الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
تقرير عن الجلسة الحوارية التي أقامها منتدى الادب اليمني مع الروائية اليمنية ذكريات البرام وقدمها الدكتور حاتم محمد الشماع - انتصار السري
الساعة 19:43 (الرأي برس (خاص) - انتصار السري - أدب وثقافة)

 

 

في الندوة التي اقامها منتدى الأدب اليمني، والتي تم فيها استضافة الكاتبة والرواية اليمنية ذكريات البرام والروائي بسام شمس الدين والأديبة انتصار السري وادار الحوار الدكتور حاتم محمد الشماع، يوم الأثنين 22-2-2021م عبر منصة زووم. ركزت الندوة بمناقشة رواية "ملاذ آدم" للروائية اليمنية ذكريات البرام، 
حيث بدأ الدكتور حاتم بتقديم الروائية الأستاذة ذكريات البرام بأنها روائية يمنية، ولها رواية وحيدة هي ملاذ آدم، في البداية يسأل من هي ملاذ آدم ؟ ترد ذكريات على الدكتور حاتم قائلة: ملاذ آدم هي أسم للشخصية الرئيسية في الرواية حيث تجسد شخصية المرأة اليمنية (العربية) تعيش في مجتمع متناقض فكريا وأخلاقيا. والرواية كانت في البداية عبارة عن عشر قصص، حيث كانت فكرتي في البداية أن أكتب مجموعة قصصية مكونة من عشر قصص، عشر نساء، ولكن شعرت أن الأولى مؤثرة على الثانية ولم تكن عندي خبرة فصل الاولى عن الثانية والمغامرة كانت مخيفة بعض الشيء، ففكرت أن اضيفهم إلى بعض فجمعتها كلها في شخصية واحدة لـ امرأة واحدة، وطورت الاضافات حول الشخصية الرئيسية التي رسمتها لشخصية واحدة. 
أنتِ في البداية تحدثتِ عن أنها رواية واحدة لأحداث حقيقية لأواجع العديد من النساء جمعتها جسدتيها لامرأة واحده فكيف عاشت الكثير من الفتيات في جسد امرأة واحدة؟ 
كيف جمعت الفكرة لنبدأ بطرح سؤال لماذا نكتب وهل نكتب لأنفسنا؟ وهل تكتب لتقنع الآخر بما تكتب وهل نكتب لمجرد الكتابة؟ كانت الفكرة في البداية نحن في اليمن نحضر مجالس القات والمجتمع مليء بالحكايات وفي تلك المجالس هناك قصص تموت بموت اصحابها فكانت الفكرة أن اجمع تلك الحكايات واكتبها، وجاءت هذه الأوجاع وتجسدت في جسد واحد وأن يحتضن المجتمع كل تلك المشاكل، وكيف لجسد واحد أن يهرب إلى مطار ويسافر، نحن في اليمن عندنا افكار مغلوطة عن السفر وعن عودة أي مسافر نسأله عن بلاد الكفار وكيف يعيشوا هناك، وكتبت تلك القصص، ثم الرواية نقلت صورة عن ذلك المجتمع.
 وبالنسبة لسؤالها عن الحركة النسوية في الأدب اليمني تقول ذكرياتك الذي عندنا سرد نسائي، وليس عندنا الحركة النسوية والكاتبات عندما يكتبن لم يغوصن في هم المرأة، أنا في رواية ملاذ تكلمت عن جسد، فالمرأة من حين أن تولد هي عبارة عن جسد ويجب تغطيته، نحن ككتابات لم نغوص في المرأة.
كما تحدثت الكاتبة عن دور القات وتأثيره في الكاتب، وعن رفيقات القات والدخان هو مثل أن تعطي للكاتب دخان وقات وتتركه ينطلق ويكتب. وتضيف ذكريات أن شخصية الرواية هي شخصيات حقيقة وعشتها وأنا صغيرة كنت اعيش تلك القصص التي حولي وأنا اسمع منذ طفولتي.
ومن ثم تحدث الروائي بسام شمس الدين بالحديث عن الرواية وشخصيات الرواية وبطلتها التي كانت نهايتها مفاجأة للقارئ، فكانت النهاية هي رصاصة. 
