الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الحب في سم الخياط - عبدالرحمن الخضر
الساعة 22:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 
   الصدرمطلق.  كيف جاءا هكذا نهداها وتمردا عليه ؟
   عيناه أبدا في صدرها. حتى لورأته فلن ترى عينيه. عيناه ونهداها هناك على صدرها. لو حكت صدرها للقيت نهداها وعينيه.
 ( هات مثالا من مشاهداتك اليومية على حركة القلب حين يضخ الدم؟ ). سأل المدرس التلاميذ. رفع أحمد يده وأجاب؛ ( كحركة النهدين في صدر المرأة حين تسير) بحلق الزملاء، وحدها فاطمة نظرت فوق طاولتها، أحس المدرس بالحرج أن يدخل في التفاصيل 
   هنا يكمن أحمد دائما، وهنا يتربٌص.
شعرت بخوف في نهديها إلى درجة الهلع، هي ليست بخائفة في غير نهديها ولاهي بمقدامة، وضعت كفيها مفتوحتين فوق نهديها وراحت تضم، ثم تضم، ثم تضم، وأطلقت تنهيدة عميقة .
السماء الليلة مقمرة. لازوردية. صافية. بهية. تحتوي الدنيا كلها وتضعها بين يديهما .
   أرسلا عيونهما نحو باب الكوخ، كانت أختها هناك. السراج في داخل الكوخ مطفأ، وضوء القمر الباهر يحتد على باب الكوخ يحشر الظلام كثيفا في الداخل، وأختها تدوب  في الظلام .
  أحسّا بالأمان. كل الأمان. مطلق الأمان. فالقمر لهما وحدهما هنا تحت السماء، وليس من قمرفي داخل الكوخ، وحدهما يريان، ومن بالداخل لايرى غير الظلام .
أحست بخوف في نهديها شهي، عذب، ساحر. كانت وحدها أمامه ليس بين نهديها وعينيه غيرنهديها وعينيه. بحلق، وراح يفحصهما: لاصلب، ولا سائل، ولا غاز. شهق من رأسه حتى اخمصه، وضع وجهه بين نهديها وانخطف .
 أحسّت فاطمة خلفها بملمس كف ثالث أليف فوق ظهرها. ليس من زمن متاح لتستدير فيه نحو أختها.
  كل شيء من مثقال ذرة حتى الطوفان كان يحدث الآن .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24