الثلاثاء 19 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
السيفُ، سَـلْـواهُ.. وِحْشتُنا..!! - جمال الرموش
الساعة 11:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


إلى أين تمضي، البندقيةُ..،
سيّدةُ الإفكْ..!!؟
إلى أين تمضي بنا، هذه القحبةُ القديرةُ..!!؟
إلى أين..!!؟
إن كان السيفُ، قد أمسى، بُعَيدَ أوباتهِ الضنينة..،
بَخسَاً, حينما صار مِكْنسَةً..,
تلملمُ خراء العشائر والحشرات الهلوكه..!!
... إلى أين تمضي عصا الجحيم المعدنية!!
هذه الغيورة من "سونتيانات" الصبايا!! و"بيجامات"
النساء، ذوات الشذى الخمري..!!
... لكأنما ليس بمقدور الحِدادة، أن تلدَ سيوفاً،
لهنَّ قدودٌ ممشوقاتْ..!!
مثلما بمقدور النطفة، المباركة، البكر!!
أن تتناسل من أغصانها، عرائسَ بُلور!!
أينما وحيثما شئنَ يتعطفنَ كالخيزرانات..!!
بينما السيفُ، إن لم يَبُلَّ خَيشُومُهُ، من دمِ الغارات!!
يُدرِكُ ان القياصرة سَيَدمُون سُلالَتَهُ بالنِكران!!
على الرغم مِن عِلمِهِ، أن ليس من شيمته، الإشفاقةَ ،
على أرواح كلَّ مَن طالهم!!
وأظُنُهُ يَفقَهُ تمامآ ،
ان ليس للخليقة، خليفة!!
مثلما ليس للخِرفانِ,
أبٌ ثعلب..!!
ربما الرمادُ، شقيقُ الغيماتِ الكسلانة!!
والمذلَّةُ –دونما حاجتنا، للفَرَاسة-
تعني نَعيقَ الوحشات!!
لكن السيف، لا يشبه آلهة الكلام!!،
وعقيق المياه الكلومة!!
وهو السيفُ بكل كَرَاهَتِنا لَهُ
مهما تَقَمَّص خيلاءَ الطاؤوس!!
واختالَ في نَشوتِهِ!
أو قيلَ لَهُ: إنَّكَ أهدرتَ دمَ العقرب..!!
لن يتذكرَ يوماً: بأنَّ عُروقه لم
تَنِزَّ سوى مُخاط!!
مهما تَيَسَّرَ لَهُ، من الفُحولة!!
واستطاعَ بِخَطفَة بَرق..,
أن يَغمسَ حَدَّهُ في تُرقُوةِ خِرتِيت!
فإنَّهُ لن يَفلَحَ –ذاتَ مَرَّة- في شَرخِ استَ ذرَّة..!!
ولن يتذرَّعَ، بتميمةٍ، تُدَاري شيطَنَتهُ!!
أو "حَدَندَق" يَذُودُ عن هَفَواتهِ!!
ذلكَ هو السيف..!
من كان يرمي بذرته الى مَشيَمَة الخشخاش..!!
ويَرُشُّ قرابينَ عشيرَتهِ، على مَذبَحِ صِلصالهِ..!!
ليسوسَ آخرَ خيباتِهِ!!
يَمنَحَهُ ثَمَرَةَ الأبديةِ الفاسِقةِ!!
وَجَنَّةً مِن خَزَفٍ وخِيش!!
كأنَّ قتيلآ ما، يَمتَدِحُ سيفاً رحيماً!!
أو أنّ أحدكم –في لحظةِ طيشٍ- يَرجُمُ كُلَّ أثاث بيته،
في وجهِ شيطانٍ خَجول..!!
باتَ يَشفَقُ على حماقة عَيشهِ، وتفاهةَ ميتاتِهِ..!!
وكُلُّكُم تَعلَمونَ.. أنَّ في شَذَرَ.. مَذَرَ التَّشَرذُمِ..!!
وفي غَولَةِ الخوف..!!
يُدرِكُ المُبصِرون، الإغماضة الخفيفةَ..,
لِسُطوةِ الشَّر..!!
***
والسيفُ، مَهدُ الفجيعة!!
إذ حين تشتدُ الأكُفُ حول مِقبَضِهِ..،
وهو يلهو بأنفاسِ المذعورين..!!
تَبلُغُ الدويلاتُ سَوأةَ انحِطاطِها..!!
قُبَالَةَ إبرةِ الخياطة، في تَدَرُجاتِها الأنيقة..!!
بين حنايا قُماشَةٍ، كالِحه ..!!
***
السيفُ، سلواهُ..،
وِحشَتُنا..!!
***
وفي الممالك الكبيرة، التي تتآكلها الكبوات
الصغيرة..!!
