الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مقبل علي نعمان الشاعر الذي يبكي بدموع قلمه - أمين درهم
الساعة 21:52 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




 الشاعر الكبير مقبل علي نعمان القرشي... فهو شاعر متميز اتخذ الاسلوب الساخر في شعره المكنى( بشاعر الريف والمدينة) جمع بين اللهجة الحجرية واللكنة العدنية وقال الشعر الفصيح وكتب الشعر في جميع المواضيع.. واجاد المساجلات الشعرية.. ومازالت الذاكرة مليئة بالكثير من حياة الرواد.
 

استهلال:
الصديق العزيز الشاعر مقبل علي نعمان القرشي قد لايعرف البعض من ابناء الجيل الجديد والمعاصر عنه اي معلومات ولعل السبب في ذلك يعود إلى كونه مغمورٌ ولم ينصفه الإعلام ..اللهم إلا من مواقف هنا وهناك.. والشاعر مقبل علي نعمان من الشعراء الشعبين المتميزين ولهذا كان لزاماً عليَّ عند كتابتي قصة حياة العديد من شعراء بلادنا الرواد .. من الكتابة عنه وتقديمه للقراء الأعزاء..ارجو ان ينال اعجابكم.
بداية معرفتي بالشاعر:
الشاعر مقبل علي نعمان القرشي، (شاعر الريف والمدينة)، أما أنا فأسميه (آسر الريف والمدينة).جمعتني به صداقة طويلة استمرت من عام 1974م حتى رحيله في عام 1995م، وكنت ارافقه في حضور بعض من جلساته الشعرية بدواوين بعض من الاصدقاء في تعز وصنعاء وعلى رأسهم المرحوم احمدعبدالله الحروي في تعز والمرحوم محمد سيف ثابت في صنعاء وحرصت على تسجيل قصائده الشعرية بعضها بالصوت والصورة والبعض الآخر بالكاسيت وكل ماكان ينشر له في الصحف المحلية من قصائد شعرية.
الصديق العزيز الشاعر مقبل علي نعمان كان يهتم بمظهره فقد كان جَميلُ الوجهِ، وصاحبُ ابتسامةٍ مُدهِشةٍ، وضِحْكةٍ جَذَّابةٍ. وكانَ دوماً ما يَتَكَحَّلُ..وربطة العنق لاتفارقه.
جمعت اعماله الشعرية في ديوان :
وفي عام 2012م بدأت اجمع معظم اعماله الشعرية بغرض اصدارها في ديوان يجمع كل اعماله بعنوان (العالم في هندول) وبتعاون مع الصديق الاستاذ مقبل نصر قمنا بفرز قصائده الشعرية من الافلام والكاسيتات الى الورق.
كما استعنت بالمرحوم الدكتور عبدالمجيد مسعود لعمل توضيح للمفردات التي كان يستخدمها الشاعر مقبل بلهجة ابناء الحجرية وبالفعل قام بذلك وكُتبت الهوامش التوضيحية في الكتاب.. مع العلم ان الدكتور مسعود من قرية الشاعر ويجيد مفردات لهجته.
وتم انجاز الكتاب بالكامل للطبع داخل سيدي.. وللظروف التي تمر بها البلاد تم تأجيل طباعة الديوان.
وفي عام 2015م قام احد ابناء القريشة بمحاولة طباعة ديوان شعر الشاعر مقبل علي نعمان.. ولكنه لم يهتم بترتيبه واخراجه وعملية التصحيح اللغوي.. مما جعل الديوان يخرج بشكل لايليق بالشاعر مقبل علي نعمان..وطبع نسخ محدودة جداً لاتزيد على مائة نسخة..لذلك اتمنى من دور النشر التي ترغب في طبع الاعمال الشعرية الكاملة للشاعر مقبل نعمان ان تتواصل معي لتسليمهم المادة الشعرية كاملة على ان يكون مردود ريع الكتاب لاسرة الشاعر بنسبة 25 % وباقي المبلغ لدار النشر.. وانا متنازل عن حقي المادي في الاعداد لتجهيز الديوان للطباعة..والهدف هو تعريف الجمهور على التراث الشعري الشعبي الجميل الذي تركه هذا الشاعر الكبير مقبل علي نعمان القرشي..