 يقول بسام شمس الدين: لم يكن هناك تمهيد لهذه النهاية في بداية الرواية وتلك النهاية الحزينة التي تفاجأت بالرصاصة وصدمت القارئ، وأن الرصاصة انتظرت البطلة في وطنها وكأنها رمزية، هل ممكن تبرري للقارئ نهاية الرواية؟ وهل ارادت الكاتبة أن يشفق الرجل على المرأة؟ ترد عليه ذكريات قائلة: نعم النهاية هي صادمة اما بالنسبة للشفقة نعم يجب الرجل أن يشفق على المرأة، وخاصة في الرواية لأنها كانت تبحث على المتعة بشكل ما، احنا دائما نلوم المرأة على اشياء كثيرة، دائما تجبر على أن ترتدي رداء الفضيلة، وإذا قصرت في عمل ما بشيء ما فالمجتمع كله يعاتبها، المرأة مثلا لو جربت أن تطلق وأنا جبتها في الرواية، إذا جربت تنفصل عن زوجها فيتم التهكم عليها وتهددها بأخذ أطفالها، واحدة غير متعلمة، غير دارسة، امرأة لا يوجد لديها أي استقلال مادي، ولا أسرة تدعمها، فأين تذهب؟ كل تلك الانتقادات تجبرها الى أن تعدل عن فكرتها ، فهي عملت الشيء الذي يكرهه المجتمع وقالت خذوا أطفالكم أنا لا أريدهم، وهذه أنا اعتبرها جدا شجاعة، لأنه عادة نادرا ما تعمل المرأة هذا العمل، فهي أين تذهب مع أطفالها فهي ستكون مكسورة، إذا أنا اجلس مكسورة هكذا مثلا، لا يا بسام يجب على الرجل أن يشفق على النساء في النهاية.
 الدكتور حاتم بسؤال مداخلاً يقول: وددت في النهاية طرح المشكلة في يد الرجل أنظروا إلى ثقافتنا كيف صارت تستطيعون فحص تلك الثقافة والتي تشربنها منذ طفولتنا، والتي ظلمت البعض من أفراد هذا المجتمع منهم بالاخص المرأة، فالمرأة والرجل البسيط يعيش في الهامش، كل هذا دعوة للنظر في إعادة تقويم ثقافتنا الذكورية المتسلطة.
ذكريات ترد على الدكتور حاتم قائلة: أنها وصلت إلى النهاية وعجزت كيف تختم النهاية، فكانت النهاية هي طلقة رصاصة. 
الحوار ناقش الكثير من المواضيع، ومن تلك المواضيع كيف كتابة الرواية وهذا ما طرحه الروائي بسام شمس الدين وذكر تجربته في كتابة رواياته، فكتابة الرواية هاجس وخاصة عند كتابة البداية والتي تكون غالبا هي الصعبة ويحدث الكاتب نفسه قائلاً: كيف اكتب البداية ومن أين ابدأ وكذلك نهاية الرواية.
في سؤال للدكتور حاتم وجهه للروائية ذكريات عن روايتها قائلاً: تحاولين أن تضعي القارئ أمام مجتمعين عربي وغربي لتوضيح المساحة الاجتماعية المتاحة للمرأة في تلك المجتمعات مما تمكن القارئ من عمل مقارنة بنهما، المجتمع الغربي والعربي أمام القارئ ليكسر تلك الصورة النمطية لدينا، صورة عن المجتمع الغربي في عاملنا العربي وصورة عنا نحن في الغرب، وكأننا ارهابيين بنما المجتمع الغربي هو المثقف، لكنكِ وجدت أنه لا يوجد فرق الذكر هناك هو نفس الذكر هنا، وتلك المرأة هي نفس المرأة في مجتمعاً، لكن هناك بعض الأفكار المغلوطة التي تشربنها في لحظات إيمانية، وفي لحظات وطنية قد نسميها حبنا لوطننا لكننا ندمر تلك الثقافة، بثقافة التأطير، وذكر الكثير من الماركات التي تغالط المجتمعات في الرواية. 
كما تناول موضوع السلطة الذكورية التي سيطرت عليها السلطة الدينية والسلطة السياسية وشكلت حلف خفي، وانعكست على اثر ذلك بين تلك القوى ووضع مبادئ، وما مدى تأثير تلك القوى على المجتمع اليمني وظلمه للمرأة، كما من خلالها تم تناول قضية ظلم المجتمع للمرأة وكونها مجرد تابع للرجل، وللسلطة الذكورية داخل المنزل وخارجه. 
أيضا شاركت الكاتبة انتصار السري بحديثها حيث قالت: أنه ليس كل الأسر تظلم بناتها، وأن هناك فتيات سعين إلى تحقيق أحلامهن في المجتمع اليمني ومنهن من وصلين إلى حقائب وزارية، وشهادات في عدد من المجالات فالمرأة اليمنية وصلت إلى أن تكون سفيرة ومهندسة وقاضية ومحامية وإعلامية وطبيبة وغيرها، وأن من يذهب إلى المدارس والجامعات يجد اغلب المقاعد للفتيات، وأنه لا يمكن الحكم بأن المجتمع ظلم كل النساء. 