الممالك التي تبكي أسى أسراها..!!
يصعدُ الـ "شهبندر" ليعرضَ في كُبرى "بازاراتهِ"
آخرَ منسوجاتِ الصوف، لتقي القراصنةَ شتاءَ
الأُقيانوس..!!
فيما الرُعاةُ.., عُراة..!!
***
وحيثما يذهبُ السيفُ..
تَكثُرُ الفُقداناتُ، والصُفرَةُ في وِحَامِ الحبالى،
والمَعِزاتِ مَطعوناتِ الشرَف..!
والمُغنون، المنزوعة حناجرهم، كي لا يتورطوا، في تَغريدٍ حزين!!
بينما صُرَرُ المومِساتِ الفقيراتِ، تنتفخُ بالدراهم!!
وبعطايا الفرسان، اليتزاحمون على الأفرِشَةِ المُجَفَفَةِ..,
من الحِشمَه..!!
و"المُـوَلَّدون" يتكاثرون، كالبِكتِريا، في الداراتِ،مُنكَسِراتِ  الخاطر  
والزناةُ، بعد وميضِ جيناتهم..!!
من أصلابِ خَيّالةٍ مخمورين..!!
يُـفَـقَّـسُون مثل بيض الأفعى..!!
***
وبِرُغمِ دِرايتي..,
أن لا أُنثى، للسيف..!!
ولا رَحَموت، لِذَكَرِ حرباءةٍ، يَستَجيرُ بالأغراب..!!
أو يعسوبٌ، سيغامِرُ بالغوص، في كأسِ بيرتي..،
ساعةَ احتفائي بذكرى قيامة ميلادي..!!
ولا جُندَ سيُبَّعثونَ، من المهالكِ، والمَحرَقات!!
ليُجبَروا على محمدةِ المنجنيق..!!
ليس سوى الحدادين..,
يُقيمونَ المآتمَ، لهزائم السيف..!!
***
في حين النُشاب..,
لم يكن يومآ ، شاهِدُ زُورٍ، على سَفَالةِ السيف..!!
لأن صليله، لم يكن كذلك..,
وهو في زهوِ ثاراتِهِ..!!
أصدحُ من كَمَنجَةِ الغَجَر..!!
وإذا كان لكل سيفٍ، فاتِك..!
ولـُكلِ "مَلكٍ كاهن..!!
فإنَّ لقلبي: قيوم..!!
لأنَّ في التماهي: تستضيءُ شَهقُةُ الملهوفِ..،
بِشَوقَةِ العارف..!!
***
وحين أتذكرُ أُتُونَ شَبابي..,
كنتُ اسمعُ وأنا ألوذُ بمكتبتي..,
نحيبَ القتلى وهُم يجأرون مِن أضالعِ سيفٍ
أبكَم..!!
حتى أدركتُ أن شواربَ الفُقمَة..!!
لا تفسرُ لنا معنى الرجولة..!!
مثلما –في المطلق- لا تعني الشامةُ..,
على خدودِ صِغارِنا..,
محبةَ الخؤوله ..!!
كما تعني، غيبةُ الغرقى القدامى..!!
حنقَ البحارةِ، من وحشةِ البر..!!
واللحيةُ، مهما يبيتُ بريقُها، كالقصدير..!!
ولمعَتُها كالقطن..!!
لن ترقى إلى فتنةِ العُشب..!!
ولن يبلغَ بها الحياء..,
أن تسترَ فَرجَ  فأرة..!!
***
ربما يكمنُ حزنُ السيف..,
في أنَّ فُرسانه.., لم يسرُّوهَ يوماً:
بأن الألمَ زِينَةُ المقهورين..!!
وبَسالةُ الميلادِ..!!
أعذَبُ مِن سَلاسَةِ الموت..!!
وفيما الغيمةُ أكرمُ من لآلئ القَلعَة..!!
يبقى حجلُ "فالصو" امرأتي..
أزهى من تاجِ الـ"مُعِز"
... قد يدومُ لَمَعانُ ماسةِ المُلكِ..!!،
أو أن مِلَّةَ الذئب..!!
تتغولُ في خُرَافَةِ المُستَبد..!!
لكِنَّ، مَن يُوغِلُ في الدريئة..!!
يتغشاهُ المَتيه..!!
ومَن يَغُرُّهُ الهيلمان..!!
يَغلُبُهُ الهَوان..!!
ومَن لا تأسِرُهُ أنَّةُ البُهلول..!!
يَحرِقُ الجوعى، سلطانَ سَبَحَتهِ
وريثما تتهاوى مِزَقَاً.., راياتُهُ الجريحة..!!
تغدو الحريةُ "سندريللا" الأرض..!!! ٠ 


نهايات يونيو 2012م
الأصيلة: عدن ٠

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24