وبالمناسبة كتبت مقدمة للديوان الشعري للشاعر مقبل علي نعمان.. (العالم في هندول).. وهذا نصها:
«قالوا قديـماً أن الشعر ديوان العرب، وهو كذلك، ففيه بثّ الشعراء آمالهم وأحلامهم، ومن خلاله أكدوا على محامدهم ومثالب خصومهم وليس هذا حكراً على الشعر الفصيح وحسب، ولكن يطال الشعر الشعبي أو العامي، ولعل هذا النوع من الشعر كان أكثر اقتراباً من ذائقة عامة الناس ومداركهم، بل إنه الناطق الرسمي بهمومهم وطموحاتهم.
وفي هذا الديوان الذي بين أيدينا للشاعر الشعبي (مقبل علي) ما يثبت صحة هذا القول فهو لصيق بفهم عامة الناس لأن فيه ما يطربهم أو ما يـمس همومهم وحاجاتهم أو ما يضحكهم، أضف إلى ذلك شفافية هذا الشعر؛ أي أن الشعر المسموع غير المكتوب، تتناقله الألسن بكل سهولةٍ ويسر، وتظل الذاكرة هي الأمينة عليه حتى يجد من يخرجه إلى الناس مقروءاً، ومع ذلك يظل قدرٌ كبير من جماله في شفاهيته لا في قراءته.
وديوان (مقبل علي) أو ما جمع من شعره بين دفتي هذا الديوان لا يخلو من سمات وخصائص بعينها لعل من أهمها مفردات اللهجة القروية القديمة التي تكاد تندثر الآن بفعل التمدن واختلاط اللهجات ببعضها.
ثم ما يجده القارئ من قصائد مليئة بالألفاظ الأجنبية بعد أن يُخضِعُها الشاعر لمعايير اللهجة، وهي عادة من الألفاظ التداولية أو اليومية التي تستخدم في لغاتٍ أخرى بشكلٍ مستمر للتواصل لدرجة أنها أصبحت أول المفردات التي يكتسبها الفرد الذي يحتك بـمجتمعات تلك اللغات.
يبرع الشاعر في استخدام قوافيه والتنويع بينها في إشارة القصيدة الواحدة التي تلزم وزناً واحداً أو تلك التي تنوع بين إيقاعاتها، وتتميز مفرداتها بسلاستها وبساطتها، أما موضوعات قصائده فلا تنحصر في اتجاه واحد فهي تنتقد غياب الخدمات والمشاريع وخاصةً الطرق، وتحث على النهضة الزراعية، وتطالب المجتمع بوحدته وتعاونه، أضف إلى ذلك تلك المواضيع التي تسخر من الاغتراب والهجرة والعيش في المجتمعات الغربية متخليةً عن هويتها وذاتها، وسيجد القارئ أيضاً العتاب الشعري والتهاني الشعرية، إلى جانب انتقاد المثالب الاجتماعية، وله أبيات رائعة في الحب والحنين تنساب بغنائيةٍ عذبة، ويـمكن للقارئ أن يُميز بين نوعين من القصائد، قصائد موغلة في اللهجة الحُجَرية وهي التي يخاطب بها الشاعر أبناء منطقته فقط، أما قصائده الأخرى فألفاظها وكلماتها في متناول الجميع.
أما الموضوع الذي عُرف به الشاعر واشتهر فهو الهجاء، وقد ورد في الديوان بعض الهجائيات المتبادلة بينه وبين شعراء آخرين، وهي التي علقت بأذهان الناس أكثر من غيرها، لأن البشر بطبعهم أميل إلى الشر، وثقافتنا تغذي فينا لغة الذم والإدانة والقطيعة، وتتجافى عما هو أسمى وأحلى وأبهى.
وتتناثر في قصائد الشاعر لغةً يمكن أن تكون مستمدة آنذاك من الإذاعات المسموعة أو غيرها، فكأني به متابع حصيف للأخبار السياسية العالمية، فستجد الروس والأمريكان والإنجليز وفرنسا والهند ومدن وأقاليم أجنبية موظفة شعرياً.
وما يلفت الانتباه أيضاً هو تلك الصور البديعة التي كان الشاعر يحرص عليها خاصةً التشبيه، والإشارة، وسيلحظ القارئ معارضة الشاعر لبعض القصائد الفصيحة في ثقافتنا بشكلٍ ساخرٍ وهازئ، وذلك يدخل في إطار الألعاب الشعرية التي يُراد منها إثبات المقدرة الشعرية وحسب.
