السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….والقلم
قهوة الغبش مع معشوقتي … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 22:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأربعاء 4 أغسطس 2021

زالت الحسرة من نفسي، إذ لم أستطع مرافقة الصباح مع أجمل الصحاب: عبد الكريم الرازحي، محمد عبد الوهاب الشيباني، حسن الدولة، والبروف ياسين الشيباني في رحلتنا السنوية إلى روح صنعاء التاريخية .
كل عام وبشرط بعد مطرة تغسل روح صنعاء جديدها وقديمها، لابد لي من الذهاب وحدي وإلى مقهاية النبوس...لابد لابد... بروق الليل أرعدت غيثا غسل صنعاء ونظف روحها، حدثت نفسي ليلا: ها هو شرطك السنوي يتحقق، فعلى ضوء غبش الفجر، اركب ناقتك واعقلها وتوكل ... عند ذراري ماتبقى من رذاذ الليل،  وبقايا النطف عالقات على أطراف أوراق الشجر، تسللت من فراشي، وحرصت على ألا أزعج أحدا بعد أن رتبت اموري ليلا..
في الحوش كان جمال الكون ينتظرتحية الغباشش، وصديقي عصفور العام القادم بحثا عن الدفء كان يتربع على غصن شجرة الرمان، يرسل تحياته بود اللحظة وبشغف لا يدانيه سوى تحية عجلى من سحابة عابرة كانت أول الفجر تتجه نحو الغرب، هناك على كتف عيبان قمة الرجال الذين ذهبوا، كانت ثمة سحابة رفيقتها تنتظرها محملة بغيث الله …غادرن معا لاتدري أين وعلى أي أرض سينزلون حمولتهن، وأي خليفة على الأرض، سيتسلم خراجهم!!!
في الشارع ثمة بقايا أضواء شاحبة تفترش الجدران المبللة وجوانب السيارات النائمة وعلى صفحة الشارع ….بقايا ماء المطر تتوزع في الزوايا والأركان وحفرالعبث التي يحدثها البشر…..
في شارع الخمسين كانت الدنيا نائمة، والكون هادئ، وبقايا ضوء إلاعمدة تتوزع ظلال وضوء، والنهدين يستريحان بعد ليلة تماهي بزنائن المطر...ومن البعيد خلف الجبل البعيد حيث حبائبنا كما قالت فيروزثمة رعد تحمل الريح صوته حميميا إلى أذنيك ….
مرقت السبعين، شارع الشرطة وإلى الصافية ..على أرواح خزيمة تمتمت الشفاه على أرواح نادية الكوكباني …وإلى باب اليمن .. وضعت سيارتي ..، كان الكون لا يزال بكرا ...وضعت سيارتي أمام ماكان مخبزالثورة يوم أن كان الحلم يدق على باب اليمن...الذي منه دلفت إلى قلب معشوقتي صنعاء، من هنا كانت تمرعربيتي ذات العجلات الثلاث، يدي تفركان بعضها، وروحي تحدث نفسها عن كوب شاي وقطعة قفوع وقليل من زبيبها ولوزها…
صنعاء كريمة إلى حد التخمة…
صبحكم الله بالخير..كان هناك ثمة من يفرك يديه اتقاء لفحة برد ..كانت صنعاء تتثائب بنشاط، فقد استحمت ليلا، غسلت أدران البشر على جدرانها، وها هي تستقبل الفجر: صبحكم الله بالخير
كيف انتوا؟ كيف اصبحتوا؟
تتراءى لك صنعاء فاتنة للتو خرجت من تحت الزمهرير، تجدد نفسها وروحها وتستعد لاستقبال كل موبقات البشر كتابة على الحيطان وتغيير الأبواب والنوافذ بالحديد بديلا عن الخشب، والبناء على ما هو مبني، والكل يتفرج ويصمت ويبهرر…وهي تهرب بجمالها من زقاق إلى آخر...
لم اذهب إلى النبوس …. ببساطة فقد نسيت تلفوني في البيت …
جلست إلى ذلك المقهى في الزقاق العتيق، اتبادل النظر مع معشوقتي، انتظر لعل حبة كعك من بقايا كعك العيد ترمى من نافذة عالية على رأس العاشق الولهان ..وكأس شاهي، فلاذا تأتى ولاذا حصل…
قلت اعطني كأسا أخرى..
تمنيت لحظتها أن أسمع " المونامور" تنساب في ذلك الزقاق تسير بلا هدى  فتملأ الثقوب ..وريشة آمنة النصيري تسجل لحظة أن تنسكب الشمس من على كتف " غيمان" وأنا انسحب إلى حيث أتيت…رافقني السنيدار: " ما أجمل الصبح في ريف اليمن " ...
كم أنتي جميلة يا صنعاء على الأقل في عيني...أنا العاشق الولهان

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24