الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
إحياءاً للذكرى الثانية والعشرين لرحيل شاعر اليمن الكبير الأستاذ عبدالله البردوني في ذمار
الساعة 20:03 (الرأي برس (خاص) - بشير المصقري - أدب وثقافة)



نظمت كلية الآداب جامعة ذمار والكيانات الثقافية بالمحافظة صباح اليوم الثلاثاء  فعالية أدبية أمام منزل الشاعر الكبير  في قرية البردون مسقط رأسه في مديرية الحداء 
 الصباحية التي بدأت الساعة العاشرة أُفتتحت بقراءة قصيدة أنسى أن أموت بصوت  الشاعر مراد عيسى  أمين عام رابطة البردوني وأعقبه  الدكتور نجيب الورافي بقراءة قصيدة  رجعة الحكيم بن زايد  و وتلاه الطفل فؤاد الفراصي من أبناء قرية البردون الذي أمتع أسماع الحضور بقراءة قصيد مغني الغبار  و تواصلت القراءات بقراءة نصاً شعريا ألقاه الشاعر علي المسعدي تناول فيه محطات من حياة الشاعر الكبير عبدالله البردوني..
و في الجزء الثاني من الفعالية محور الشهادات والدراسات النقدية تحدث الدكتور عبدالكريم البحلة عميد كلية الآداب بجامعة ذمار عن الأثر والإرث الكبير الذي تركه شاعر بحجم البردوني و مدى تأثير ذلك في الأجيال و قال الدكتور البحلة ان مثل هذا الشاعر المتفرد لن يُنسى على مر التاريخ لما قدمه من تحديث وتجديد في القصيدة العربية و لذلك الإبهار اللغوي والتراكيب المتجددة التي تزخر بها قصائده وتطرق الدكتور البحلة إلى ضرورة انصاف البردوني من خلال اعادة الاعتبار له ولأدبه و ممتلكاته التي تشهد أوضاع يرثى لها..
الدكتور عصام واصل تحدث عن مكانة الشاعر الكبير في تاريخ الشعر  العربي كما أشار إلى الإهمال الذي طال ممتلكات الشاعر وأولها حالة منزله في قريته البردّون مؤكداً أن من المفترض أن يكون هذا المنزل قد تحول إلى متحف أو مزار وانتقد الدكتور عصام واصل الصمت المطبق الذي يمارسه الجميع من أسرة البردوني و مجتمعه والأدباء في البلد  و الجهات الرسمية كذلك 
الدكتور أحمد الفراصي إبن البردّون و ناقدها الكبير تخدث بأسى ومرارة عن أثافي لا تنتهي فيما يخص الشاعر الكبير منها الكتب التي لم تطبع حتى اليوم وكذلك حال المنزل و التجاهل المريب لكل ما يتعلق بالشاعر الكبير الذي لم يتجاهل بلاده وكل كائناتها من الإنسان إلى الجبال فالسهول والوديان والسواحل وأضاف الدكتور الفراصي أن مثل هذا الشاعر قد ترك لنا مانطمئن إليه وهو ذلك الخلود الذي تدثر به وقد أغمض عينيه مرتين الأولى في الطفولة نتيجة مرض الجدري والأخرى في الكهولة مفارقاً للحياة و  أعني مانطمئن إليه أن الشاعر الكبير ترك الحياة وهو بلا حاجة لأن ندافع عن حضوره أو غيابه فقد تخلد بنفسه ولنفسه و ما تركه يمثل ضوءاً ستستنير به الأجيال..