ولعل أهم ما يعنيه نشر قصائد الشاعر (مقبل علي) هو تقديم شهادة موثقة على بيئة ولهجة معينة؛ إضافةً إلى توثيق الذائقة الجمالية الشعبية التي كان يستهدفها الشاعر الشعبي من قضاياه الحياتية المعاشة، وهمومه الاجتماعية في الفترة التي عاشها...».
الميلاد والنشأة:
ولد عام 1944م في قرية (حالزة)، الواقعة بين جبال شاهقة وكأنها تشكل سور دائري على قريته وسط وادي الصُحى ناحية الشمايتين محافظة تعز تلك القرية التي تستند بظهرها إلى أسفل جبل منيف الشامخ نحو الغرب وتكحل عيناها عند الصباح وهي تشاهد شروق شمس كل يوم جديد من قمة قلعة المقاطرة المطلة على قريته من جهة الشرق ..
لم يمكث فيها طويلاً بل سافر من قريته نحو مدينة عدن قبلة الثقافة والاقتصاد والفن وعمل هناك مع والده في دكان متواضع في احد زغاطيط كريتر الممتدة من حافة الحدادين الى سوق الطعام. وكان يتلقى دراسته في الصباح في مدرسة النجاح الابتدائية في كرتير – عدن، ثم واصل دراسته في مدرسة بازرعة الخيرية على يد أساتذة أجلاء على رأسهم الشيخ علي باحميش، والأستاذ حسين الصافي، والأستاذ محمد عبده السماوي، والأستاذ مطهر الغرباني ومحمد عبدالواسع حميد وغيرهم. ومن ثم يعود ليساعد والده في ذلك الدكان
منذ طفولته وهو يهوى الشعر الشعبي والفصيح، وكان خير من شجَّعه الأساتذة:
عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول)، محمد أنعم غالب، محمد سيف ثابت، والقرشي عبدالرحيم سلام، وغيرهم..
ومن مشائخ وأعيان اليمن أمثال:
المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر، والمرحوم مجاهد أبو شوارب، والمرحوم عبدالسلام شمسان، والمرحوم محمد علي عثمان، والمرحوم سلام علي ثابت، و المرحوم عباس القرشي، والأستاذ علي البحر وغيرهم كثيرون.
بداية ظهور موهبته:
اول سفرية له خارج الوطن كانت الى جيبوتي حيث توجد جالية كبيرة من ابناء القريشة ومكث فيها لمدة سنتين (71 – 1972م) حيث بدأت موهبته الشعرية بالظهور هناك بين اهله وناسه.
بداية شهرته داخل الوطن
وبعدها اشتهر داخل الوطن وكانت بدايته الحقيقية في تعز عام 1974م حتى وصلت شهرته إلى جميع مناطق اليمن، ومن ثم سافر إلى السعودية استجابة لدعوة كريمة من رجال الاعمال محمد شمسان واخوانه وابن عمهم محمود سعيد واخوه حيث اقام الشاعر جلسات شعرية نالت استحسان الكثير من المغتربين في جدة.. وكان من نتائج رحلته الى السعودية ان جمع مبلغ من المال مكنه من بناء منزل لأسرته في تعز.
الشاعر مقبل علي نعمان جمع بين اللهجة الحجرية واللكنة العدنية سريع البديهية ويمتلك غزارة الكلمات والمفردات التي يأتي بها في لحظة الحدث سريعة ومرتبة وتحمل ميزان السجع والقافية وبلاغة المعنى وأن كانت كوميدية شعبية ..
وكان يجلس بين شعراء معروفين- آنذاك- المرحومين محمد انعم غالب ومحمد سيف ثابت وقد كانوا اكبر عون له في مساعدته بالخروج بكل هذا الجمال من القصائد، وكان يلقي عليهم بعض من قصائده وكان يلاقي الاستحسان وخصوصاً انه يجيد عملية الالقاء الشعري..ويضفي للجو الشاعري الروح الكوميدية التي يتميزبها سلوكاً وشعراً.. حتى عندما تكون القصيدة سياسية أو غزلية فإن النقد الكوميدي لا يخلو منها..
