الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
من صيد القلم ✍ لغلغي في صنعاء (4) - عارف الدوش
الساعة 13:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الأحد ١٩ سبتمبر ٢٠٢١
 * المعلم والعم مثنى جبران 
يسرد لنا الأستاذ عبد الرحمن بجاش بعض من سيرة نماذج بشرية كانت في صنعاء وكان لها حضورها بحسب طبيعة عملها فهذا " المعلم " يقول بجاش "كان ذلك الرجل واسمه هكذا " المعلم " من التربة - يقصد تربة ذبحان مركز الحُجرية - ، لكني تنبهت في وقت لاحق انه من اصول صنعانية .. كان يظهر فجأة ليتولى قيادة سيارة المخبز ، ثم فجأة يختفي ، أيام ويظهر من جديد فأفاجأ انه ياتي بالعمامة والجنبية ، من تلك التي يتحزم بها القضاة والشال الاخضر ، والعمامة ، فأستغرب ، هو يلحظ إستغرابي فيبادر الىاذني : " يا نسب ، الشريعة تشتي ، والرزق يشتي ، والمزناوة تشتي ،" فيظل راسي يدور .. يخلع كل تلك القيافة لا ادري اين بالضبط ، ثم يعود بالشميز والفوطة والكوفية البيضاء ، ويقود سيارة المخبز من جديد(...) تعود ان يكون يومياً عند العم مثنى جبران ،في حانوت الخياطة ، ويظل ينصح جبران كيف يبحث عن نجله علي الذي كان أحد ابطال السبعين يوماً قائد سلاح المدفعية ، والذي اعتقل ، وأخفي قسرياً الى اليوم ، حتى أن العم مثنى يئس من دوامة البحث عن علي ، فباع الحانوت ، وغادر صنعاء نهائياً ..  كان العم جبران كبير السن لكنه كان شجاعاً وقوياً ، ويدرك أن نجله من ضمن اولئك الشجعان الذين قاتلوا من اجل تثبيت دعائم الثورة والجمهورية ، الى جانب عبد الرقيب ، وفرحان ، وعبد القادر عبده ناجي ، وعبده قاسم ، ومحمد عبد الخالق وأخرين كثر ...عملت ادوات السعودية في الداخل على إزاحتهم من الجيش بتهمة الحزبية ، فزجوا بهم في السجون حتى مات منهم من مات ، ومرض واهين مثل صاحب شعار" الجمهورية أو الموت" صاحب أديم هائل محمد سعيد الذي أنتهت حياته في قريته وهو " يتبول على نفسه" ، بينما ورثها الجبناء كما قال جيفارا ، فغنموا كل شيء وشباب الضباط لم ينالوا حتى حقوقهم ! 

 

 * إسماعيل ياسين 
ويتفنن بجاش في تصوير مشهد إسماعيل ياسين في كتابة " لغلغي في صنعاء"من خلال حبكة درامية قصصية وإسماعيل هذا يحتاج لوحدة الى قصة ممتعة أو رواية ستفوز بجوائز عالمية فالى إسماعيل ياسين ..
غاب المعلم من جديد ، طالت غيبته ، حتى جاء خبره من التربة أنه توفى ، اخبرني بذلك شاب ظهر فجاة في المخبز ، فاصبح بحكم ظهوره جزءا من المشهد ، ولا ادري من الذي سماه أسماعيل ياسين، فلم نكن نناديه ألا به! كان يهتم بالنساء اللاتي يأتين بكعكهن دائماً الى المخبز ، يجلس الى" التباسي" ويقلب معاهن الكعك ،  وبعضهن يطلبن منه ان يحمل معهن الى البيوت ، فيعود بحصيلته من كعك ، ومرات يعود ضاحكاً ! وقليل يعود وفي جيبه بعض المال ، لم نسأله حتى من اي منطقة هو ... 
إسماعيل ياسين طوال الوقت كان يرفض أن يصل المشط الى راسه ، سالته مرة عن السر :" تشتيني اكون من المائعين" .. يلبس القميص نفسه، وفوطة من صدا الديزل صارت لوناً واحداً ، وعين يشرق بها وأخرى تتجه نحو الغرب ... 
صار إسماعيل ياسين قاسماً مشتركاً بين المطاعم والدكاكين ، الكل يبحث عنه ، الكل يرغب في ان يقضي حاجته إسماعيل ..  
ذات مساء انتحى بي جانباً:" ياعم أنا رائح" 
" فين" .. " على باب الله ".. أختفى فجأة ، سمعت الريمي يقول لقطيفة وقد جاءت تبحث عنه :" خلاص إسماعيل سافر ..  جمع له شوية فلوس ، وقطع جواز وراح السعودية ".. لأول مرة أرى قطيفة .. او لطيفة كما كان هو يسميها - تطأطئ رأسها وتخرج من المخبز وفي عينيها حزن من نوع آخر 
( لغلغي في صنعاء ص ٩٠- ٩٢ )


__________

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24