هنا يرد الدكتور حاتم عليها قائلاً: عندما نتحدث عن المرأة امكانية تعليمها ووصولها إلى حقائب وزارية هو يكون بعدد الأصابع ولأسر معينة، أسر مدعومة، وتجدين أن تلك المرأة نفسها التي وصلت إلى منصب وزيرة هي تحمل نفس تلك الافكار المتشددة فهي لا تريد للمرأة أن تنجح، حتى وأن كانت ابنتها، لا تريد لها ذلك النجاح وانما تشدد، كل تلك افكار مغلوطة، لماذا لا نرى هناك نساء وصلين إلى ذلك المنصب، هي مغالطة ذكورية استخدمها الإعلام للمغالطة، كذلك يجب أن نضع للموضوع كل ابعاده، فنحن نريد أن نرى كل النساء يتمكنن من تحقيق أحلامهن وليس واحدة فقط، وليس كون انتصار تمكنت من الكتابة يكون غالبية الفتيات يكتبين، هناك فتيات لا يتمكنن من كتابة حتى مذكراتهن. وأن كتبت الفتاة فيكون حكمنا نحن الرجال ينعكس عليها، وأن ما تكتبه يمثل شخصيتها، وما حدث في القصة هو حدث لها، بغض النظر أن هي كتبت عن زميلة لها أو قريبة لها، لكن نحن نقول هو حدث لها نفس القصة التي كتبت عنها، تلك هي الاتهامات التي تشار من الرجل للمرأة، نحن نتكلم عن مجتمع بأكمله لا تفريق بين شخص وآخر.
 وفي هذا الجانب اضافت الأستاذة ذكريات قائلة: كلام انتصار صحيح جدا، لو نقارنا الازمنة بين شخصيات اليمنية أكيد يمنيات وصلين إلى مناصب كثيرة وكبيرة داخل اليمن وخارجه، هي الرواية لا تتكلم بالذات عن اضطهاد الرجل، أنما الرواية تتكلم عن حرية المتعة هي ممكن تكون قاضية أو محامية أو وزيرة، أو كاتبة، فمهم وصلت، هذا هي الحدود إلا اعطها لها المجتمع، يكون هذا هو الحد الذي اعطه لها، قد تكون دكتورة وكما قلتي أنها تصر على رأيها، ونفرض أنها من أسرة متشددة شوية، أنا نفس الشيء أقول المرأة يجب أن تشد على نفسها وعلى طلبها وتوصل، ورغم وصولها إلا أن أسر لا تعرف ولا توصل لها، لأنها متربية على تربية لم تصلها لولا دعم الرجل لها، المرأة لما تريد تواجه أسرة هي رصاصة كما ختمتها في الرواية قيمتها رصاصة. 
وتضيف ذكريات هناك اشياء تحتاجها المرأة في المجتمع ليس التعليم فقط هي حرية المتعة هذه هي الاشياء البسيطة مثل أن تخرج لوحدها أن تشرب شاي في الشارع، هي الحرية الحياتية التي تحتاجها كل النساء أن يذهبن الحديقة لوحدهن، في رواية ملاذ هي تبحث عن هذه الحرية وهذه المتعة التي حرمها الرجل والمجتمع الذكوري على المرأة، هذه الاشياء البسيطة التي تحتاجها المرأة هي ابسط شيء مثل متعة الفرح والتي تحرم منه، من هنا تولد الاضطهاد. 
وتضيف انتصار السري بقولها: أن تحرم المرأة من ابسط حقوقها فهذه جريمة كبيرة في حقوق المرأة ولا تأتي إلا بالوعي وخاصة الوعي للرجل، فلرجل هو من بيده أن يصلح المجتمع أو يفسد المجتمع، وطالما في تربية صح فلماذا الخوف عليها، كما أنها تحرم من حريتها في اختيار العلاقة الشخصية بالارتباط بشخص معين، المرأة ليست محتاجة إلى التعليم فقط بل إلى حرية في الحياة.
الجدير بالذكر أن هذا الحوار مع الروائية اليمنية ذكريات البرام والروائي بسام شمس الدين والكاتبة انتصار السري، والذي حضره الدكتور بكيل البطاح، يأتي ضمن سلسلة حوارات يقدمها الدكتور حاتم الشماع ضمن نشاط منتدى الأدب اليمني، والذي يسلط الضوء على الإبداع اليمني في العديد من المجالات الثقافة مثل الشعر والقصة والرواية والنقد، ويديره باقتدار الناقد الدكتور حاتم الشماع عبر منصة زووم، ويبثه عبر قنات منتدى الادب اليمني على اليوتيوب.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24