المستمع لشعر مقبل لايصاب بالملل فهو يدخل عليها بعض من مفردات اللهجة العامية لريف تعز المحببة للنفس.
وكان يحمل رسالة تهدف الى تقويم أي اعوجاج يراه في المجتمع بالنقد البناء ..ويقول الشاعر مقبل نعمان عن نفسه انا سخرت الشعر لخدمة الوطن اليمني..
قالوا عن الشاعر مقبل علي نعمان القرشي:
-الباحث وجيه القرشي:
لو فتشنا عن إنتاجه الأدبي فسوف نجد أن قريحته الشعرية كانت غزيرة بالقصائد الثورية, التي تتفاعل مع الحدث الوطني بحس شاعري يجمع بين الولاء للوطن والدفاع عن حقوقه المشروعة فهو لم يكن عسكرياً بمدفعيته بالمواقع الإمامية التي تتصدى لأي عدو ولكنه كان جندياً شجاعاً بقلمه وكلمته المعبرة عن الحب والإخلاص لهذا الوطن كان يقف بوجه كل متغطرس بكل فدائية أدبية لا يخاف ممن ينتقدهم ولا يفكر بردود أفعالهم السياسية مهما ارتفعت هاماتهم إذا رأى فيهم السلبية الواضحة...
> الدكتور فارس السقاف – رئيس هيئة الكتاب السابق:
«يمثل شعر مقبل علي مادةً إعلاميةً ترفيهية وهادفة في ذات الوقت، يحكي حقبة تاريخية ممتدة من السنوات التي أعقبت ثورة 26 سبتمبر وحتى نهاية التسعينيات، تتداوله النخب السياسية والمثقفة وطبقة رجال الأعمال، يعرض للأحداث التي كانت تجري حينها، ويرصد التحولات والانتقالات في المجتمع اليمني، ويجلي وجوهاً وملامح من الشخصيات اليمنية.
> الشاعر / حسن علي السقاف :
مقبل علي نعمان شاعر الريف والمدينة.. الذي يُضحك المستمع إلى درجة البكاء.
شاعر الرؤساء:
من مستمعي شعر مقبل نعمان كبار رجالات الدولة والرؤساء وأولهم:الشهيد إبراهيم الحمدي، وآخرهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يعتز به الشاعر، وكذلك الرئيس يحتفي بشعر مقبل ويحفظ منه الكثير حيث كان يعرفه عن قرب يدايته في مدينة تعز. ومعروفٌ عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح أنه كان يحب الشعر ويعتني بالشعراء .. اما الرئيس الغشمي فكان عندما يسمع بوجود مقبل علي في صنعاء يستضيفه في منزله في قرية ضلاع همدان.
نهاية الرحلة:
انتهت الرحلة بشاعرنا العزيز يوم الاثنين 18 /8/ 1995م، في بيته بسوق الجملة بمدينة تعز حيث كان من أوائل من سكن في تلك المنطقة.. مخلفاً 9 أبناء ولدين وسبع بنات .. رحمة الله عليه.
مقتطفات من قصائده الشعرية:
قصيدته الشهيرة (العالم في الهندول):
ما زال بحياته مشغول فوق قرن الثور قالوا محمول
كلام سخيف ما هوش معقول لمن أكتب لمن باقول
إسرائيل بقتلي مقتول تجملنا بكرة وهي مجمول
أسف لعالم بالهندول كيف شقيّل وكيف شسمُر
والحالة عندي كيف شتسبر مهازل ومجازر بيروت
سببها البرنيطة والكبوت يـميني ويساري ممقوت
بسياسة الدجل المفتول يا عالم اسمع يا عالم
لمتى شنجلس نتكالم للسلم هيا نسَّالم
ما دمنا أخوة من آدم تعب السائل والمسؤول
نشرت هذه القصيدة في صحيفة الجمهورية العدد(5656) بتاريخ 25/12/1984م
