الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
اشجان متأخرة - صالح بحرق
الساعة 11:56 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 حركت الريح ستائر الغرفة الثقيلة.. وخيمت البرودة أنحاء المكان.. وتكالب جسم سعاد على السرير.. فركت عينيها.. ووقع بصرها على صورة زوجها الغريق.. فانزاحت من داخلها صور الماضي الحزين.. ودلفت إلى المطبخ لتجهز القهوة فيما كان المطر في الخارج يواصل عزفه الصباحي من جديد.
 الأيام تمر ..والوحدة تطوي الأحلام وتقتل الأمنيات.. والقلب اغتالته جيوش الفراق. وازهار البهجة تحطمت واشتغلت اواني الحنين.. تتلبس الذهن فكرة اليأس الثقيل.. تمتص مافي العمر من بقية ومن شجن.. والنفس تراودها الأفكار والتداعيات.. وهناك سامح وحسن.. وهناك الوظائف.. وهناك طيفة الغائب البعيد.. وهي وحيدة بين أمواج شتى.. تلتحف من البرد بلحاف الذكريات.. يواصل الدهر امتصاص رحيقها لتذوي زهرة شبابها يوم عن يوم .
وتفيق على تذمر على حقيقة تلك الخصلات التي أخذت تزحف إلى شعرها الفاحم لتستقر فجيعتها على الشموخ الذي راح يذوي على صدرها الناهد. وتجد اوار المأساة تشتغل في وسط ذاكرتها فتذرع الغرفة جيئة وذهوبا.. وتحاول أن تلقي بكاهل هذه الأتعاب على صدر الزمن.
 وتفتش في خطاباتها القديمة عن ألق حب اضاعته.. وتبرز لها المواقف التي داهمتها.. وتلك الأماني الصفراء.. فلاتجد إلا الخواء.. فتلقي بجسدها الضامر على سرير الحكايات وشظايا الألم.. والشمس وحدها من تزحف أشعتها لتدفيء أوصالها المنهارة لما بقي فيها من رمق.
 بيد أنها في لحظة تراخ اكتنفتها.. تستفيق لتودع تلك الاشجان وتعيش على هامش النسيان.. إلى الأبد.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24