الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
عام من الحضور.. - عبدالرحمن بجاش
الساعة 20:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



ياعمنا ...صباح الخير
الخميس 26 نوفمبر2020

ها أنت تطل على أرواحنا مرة أخرى …
لكنك غبت عن الدرج ، فلم تعد هناك اقدام تجيد محاورتها درجة درجة ،وتبثها هموم اللحظات …
يا طه عبدالصمد لم تركتنا ؟؟ لم تركتنا عرايا من كل شيء إلا من الوجع …
يا طه عبدالصمد لم تركت أنفاسك هناك على الدرابزين ولم تقل : وداعا أيها الزملاء ، وأنت الحريص على السؤال ….
يا طه عبد الصمد هاهو عام يم، وتلك الدرج لم تجد اقداما حنونة تمرعليها صاعدة هابطة، واللهاث ترك نفسه وجع في النفوس، ما أقساه …
ياطه، السيجارة لم تجد أنامل تحتويها وتبثها أحلام الطيبين ...لقد ذهبت وذهب دخانها معك يتلوى الما يكسوالبلاد كلها ضياع لا أول له إلا الدخان ولا آخرله سوى الغبار..والسماء لم تعد تمطرسوى الرصاص ...والطريق إلى الشارع المقدس طال وطال بلا منتهى ….والإبي في الركن يسأل عليك ….و أنت تبحث عن والدك ليسلم ايجار البيت !!!!..وأنت الوالد والولد..
ياطه عبد الصمد أنت الوحيد الذي لم تبرح ذاكرة اجهزة الجمع، ولا جدران التصحيح ولا قلوب لازالت تبكيك لأنك كنت الأنظف، الأكثربراءة، الأكثراشتعالا …تبكيك مقاهي الجامعة وأبواب البنك، وشارع عبد المغني يسأل عنك كلما زرته كهوى في نفسي لا يغيب ..هناك آثارنا..
يا طه عبدالصمد ياعمنا تركتنا بلا حرف نداء ..ولا كلمة تهزمضاجع من حلمت يوما بان تهزمضاجعهم من عرين يسارك الذي تحول إلى شيء وإلى لاشيء ...سبحانك ياالله …
ياطه عبدالصمد تلك المحطة لاتزال في انتظار أول مسافرإلى مآلات الحلم الذي كتب على خد المسافر..والطريق هوالأخر قرر الرحيل، فلم يعد هنا طريق ينقلنا إلى هناك ...تغيرت المعاني ولم يعد للسؤال جواب …
لم يعد السفرمن ارتحاله الطويل مساحة وزرقة ...تركتنا هناك حيث حطينا اقدامنا، وراهنت على ما كسب في الأيام الخوالي ...نحن بلا قائد يقود ..والأمل يفقد الطريق، والخطى راهنت على الأيام، والأيام فقدت زمنها ….حتى المشاقرلم تعد لها رائحة ..والشوق ولى من تلك اللحظة، لم بعد يسكن الأفئدة …
ياطه ..هنيئا لك قدرتك على ممارسة الفعل الشجاع، لأنك كنت الشجاع بصمت المتبتل في محراب الحلم بمستقبل ..ليس أي مستقبل ..اما أن يكون بحجم الطموح أوأن على الناس اعادة القراءة من جديد ….لاجديد في حياتنا سوى أن الأيام تزاحم بعضها مستعجلة ..تريد هي الأخرى الخلاص ..وشارع 26 صار الآن شارع الحب، ورحلت رجليك من على "الفوتبات " أمام مدرسة ناصر ...بقي أثرالصراري في الشهداء وعبد الرقيب دغيش هو الأخر قرر الرحيل …
همسك لازال في أذني:" باروح إلى باب اليمن أرسل مصروف للجهال، بقية الشهرعليك " ..وأهزرأسي موافقا وبرضا ...
ياطه ..على الصعيد الإنساني نحن نفتقدك أيضا، وعندما نقول نحن فأنت تدرك من نحن …
نم ياصاحبي بسلام 
علينا أن نوفر لك السكينة …
فقط طلب واحد : باقي معك قليل علف ؟؟
وياعمنا ..لروحك السلام 
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24