وبمناسبة قدوم الذكرى ال 58 لثورة 26 سبتمبر كان قد قال قصيدة معبرة عن المناسبة بعنوان تحية لعيد الثورة نقتطف منها بعض الابيات:
اهلاً بذكرى عيدنا المعطر
ذكرى انتصار الشعب يوم جمهر
يوم انطلق نحو الظلام فجر
فجر الكرامة بالدماء يمهر
شعب اليمن لما نوى تحرر
فك القيود عن ساعده وشمر
دك الفساد وحطمه ودمر
يوم الخميس صوت المذيع خبر
الكون هلل للنبأ وكبر
والنجم رقص من فرحته وكرر
اليوم عهد المنجزات ازهر
وبالمكاسب قد نما واثمر
-------
وقال هذه القصيدة اضاء فيها روح التفاؤل وقدم فيها تحية للاملين في المصانع والمعاهد والمدافعين عن اليمن نقتطف منها هذه الابيات:
أنا والله يا صنعاء لن أرجع ولن أطمع
سأحيا دائماً فوق الروابي الخضر أتنكع
وسوف ازرع سهولي والشعاب مطلع
أحييك ياأخي الفلاح حين تزرع وحين تقلع
أحيي الجيش والقائد والمدفع
أحيي من بنا في أرضه المعهد والمصنع
أحيي كل من ساهم ومن شجع
إذاً لبيك يا صنعاء غداً شطلع
----------
وله قصيدة عن الخيل قال فيها:
الشاعر مقبل علي نعمان هو أول من أحضر وأمتلك الخيل في قرية الحالزة.. واصبح خيل مقبل مزار يأتي إليه أبناء القرية لمشاهدته.. وقال الشاعر مقبل نعمان في خيله شعر:
أين كنت ضائع بزمان الاغوان
وخيل مقبل تــــبترع بالأروان
ترقص بفن على نغم رويدان
تهز قلوب أهل الحيار وذبحان
حصان زعيم مهيش لكل جعنان
وركبته للفن والتفنان
السرج مرقش واللجام مذهب
وشال مقبل كالمرايا يلهب
ومن رآه بجزعته تعجب
وراكبه مقبل سونه كوكب
الكوت كشمير والمشدة رشوان
شاعر وفنان ووريث نشوان
وفوطته منقوش بكل الألوان
ومشقره نرجس وورود نيسان
زاد السنة ياناس عمله ديوان
لما طلع صنعاء كم اتشهر وكم بان
وقامته كأنه عشب ريحان
وبندقه يرمي النطف بالاركان
والجنبية عكفة سوانه محجان
وطلعته مثل الهلال بشعبان
--------------
كما قال قصيدة (بقطم) التي انتقد فيها بعض تجار المواد الغذائية الذين يغالون في الاسعار واشتهرت جداً:
بقطم.. بقطم.. واحد يخبز والثاني يخسم
كيف عاد نعمل يا ابن العم
التموين بصنعاء يزرجم
المسكين، ملقاش ماويقطم
والأسعار زادت بكل مطعم
والتموين مكانه، يزرجم
مآسي الفقراء تتلملم
وعيون يتامى تظلم
عله تجد منهو يرحم
إلى الرئيس المقدم
ذي هو بحالتنا يعلم
وأعضاء مجلس قيادتنا يفهم
وهو الخصم والمحكم
بقطم بقطم
واحد يخبز.. والثاني يخسم
كيف عاد نعمل يا ابن العم
التموين بصنعاء يزرجم
رسم.. قوانين تحكم
وأتى إلينا منظم
لكن التاجر.. يترمرم
الغلاء، الفاحش يتقدم
بالريف، والقرية الكل يعلم
نداوي المرضى، بالميسم
ونصد الجوع بالمحجم
بقطم بقطم
واحد يخبز.. والثاني يخسم
والتموين يعلن ويزرجم
---------------
-ومن اجمل قصائده الغزلية في الجمال الصنعاني الرباني:
صُنَيْعِنَهْ بِاللهْ أَقْرَأيْ لِيْ شَكْتُبْ
أَرَىْ بَعِيْنِيْكِ الْغَرَاْمْ يَسْكُبْ
لَاْنْتِ الْوَفَاْ
أَنَاْ الْحُبْ..