فيما أشارت الدكتورة أنيسة الهتار إلى ضرورة تكثيف مثل هذه الفعاليات وضرورة التفاعل معها إعلاميا للفت النظر إلى الوضع البائس لممتلكات الشاعر الكبير 
من جهتها قال الدكتورة عائشة المزيجي أن هذا المكان شهد  أول وأهم مواضع الشعر والابداع في التاريخ وأن علينا أن نفاخر بأن هذه البيئة البسيطة احتضنت مرحلة من المراحل العمرية  لأهم شعراء العرب المحدثين والمجددين للقصيدة العربية و الشعر برمته و أكدت أن البردوني وإن طاله الاهمال فإنه سيبقى عصياً على النسيان و سيظل في رحاب الخلود 
و في السياق تحدثت القاصة نبيهة محظور رئيس نادي القصة في محافظة ذمار و أكدت أن شاعر مثل البردّوني و بحجمه سيظل رمزاً براقاً للشعر و سيظل إعجازه الشعري بدلالته يمثل دلالةً لليمن وعظمتها على مر التاريخ 
فيما اكد الأستاذ محمد أحمد عمران مدير مكتب الآثار والمتاحف  بمديرية الحداء أن الشاعر الكبير عبدالله البردّوني أضاف للبعد التاريخي لقرية البردون و لمديرية الحداء  وذمار عموما أبعادا حضارية وفكرية وتاريخية من خلال تناوله في كتبه غير الشعرية لظواهر تتعلق بالتاريخ من حيث بنية الوقائع و من حيث تناول الرموز والأساطير والاشارات المتكررة للأماكن التاريخية والأثرية و توظيفها بطرق ابداعية تعتمد اسلوبه المختلف في التناولات سواء كانت نثرية أو من خلال قصائده و أضاف عمران بأن البردوني إيقونة دهشة لن تتكرر في الأدب والتأريخ.. 
و ختاماً للشهادات قدم  الشاعر بشير المصقري رؤيته عن الشاعر الكبير مستخدماً رمزية المكان و دلالاته وإيحاءاته وانعكاساته على ذلك  الثراء الفكري والنبوغ الشعري الذي حازه الشاعر الكبير عبدالله البردّوني و قال المصقري أن بيئة قاسية بهذه الصورة وطبيعة متجهمة بهذا الشكل ومنزل عتيق شهد ولادة طفل رتب القدر بأن يكون له شاناً أدبياً وفكرياً ومعرفياً رائداً ومبهراً لابد أن يكون لكل هذه التداخلات أثراً كبيران في خلق عبقرة الشاعر الذي كانت آخر مشاهده قبل أن تنطفئ عينيه في السادسة من عمره هي جدران هذا المنزل ومنعطافاته و غرفه الفسيحةالتي شهدت مجيئة إلى الحياة  ثم أن صلابة الجبال و قوة الصخور و وعورة تضاريس القرية و الوجوم البائس المرسوم على أحجار المنازل و وجوه الناس قد شكل من المعاناة و خلق من رحمها إبداع ليس كمثله إبداع 
كما اكد الشاعر المصقري أن بقاء هذا المنزل على هذا الشكل مؤلم ونخشي أن تلتهمه عوامل التعرية و ينال منه الدهر وهو الذي صمد كثيراً من قبل أن يلج إلى الحياة في إحدى غرفه الشاعر الكبير قبل أكثر من تسعين عام فيما انهار  في صنعاء منزل الشاعر في أغسطس من  العام الماضي ليجمع هذا الشهر جمع بين ذكرى وفاته و ذكرى مريرة أخرى هي انهيار منزله في العاصمة.. و أضاف الشاعر بشير المصقري أن قصيدة لص في منزل الشاعر تشير في مدلول آخر إلى أن اللص حالياً هو  الاهمال الذي يطال منازله في ظل صمت مطبق ومخزٍ لا يُقدّر مكانة وحجم و عظمة الشاعر الكبير و منحزه الأدبي وإرثه الفكري العملاق..
إلى ذلك تتواصل فعاليات الاحتفاء بالذكرى الثانية والعشرين للشاعر الكبير حيث ينظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة ذمار  في العاشرة من صباح يوم  غدٍ الأربعاء صباحية شعرية علة قاعة الشوكاني في الكلية.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24