الثلاثاء 19 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
أنيسة بنت حافتنا ؟؟!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:36 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 29 نوفمبر 2020

لازال صوتها يدوي في أذني : " والله لأطلع لاعند الشيخ أشتكي بك ، تذكرأسماء الناس كلهم إلا أني؟؟!! "، بالفعل أنا أخطأت، فهي الإسم الذي لابد أن يكون في مقدمة أسماء أهل " حافة إسحاق"... يومها كتبت يوميات الثورة عن الحافة، بعدها كان الفضل لحسن العديني الذي طلب مني الكتابة لجريدته " الأسبوع"، فحضرت الحافة فورا إلى ذهني، فكرت قليلا : الناس تعودوا يقرؤوا سياسة، فقد لا يتقبلوها، أن يفرد لها حسن مساحة في الصفحة الأخيرة يعني أن الحافة تقرأ ….
أنيسة محمد سعيد: صعقت قبل أيام بالنبأ الذي أحرق روحي أنها توفيت ...لكن سرعان ماجاء التكذيب: انيسة لاتزال أنيسة أطال الله في عمرها، وأعاد لنا تعز حتى اتمكن من الهطول إليها حافة إسحاق ...فقد إشتقت كما لم أشتاق لقريتي التي بعدت عني بفضل الحرب العمياء 14 ساعة ...وغابت الحافة عن الحوبان 10 ساعات، يقينا أن تعز تتوهج كل يوم بشعلة اليمن مهما بدا أن الليل يطول …

تدلف بقدميك من الباب الكبير، هناك مقهاية الشرعبي ، وعند المنحنى حيث الفطير والرقاق المقهاية التي شربت فيها أول قلص بن ...تذهب بك قدميك إلى الذماري ابوالفيمتو، ثم الشاهي العصملي ، هناك السمسرة وقائد علي ،اتجه يسارا حتى بيت أحمد حلمي ، بجانبه بيت انيسة ..وهناك بيت الشحمية …
هنا إذاعة تعز، إليكم مايطلبه المستمعون تقدمه انيسة محمد سعيد ، تذهب بالاسم موجات الراديو في كل اتجاه …من فاطمة إلى نبيلة ،ومن سعود إلى سعيدة ، كانت تعز يومها تحيي بعضها عبر ميكرفون إذاعة تعز من الجبل إلى الجبل  …بين القاهرة والضبوعة ...
كان دكان العزي عبدالله عبد اللطيف قريب من مقهاية الأبي، ذلك الإنسان رحمه الله كان رجلا من ضحك، فيظل طوال اليوم يضحك ويضرب الماسة السميكة أمامه، وكلما مر أحدهم: صباح الخير يا عزي موتعمل؟ بسرعة البرق يرد: أسمع إذاعة المطابخ، ثم يعود ويقول: اسمع إذاعة مرة فلان وعلان، لن أذكر إسم المحل ولا صاحبه الذي كان يبيع بطاقات البرنامج حق أنيسة، حرصا على مشاعر الآخرين ...كن يأخذن اكثر البطاقات ، تتردد الإشارة يوميا إلى أزواجهن ….
إذاعة تعز هي التي نقلت عبر صوت عبدالله محمد شمسان " إذاعة الجنوب اليمني المحتل "، ومنها دوى فتناولت السهول والوهاد وقمم الجبال صوت عبد الناصر العظيم ومن ميدان الشهداء وسط موج بحر من البشر: على بريطانيا أن تحمل عصاها وترحل، وبصوت حسن العزي كانت له صولة وجولة، ذلك الأستاذ الدمث ...وأنا بدأت أول خطوات المهنية من صوت الأستاذ زيد الغابري" ندوة المستمعين"، فقد تركت مائدة الغداء وكان لدينا ضيوف وتسللت إلى الغرفة وأغلقت على نفسي، وعندما ردد زيد إسمي اشتعلت أذني، وأحمر وجهي، بل أنني تسمرت، وبعدها كل من يلاقيني ويقول: سمعنا اسمك حتى ارتعش خوفا ...حتى تعودت أذني على إسمي، فتصالحت مع نفسي …لكنني لم اخجل بعدها وقد ارسلت مساهماتي إلى " ندوة المستمعين " في BBC لندن، حتى أنهم منحوني نسخة من كل عدد صدر تلك المرحلة من حياتي في صنعاء مجلة " هنا لندن "، ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد اشتركت عبر صندوق بريد 69 مستودع الشرق الأوسط في المجلة الطبية" طبيبك" ناشرها ورئيس تحريرها د. صبري القباني ….ورأس تحريرها بعده نجله د. سامي القباني …
أنيسة محمد سعيد من رعيل النقاء، رعيل الحلم …
من ذلك الجيل الذي كان حلمه بعلو هامة العروس …
أطال الله بعمر بنت حافتنا …
لله الأمر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24