أَنَاْ الَّذِيْ عِشْتُ الزَّمَاْنْ أَرَبِّيْكْ
نَلْعَبْ زُطَيْ
تَسْبِيْنِيْ
وِإِلَّاْ شَسْبِيْكْ
وِلَاْ سِبِقْتِكْ رَاْسْ النَّقِيْلْ شَرْجِيْكْ
وقال قصيدة عن الراعية :
وأرعية كبي الغـــنم نروح
صوت البتول عُلى النقيل يُصيح
وارعية ردي الغنم شنجلس
سيدي الكريم عاد راعده مُغلس
------------------
وقصيدة اخرى قالها عني يحكم علاقة الصداقة بيننا:
بعنوان (يا أخي أمين) َ عام 1989م
أخي أمين، مقبل علي مسافر
قد له كثير عن ديمته مهاجر
فخور بك من زمان وباكر
ما وصلكش إلا وهو مسافر
الشيخ أمين أول ما اعتنى به
وصل إلى صنعاء على حسابه
مقبل علي دق الجرس وجابه
وسلمه الهندي مفتاح بابه
شاكتب باسمك يا أمين حروف نور
في نورك أنت الثراء موفور
وفيك تسمو البوادي والدور
فيك اليمن يا أمين تفاخر
مواقفك لدى الجميع ظاهر
أنت الأمل فيك الكرم ظاهر
لك يا ابن درهم أخلص التهاني
وأجمل وفاء والحب والأماني
لك الوفاء لك التهاني ألوان
من شاعر الريف وكل الإخوان
ابن درهم يا خير خير إنسان
يبقيك ربي طوال الأزمان
وينصرك على كل عدو وشيطان
أنت الأمل أنت الكرم والإحسان
يا راعي كل موهوب وكل فنان
دعمك سخي والصيت قوي ورنان
الكل يشهد لك شخوص وأعيان
حتى نقم كذا صبر وشمسان
أعمالنا لدى أمين مخلد
قاموس كبير للتراث مرجع
كل شي معه مكتوب موثق
يبني فنون والبحث معه موسع
------------------
و قصيدة اخرى قالها بعنوان (من كم نبيع) والتي ألقاها في عام 1985م عند افتتاح وتدشين أنبوب النفط والذي حضر تدشينه – نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب (الرئيس فيما بعد)– وتقول أبياتها:
يا جورج بوش لصي السراج الأصفر
بترولنا سوبر حلا مقطَّر
بترولنا سوبر حلى يـماني
خلى عسير أقرب من السياني
يا جورج بوش قانصبوا المصافي
والباخرات فوق البحار طافي
والبيب لاين قاوصل المرافي
سيبوا الطرابيش وألبسوا الكوافي
لا تحرقوش الغاز خلوه إضافي
شنفعنا للأصعاد والمأفي
مو بك أو بك تختظلي من السعر
بترولنا ينبع نطلق الفقر
يا جورج بوش اسدي لنا النصيحة
من كم نبيع والا شتكن فضيحة.
---------------------
ومن قصائده النقدية نورد قصيدة (تعز تئن) وتقول أبياتها:
تعز تئن لا كهرباء ولا ماء
وفي تعز كل الليالي ظلمه
وخالتي وجدتي وعمه
ابي شموت من العطش ويامه
الماء زلج بالتانكي وسلمى
مسيرة التصحيح تسير عتمه
مصححاش لا كهرباء ولا ماء
وانا فقير منينا شندي شمعه
مقبل علي شاعر رقيق معنى
ولليمن رقص كثير وغنى
هذا الرئيس صادق ما هوش مناور
شيتي يحاسبكم على الخسائر
------------------
وقصيدة فرحة الشعب التي قالها بمناسبة عودة الرئيس الشهيد ابراهمي الحمدي من احدى زياراته التاريخية للخارج بتاريخ 6/7/1975م حظي باستقبال جماهيري كبير لم تشهد له العاصمة مثيل قال الشاعر مقبل علي نعمان قصيدة نختار منها هذه الابيات:
شعب اليمن قد صافح الرئاسة
واستقبل القائد وحب راسه
ياقائد التصحيح الشعب وافا
واستقبلك بالحب والحماسة
اتيتنا كالفجر ضوء باسم
مابش معك حارس ولاحراسة
هلا حبيب الشعب يامناضل
فيك الآمل خيره عظيم واصل
في حب ابراهيم من يجادل
يامشعلاً ضاءت به المشاعل
------------------
ومن المساجلات الشغرية الشهيرة بينه والشاعر حسن علي السقاف:
