الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
جوركي في صنعاء .. لغلغي في موسكو - محيي الدين الأغبري
الساعة 16:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

الأستاذ عبد الرحمن بجاش        المحترم
قرأت كتابكم (لغلغي في صنعاء) قرأه سريعة أولية
بداية وبعيدا عن ادعاء الأدب والنقد أو السياسة
انما من قارئ بسيط مهتم بالأدب الشعبي والتاريخ الاجتماعي
في البدء حين اعلنتم انكم ستصدرون كتابا بعنوان (لغلغي في صنعاء)  
استفزتني الكلمة لكني كنت على يقين من حصافتكم وترددت كثيرا ان اكتب إليكم التراجع عن ذلك
لكن قلت في نفسي انكم أكثر دراية وخبرة منا فمن نحن ؟
الآن بعد ان تصفحته وجدت ان كلمة لغلغي اصبحت احد القاب بطل الكتاب او(الرواية) ان جاز التعبير
او السيرة الذاتية ونقلتم المفهوم الى خانة الادب بدلا من ترجمته السلبية وحررتم المفهوم من عقدته
وحسب خبرتي المتواضعة في الاطلاع والقراءة الأولية للكتاب وجدته يتكون من رواية بفصلين
(جوركي في صنعاء) !
و (لغلغي في موسكو).
بعد الغلاف الجيد والمعبر والغلاف الاخير الذي أحسن الاختيار لكلماته ليؤكد على تنوع ابطال السيرة وعلاقاتهم في مجتمع المكان المشترك (صنعاء) وبعد التعريف بصنعاء ابوابها وحاراتها واسواقها الخ
البعض يكتب عن الذات واخر يكتب عن الزمن وثالث يكتب عن التاريخ ورابع يكتب عن العلاقات الاجتماعية
ركز الكاتب كثيرا وتفرد بوصف الامكنة والعلاقات المتنوعة الناتجة فيها في وصف اشخاصها المتعددو المشارب والمناطق وانغمس في وصف (صنعاء كمكان) اجمالا ثم حاراتها وازقتها ومن عليها من شخصيات نادرة وشوارعها، يسار الرصيف ويمين الرصيف، وكأنه اراد ان يقول للقارئ ان هناك يمين سياسي وهناك يسار سياسي وما بني عليه من مباني وما مر فيها من اناس وحكايات وتاريخ مصدر من مصادر علم الاجتماع كما ورد في مقدمة الاستاذ يحيى العرشي
في مجتمع بشري تربطهم علاقات ومكان محدد هو صنعاء
المكان الذي تشكل فيه ربما وعي الكاتب السياسي وتشكلت فيه علاقاته وإبداعاته
والكتاب سيرة ذاتية بأسلوب (روائي)
للصورة فوتوغرافية او صورة تعبيرية دائما ألف معنى ومعنى
هنا تفنن الكاتب بالصور المكانية التعبيرية ويشعرك بالعلاقات المختلطة بها ان لها (ارواح) لأناس قد رحلوا او اخرين لا يزالون بيننا وربما البعض منهم نعرفهم شخصياولا زالت اصواتهم ترن في مسامعنا
من هنا يشعر القارئ ايضا بالواقعية الصرفة الخالية من الخيال او التدليس في مكان واحد خصوصا (صنعاء) كان للأمكنة دوما في كتاباته حضورا واثبات للذات بشكل (شخصي) واثبات للعلاقات الجماعية الاقتصادية المختلفة بشكل (عام) كمصدر قوة لذلك المكان من ذلك المختلف المجتمع وعلاقاته خصوصا لتعززه بعلاقات وخدمات اقتصادية:

 

مطاعم، مدارس، مبان، مقاولات،  مخابز،  محلات تجارية،   فنادق، استيوهات،  طرقات .........الخ
وكمصدر ضعف ما تخللته علاقات سياسية طبيعية يرى انها نتيجة لحراك وتطور المجتمع او سرقة الثورة وضياع وثائقها واستطاع ان يدافع عنها الكاتب كبطل للقصة وعن بقية الاشخاص وخصوصا (اللغالغة)
اما لماذا قلت ان للكتاب فصل
جوركي في صنعاء
لان للكاتب جملا ابداعية وردت بلغة خاصة فيها ما فيها من الانسانية
 والوجع والحزن والجرأة والواقعية والطرفة والرمزية ورصدت منها:
الثورة:
-    للمخبز لوحة زرقاء كتب عليها بالأبيض (مخبز الثورة) !!
-    من اجل الجمهورية كل شيء يهون.
-    لكن هناك من باع الحلم ودماء الرجال الشجعان.
-    فيما بعد جرى محو كل إثر لمن دافعوا عن صنعاء.
-    وبفضل الثورة تواصلت البلاد ببعضها وتعارفت.
-    جمع الافلام والصور وحفر حفرة في الصعدي وبقليل من البنزين احرق كل شيئ
-    اقرأ الاسماء في وجهه على ايام مجد ولت سرقها من سرقوا الثورة وحولوها الى مجرد سلعة.
تضاد:
-    قدمت من تعز وفي ذهني صورة مشوشة (اصحاب صنعاء خباث)
-    من لهجته كان من صنعاء  ....
اطمأن الرجل وذهب والى اللحظة والندم يقهرني اذ لم اسأله عن اسمه .
صور:
-    كرامة   تمتلك وجه طفل وعمق نهر، وبكت على تاج حتى ابيض وجه الليل.
-    لطيفة   نسمة هواء تأكل من عيشنا وملحنا ونبادلها الوفاء.
-    صاحبي   له قلب طاهر كالسناء والسماء.
-    اخر   يمثل عمق صنعاء الودودة المتمدنة.
-    كانت صنعاء ما تزال بكرا.
-    عاش حياته بسهولة طولا وعرضا بدون عقد ونظافة نفس يحسد عليها.
حزن:
-    تاج   بيتها لا يهدا انا الليل واطراف النهار   مائدة ترفع واخرى توضع.
-    تاج ماتت وفي وجهها فرح وفي نفوسنا حزن الكون كله.
-    المشقر الذي كان يزين خدها غرق بالدم وصار الوانا من كل (نوع).
-    كما لو ان جبل نقم انتزع من مكانه.
طُرف:
-    هناك اعتقاد من معظم اليمنين ان الفيمتو يزيد الدم
-    كلما ارتفع عواء الكلب صرخ هو (قسما ان المرة بتولد).
-    كان في حرب بالبلاد وجلست احارب.
-    الشريعة تشتي والرزق يشتي والمزناوة تشتي.
-    الركبة جنب الركبة.
-    مالك يا بن اخي مثل المتفرطات!.
-    
اخيرا شكرا أنك كتبت لـ ومن تاريخنا الاجتماعي
وشكرا لأنك احببت الامكنة وكنت وفيا لها واهمها (صنعاء)
ختاما اهدي لك هذا المقطع:
لصنعاء خذون
خذونِ إليها أيها الراحلون
واتركوني هناك
جوار باب (حوي)
في زقاق صغير
أو في سوقها.
لأوفي بنذري
(يفتهن) داخلي،
ثم (اضوي).
لصنعاء خذونِ    .......
(فقد أبهرتني قوي)


17/ 4/ 2021 
حيفان

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24