويتحدثان بهدوء، حتى استغربت، لكن جو المكان يوحي لك بالهدوء من الزعيق وراء الزجاج ….
 مدير" الكافيه " يجلس هناك أيضا بهدوء، والعامل الشاب صانع القهوة نظيف الملبس، ويتعامل مع ادواته بأناقة ….
هذا المحل أو الكافيه في شارع 45 الصاعد من دار الرئاسة بإتجاه بيت بوس، ليس هذا إعلان، بقدر ما هو إعلام بمكان هادئ ونظيف فوق العادة لمن يبحثون عنه وأنا واحد منهم …هناك " كافية حراز" ..
في أكثر من مدينة عربية فضلا عن الاوروبية ،هناك " المقهى الثقافي " ، حيث يمكن لك أن تشرب قهوتك وتقرأ ….هنا علي أن اعض أصابع الندم ثلاث مرات، إذ أن صنعاء القديمة أو كما يسميها ابنها وعاشقها صاحبي يحيى سروربالتاريخية، فكل تفاصيلها مثالية لأن تنبت المقاهي الأنيقة في كل زاوية ومنعطف ...هو مجرد حلم لن يتحقق، ففي صنعاء المكان والهدوء وراحة البال …لكنها تحولت إلى ورشة لحام !!!
كم طالبنا بمنع دخول السيارات ...كم وكم وكم كتبنا عنها، فلم يتجاوب أي أحد أي أحد!!!! المدينة بحاجة إلى فنان يدللها ، ويرعى أنوثتها …
خرجت من الكافيه أو المقهى بنية العودة، لابد أن أعود، فقد وجدت العنوان الذي يمكن لي أن أذهب إليه عندما يطلب أي صديق أن نلتقي …
 بمجرد أن سحبت الباب الزجاجي عدت إلى عالمي ...ومن هناك إلى البيت تعب نظري من مجرد مراقبة الموتورات المنتشرة كالجراد !!!
أعود وأقول: مدينة بلا مقهى، مدينة بلا روح، في المقهى نبضها ...بل قلبها الذي لاتتوقف نبضاته…
لله الأمر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24