- قال الشاعر السقاف للشاعر مقبل نعمان:
مقبل علي شبرعك بزربه
واسكب على رأسك قصيص حُلبة
وأدخلك لا بيت أبوك بضربة
- وجوب عليه بالحال الشاعر مقبل حيث قال:
مقبل اقبل قم ونفس
يا مرفس يا منعس
ياحمار ممطور مغلس
اخرس اخرس يا مخفسس
يا مدنجس يا مفلس
انت مكور حيث تجلس
وانا ريحان مجرس
------------------
وقصيدة قالها للدكتور سعيد الشيباني:
دكتور سعيد اتسمع القصائد
واختار لك مقبل احسن مساعد
سعيد فطين وعبقري مراقب
يفتش الاعمال وهو مواظب
دكتور دبل قائم بكل واجب
بكل بلاد معه صديق وصاحب
والناس نده كلهم حبايب
وما اشفقه لما يكون حازب
وصلعته تلمع فوق الحواجب
جيزل اجت له بالجمال مناسب
سبحان من وفق بين الحبايب
مثقفة تبهشت بكاتب
تحتاج وليدة تعرف المواهب
وشعر سعيد معروف لكل واحد
سعيد خبير يستاهل الوزارة
يحرك الاعمال بالاشارة
تشهد بالحق قلبة سمارة
وخبرته شتروح هدر خسارة
-------------------
وقصيدة بعنوان وداع صديق للشاعر مقبل للصديق الذي يريد السفر الى امريكا وقال هذه القصيدة قبل سفر هذا الصديق (عبده):
عبده تجنن زادوا وقحوا له
ينتظر الفيزة في رحيله
شستقبله كرتر ساعة وصوله
ولاتحير شيجده رسوله
كيف سفره ومن شكون دليله
قبل الرحيل لابد تحلقوا له
قليل لغة ياناس اكتبوا له
بخط عريض بالله تترجموا له
بالرقبة قرطاس علقوا له
لاضاع بامريكا دوروا له
ان كان يشا هوبيشة تزرموا له
واذا وقش فيسع تخصروا له
وان كان يشا تُنباك اشترو له
بالمشرعة العكفاء تُعمروا له
معه نوال شكفيه الى وصوله
وكيس حبوب من الذرة اطحنوا له
وفي بروكلين شكونوا يعصدوا له
ققفاءه مقحي وزادوا قصروا له
ووقفوا الهبيز يصفروا له
-----------
(قصيدة تحسب عصيد الكونجرس وا عبده)
تحسب عصيد الكونجرس واعبده
او شضوية بعد المطر بمقده
حسن علي كن دربه التفنان
والرقصة والركلة على الهُديان
والأكل بالشوكة مع المريكان
خله يُصاحب لُه اللي شيكن كان
ياعبده لا تشكي ولانا شاحكي
أعمل عزيمة والبخور يعكي
وأنت تفكر قصتك تُبكي
أوقع فُحيل وإلاشقولوا دُنكي
يا ابو عصام حَجَب عليك وأخلف
قد العُلوُم إنك كل يوم بمصرف
تراقب الدولار واضطرابه
تتحين الفرصة تعمل حسابُه
والعم عبده منتظر جوابه
لا آخر التسبور راح واشتكا بُه
-------------
(قصيدة افتتاح طريق التربة)
تحيتي للكرشمي المهندس
شعري الرقيق كله ورود مجرس
الهمدني في عمله مطلفس
خلى الطريق مع الجسور منكس
ياكرشمي بالله عليك تروس
شق الطريق كما امرت واترس
محسن يخرب الطريق ويكبس
وفي عمل شغل الهنود يوسوس
شغل الهنود معروف برسم الافيال
والا مقارم نقش جرع ابوتال
اخبرك سكتة ولا خبر دال
وانت مسئول يا وزير الاشغال
بما جرى لاذي الطريق من إهمال
شغمة هنود تحكولوا به حكوال
ولبسوا هذه الطريق سروال
مش خضرة مضرة يعجرشه بمعلال
هذه طريق الله ثم الأجيال
اتشابر ابرهى طريق تربة
شغمة هنود شوقعونه عجبة
والهمدني شرجع يسكه هربه
لما رآى طريق تعز جربة
طريقنا كله نغص وكربة
زاد المهندس طسعة بحلبة
ياكرشمي لين الطريق ماشي
طريق تعز التربة ام كراتشي
تحيا بغبرة بلا تواشي
شنهو الطريق شلو شلو ماشي
ياكرشمي ياوزير الاشغال
نحن بعهد نقطة نظام واعمال
لينا تسير القافلة بالاموال

2020/9/17م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24