السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
جدل حول ترشيح "مفاتيح متكسرة" لتمثيل لبنان في الأوسكار
فيلم المفاتيح المتكسرة - لبنان
الساعة 19:41 (الرأي برس- متابعات)

أثار إعلان وزارة الثقافة اللبنانية ترشيح فيلم "المفاتيح المتكسرة" (Broken Keys) للمخرج جيمي كيروز، لتمثيل البلاد رسمياً في المنافسة على جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي في الدورة الـ93 للجائزة الأشهر عالمياً في صناعة السينما، جدلاً في الوسط الثقافي ببيروت.

وجاء في بيان الوزارة الرسمي، أن الاختيار جاء بناء على قرار اللجنة الخاصة لاختيار الفيلم السينمائي لمسابقة الأوسكار لعام 2021، مشيراً إلى أن اللجنة الفنية المؤلفة من خبراء ومخرجين ونقاد سينمائيين والمدير العام للوزارة، استعرضت الأفلام التي قدمت ترشيحها بحسب الأصول، واستوفت الشروط الفنية.

وأضاف البيان: "اجتمعت اللجنة بعيد انتهائها لاختيار الفيلم الرسمي، وبعد المداولات تبين أن فيلم (المفاتيح المتكسرة)، حاز النسبة العليا من الأصوات، ليمثل لبنان رسمياً في الأوسكار".

تسريب أثار الجدل

قبل أسبوع تقريباً من الإعلان الرسمي، سرّب أحد أعضاء اللجنة، وهو صحافي في موقع إلكتروني لبناني خبراً مفاده أن فيلم "جدار الصوت" للمخرج أحمد غصين، هو الذي اختارته اللجنة لتمثيل لبنان في الأوسكار، الأمر الذي أثار بلبلة في الوسط الثقافي وجدلاً واسعاً، كما حدث السنة الماضية تماماً، عندما اختلف أعضاء اللجنة بين فيلمي "1982" لوليد مونّس، و"غود مورنينغ" لبهيج حجيج.

وفي التفاصيل، بحسب مصدر في الوزارة رفص الكشف عن اسمه، أن اللجنة التي كانت مؤلفة من 15 شخصاً اختارهم مدير عام الوزارة ومستشارو الوزير، أرسلت أسماءها إلى لجنة الأوسكار بحسب البروتوكول. لكن "وزير الثقافة عباس مرتضى قرّر استبعاد بعض الأسماء من اللجنة التي يترأسها عادة المدير العام د. علي الصمد، وبدّل بعض الأشخاص"، بسبب خلافات داخلية في الوزارة.

وأصبح عدد أعضاء اللجنة 9، تغيّب واحد منهم ولم يشارك في الاجتماعات ولم يشاهد الأفلام أيضاً، فأصبح العدد 8، وهو أمر "مخالف لما هو متعارف عليه بأن يكون العدد مفرداً، كي لا تتعادل الأصوات".

وتابع المصدر أن هذا الأمر خفّف من فاعلية اللجنة وتنوّعها، وأدى إلى تعادل الأصوات، إذ صوّت 4 أعضاء لـمصلحة "جدار الصوت" و4 لـ"مفاتيح متكسرة"، "ما اضطر اللجنة إلى اللجوء إلى رئيسها وطلب التدخل منه، ليصوّت لفيلم معينّ.

وبعد نقاش مع 3 من أعضاء اللجنة الذين كانوا متحمّسين لـ"جدار الصوت" باعتبار أنه "فيلم ممسوك من أوله إلى آخره، وفيه صدق وفكرة جديدة غير مبتذلة، وعناصر مهمة قوية مثل السيناريو والصوت والتمثيل، قرّر المدير العام التصويت لمصلحة الفيلم".

وأضاف المصدر: "اقتنعت برأي الأساتذة، وهم سينمائيون ونقاد يفقهون أكثر مني بما قد يُبهر الأوسكار، وما قد يمنح لبنان فرصة الفوز، مع أنني أميل شخصياً إلى فيلم (مفاتيح متكسرة)".

وتابع: "طلب المدير العام من الأعضاء الموجودين لأن 3 منهم تغيّبوا وصوّتوا عبر الهاتف، أن يعطوه مزيداً من الوقت لمناقشة الموضوع مع الغائبين عن الاجتماع، كما طلب منهم عدم التصريح بأي نتيجة، فخرج أحد أعضاء اللجنة، وكتب أن (جدار الصوت) هو الفائز بالتصويت ليزيد الطين بلّة".

لكن المدير العام الذي رفض التصريح حول الموضوع لأي وسيلة إعلامية، "عاد وطلب من اللجنة التي أصبحت مؤلفة من 8 أعضاء في نهاية المطاف، الاجتماع بعد 4 أيام، وبعد نقاش طويل دافع فيه المتحمسون عن فيلم "مفاتيح متكسرة"، كما لم يفعلوا في المرة الأولى، تعادل الفيلمان مرّة أخرى، ما حتّم على المدير العام التصويت"، فصوّت لمصلحة "مفاتيح متكسرة".

