الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مصحف دمعتي - عبد العزيز الزراعي
الساعة 22:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


وأقلُّ من صنعاء حزنٌ مفرطُ 
هي مبتغايَ الآن َلا المتوسطُ
عامين ممتشقاً لغاريَ غربةً
لا وحيَ في روحِ القصيدةِ يهبطُ
ومعي بلادٌ في الفؤادِ كدمعةٍ 
في العينِ لا انطفأتْ ولا هي تسقطُ
ومسافةٌ سوداءُ لا تفضي إلى
فجرٍ وزيتٌ في سراجيَ محبطُ
لم أعجمِ اللغةَ البتولَ.. تركتُها
لكثافةِ الرائينَ كنتُ أبسِّطُ 
أشرعتُ تأويلَ المواجعِ كلِّها
وتركتُ مصحفَ دمعتيَ ينقّطُ
يتململُ البحرُ الكبيرُ بداخلي
كل الذين على مضيقيَ لقَّطُ
كلُّ الذين على الحدود خناجرٌ 
وبنا تكاد رمالُها تتسلطُ 
أحتاطُ ممنْ يا صديقي.. أطلقوا
كلَّ الذئابِ عليَ.. موتي أحوطُ
لا بيتَ لي باقٍ وبيتُ عروبتي 
بابٌ تقاذفَهُ الرياحُ وتخبطُ
لا فتيةٌ في الكهفِ.. كلبٌ واقفٌ
بالباب يثني ساعديه ويبسطُ
ذئبُ الكوليرا يا رفاقي ساكنٌ
معنا يقاسمُنا العراءَ ويغبطُ 
والطائراتُ الهوجُ  تعرفُ لحمَنا 
في كلِّ صبحٍ تستفيقُ وتغلطُ
متنا نعم متنا.. شبعنا ميتةً
حتى الإلهُ بموتِنا متورطُ
لكن ربطْنا قلبَنا بالشعرِ لم 
نعبأْ بما خرجت جنيفُ ومسقطُ
لا شعرَ إلا حين يعرى أهلُه
يحنو على قلبِ الجياعِ ويربطُ
زهِدَ المجازُ من الطرائدِ..قل متى
يا موتُ تزهد كالمجاز وتقنطُ 
الناشطون يوزعون لحومَنا 
صوراً يزيدُ بها الحسابُ وينشطُ
وعلى الفضائيات يُعرَضُ هيكلي
العظميُّ والشعرُ الحديثُ يحنطُ 
موتٌ على مرأى وموتٌ صامتٌ
موتٌ  على كل الجهات مقسطُ
أنسامُ مكةَ لم تعدْ تهدي فمن
يختارُ إيقاعَ الجمالِ ويضبطُ
قومٌ يمانيون ينوون الهطولَ
لنا فترتبكُ الفصولُ وتسخطُ 
تتمثلُ الأمطارُ سيرتَهم ولكن من غزارتهم تغارُ وتغمطُ 
متوكلون على الحقول تقولُ حنطتُها كما شاءتْ لنا وتخططُ 
سنظل يا يمني السعيد برغمهم
نحيا كأنا في صخورِك شوحطُ

______________

٢٠١٩

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24