السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الطريق إلى سُقطرى 4 - صلاح بن طوعري
الساعة 19:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


القيلولة في "دكسم" ذات الهواء الطلق و البرود المنعش، كفيلة لأن تزيح عنك أعباء ما مررت به، في سفرك الطويل. 
تستيقظ وكلك نشاط وانشراح. فجأة، تتذكر شيئا.. ها أنت تشد النوتة بقلمك، لتكمل ما بدأت به من ملاحظات، كاتبا:  
" هذا السواك النادر نوعه، و الشهير بنكهته الحارة الطفيفة، تبيّض منه أسناننا، وتحمر من شوائبه شفاهنا. 
إلا أن الغريب في الأمر، أننا نسميه مسواك (دم الأخوين)، بينما لا علاقة له بشجرة دم الأخوين إطلاقا!  
إذ أنه يُستخرج من شجرة أخرى، واسمه 'دوريب' بالسوقطرية". 
أخيرا، توقفت.. تضع ما بيدك جانبا، تجول بناظريك.. 
"أنا والمجانين الخمسة" وظهورنا تعانق الأرض استرخاء، كان بعضنا يتصفح الإنترنت، 
فيما بعضنا الآخر يُجري مكالمة هاتفية تلو أخرى. 
تبتسم، وبلهفة تهرع لتتفقد هاتفك الذكي، لكن سرعان ما تتفاجأ بعدمية التغطية! 
تهمهمُ: " تلفوني يمن موبايل، ومعي باقة نت 3g كمان!" 
آه يا صاحبي، "يمن موبايل" محدودة النطاق جدا، بالكاد تغطي مدينتي حديبوة وقلنسية فقط، وبشكل ضعيف جدا ، أم "ال3g" لاوجود له إطلاقا!. 
البرج الذي هنا، يتبع شركة الاتصالات الإماراتية، والتي تغطي بكافة خدماتها كل سوقطرى بنسبة 90%. 
لا أخفيك أن في الجزيرة التي غدت محافظة، تجد الدولة وكأنها تتملص عمدا عن واجباتها، بل تكاد تكون غائبة تماما، 
عن خدمات البنى التحتية، والتي تحولت معظمها إلى شركات استثمارية، تابعة لمؤسسة خليفة الإماراتية.  
ولأجل أن لا يتعكر صفوك أكثر، لن أحدثك عن توسع النقاط والثكنات العسكرية، بين الأطراف المحلية المتصارعة.  
والغلاء الفاحش لأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، وأزمة المشتقات النفطية، وتأخر المعاشات لأشهر طوال!
ولا عن القاعدة العسكرية السعودية! والنسيج الاجتماعي الذي بات ممزقا، ولو أنه لم يصل إلى التناحر الدموي بعد. 
ولكي لا نفسد أجواء رحلتنا السياحية، دعنا من السياسة ووهم التنمية، ومدعي الوطنية والسيادة، وأصحاب المعالي والسمو. 
الشمس تقترب من الغروب، وها قد رفعنا أغراضنا للرحيل.
فجأة، خاطبنا سعد (أحد المجانين الخمسة) قائلا: " أمجاشه فرره حار بطح دقادامة! أفو...؟ بر أل ديع نعاه تاء دحمسة." 
وافق الجميع دون تردد، بينما التفت أنت نحوي.. 
لا تقلق فسعد ليس بساخر هذه المرة، ولم يقصدك كذلك. 
كل ما في الأمر أنه اقترح علينا الذهاب، من هنا صوب ساحل (قادامة)، كونه اشتهى لحم ال "حيمس"
تردد فاغرا فاهك: - حيمس؟.   
آه... أعني سلاحف، جمع سلحفاة. وبالسقطرية "حيمس" جمع "حمسة". 
طبعا القانون البيئي يحرم صيدها. لكن.. بل.. آه.. 
إنها روح المغامرة في الممنوع، يا صاحبي.  
يتبع...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24