بين سينما المؤلف وهوليوود

وقال د. إيميل شاهين وهو أستاذ مادة السينما في جامعات لبنانية عدة، وأحد أعضاء اللجنة لـ"الشرق"، إنه كان يفضّل ترشيح فيلم "جدار الصوت"، لأنه "ذو قيمة فنية عالية وينتمي إلى أفلام سينما المؤلف، ويتمتع بسيناريو قوي، وينسجم بشكل متين مع الإخراج والمؤثرات الصوتية، كما أنه يتميّز بطريقة تصوير فريدة، وفيه ممثلان كبيران في السنّ يؤديان دورين رائعين قلما نجدهما في السينما بالمنطقة، كما أنه عن تجسيد خوف الإنسان من المجهول بطريقة سينمائية صادقة وإنسانية فريدة".

أما عن "مفاتيح متكسرة" فيقول شاهين، هو فيلم أيضاً أقدّره وفيه قصة جميلة ومثيرة للجدل عن الأمل والإرهاب، وفيه إنتاج محلي أُنفق عليه كثير من المال، ويتميّز بموسيقى جميلة جداً ألّفها غابريال يارد، وهو حائز للأوسكار سابقاً، لكنني أراه فيلماً مسلياً أقرب إلى السينما التجارية التي تتبعها هوليوود، بينما في "جدار الصوت"، يرتكز المخرج على إحساسه وصدقه وفنّه أكثر من اعتماده على الإنتاج".

ويفيد شاهين بأنه كان متحمساً للأخير لأن "من يصوّتون لفئة أفضل فيلم أجنبي هم مخرجون فازوا سابقاً في أفلام من دول العالم الثالث التي تقدّر سينما المؤلف ونوعية الأفلام التي لا يوجد فيها بذخ في الإنتاج".

وحول ما جرى في جلستي التصويت وموقف المدير العام الذي اتّهمه أشخاص من الوسط الثقافي بأنه بدّل رأيه تحت ضغوط أو تدخلات معيّنة، قال شاهين: "بكل شفافية وصدق كان الدكتور علي الصمد متحمساً منذ البداية لـ (مفاتيح متكسرة)، لكنني أنا والمخرج هادي زكاك، حاولنا إقناعه بوجهة نظرنا المؤيدة لـ (جدار الصوت)، فحار في أمره، وقال كما تريدون، وأنتم تعرفون أكثر مني بما يمكن أن يمثّل لبنان أفضل تمثيل".

وأضاف شاهين: "لكنه خرج وهو غير مقتنع 100%، لذلك عاد وطلب أن نجتمع مرة أخرى، وناقش الأمر مع سمير حبشي، وإلياس دمّر، وإبراهيم سماحة، وهم متحمسون مثله لفيلم (مفاتيح متكسرة)".

وعلمت "الشرق" أن هناك خلافات داخلية في الوزارة بين الوزير والمدير العام على أمور عدّة منذ عيّن الوزير العام الماضي، وهذه الخلافات تطفو على السطح على حساب الثقافة والمشاريع الثقافية.

عملية ديمقراطية

وأسف شاهين لهذا الجدل الذي يحدث سنوياً حول اختيار فيلم يمثّل لبنان في الأوسكار، قائلاً: "على كل حال هذه اللجنة استشارية، لكن القرار الأخير يعود لوزارة الثقافة في البتّ بالموضوع".

وشاهين هو من الأعضاء الأقدم في هذه اللجنة، ويشار دائماً إلى نزاهته وتطرّفه لجمالية السينما كما يقال عنه "أبو السينما في لبنان"، لكونه أول من أسس نادياً للفن السابع في البلاد، وهو متابع وشغوف بهذه الصناعة الصعبة في البلاد.

وحول ما إذا كان يعتبر أن هناك غشّا أو تدخلات سياسية أو طائفية في اختيار الفيلم الذي سيمثل لبنان، قال شاهين: "هذه عملية ديمقراطية، وعلينا أن نقبل بها، ثم إن الفن ليس رياضيات وكل شخص يرى الأمور من وجهة نظر فنية مختلفة، هذا كل ما في الأمر وكي أكون منصفاً، المدير العام لم يغير رأيه، بل يفضل (مفاتيح متكسرة)، لأنه يعتقد أنه أقرب إلى السينما الأميركية، ولذا يمكنه الفوز بالأوسكار".

وأضاف: "لطالما طلب من اللجنة منذ عيّن مديراً ورئيساً للجان، أن نعفيه من عملية التصويت كلياً، لكن هذه المرة وُضع أمام الأمر الواقع".

وأفاد مصدر في الوزارة لـ"الشرق"، بأن الصمد منزعج جداً من البلبلة الحاصلة في الوسط الثقافي، وهو لا يهمّه إلا تمثيل لبنان أفضل تمثيل، وأن يلمع اسمه في المحافل الدولية علّ الشعب يضيء شمعة أمل.

مطالبة بتوضيح رسمي

وطالب ناشطون ومثقفون وفنانون وزير الثقافة بتوضيح ما جرى، متسائلين حول كيفية تعيّين اللجنة الاستشارية التي تختار الفيلم المرشّح للأوسكار؟ ومن أعضاؤها؟ وهل هم من ذوي الاختصاص أم يعيّنون بحسب أهواء الوزير أو المدير العام؟ وما المعايير التي ينتقون على أساسها الفيلم المرشّح؟ كما طالبوا اللجنة بعقد مؤتمر صحافي، لتوضيح ملابسات القضية.

وبعد الجدل، طلب الوزير بحسب المصدر الرسمي، من المدير العام للوزارة، توضيحاً بملابسات الموضوع وتفاصيل قضية التصويت.

نقلاً عن " الشرق"

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24