الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
رحل الرجل الاستثنائي … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 08:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الأحد 17 أكتوبر 2021

 
   أحمد عبده سيف 
 ياوطني المكلوم .. رحل أحد رجالك الاوفياء.... 
    رحل المهندس الكبير أحمد عبدالعزيز سمارة بعد أن لملم بقايا أحلامه وذهب لينام بصمت. رحل بعد أن طالت اقامته في مجتمع تأبى أن يعطيه ما يستحق من مكانة. رحل بدون ضجيج ولا نفاق (تعودنا عليه بوداع من هم أقل منه دورا وقيمة). رحل الإنسان الكثير 'جم التواضع رغم عظمته' البسيط المعتز بنفسه ' الغير مغتر بقدراته .. بل المعظم لقدرات غيره مهما كانت متواضعة .. فلطالما احرجني بمناداتي أستاذي العظيم وكنت أنا من يتعلم منه.  يا وطني المكلوم .. ترجل من كان يوما أحد رجالات عهد الشهيد إبراهيم الحمدي ' وتقلد منصب وكيل وزارة البلدية 'وكان أحد كبار المساهمين بانجاز أول تخطيط للمدن الرئيسية والثانوية.  وتولى مسؤولية قيادية في مكتب المشروعات الكويتية' وانجز مع المهندس الفذ المرحوم داوود إسماعيل هائل تصميم العشرات من المشروعات الكويتية والإشراف عليها في مختلف المجالات (مدارس' معاهد' مستوصفات' مباني جامعية) وغيرها وستبقى جامعة صنعاء بمبانيها ومكوناتها المختلفة تشهد وتترحم عليهما .. لكونهما دونا اسميهما باقتدار في سجل بناة النهضة العمرانية الحديثة. رحل من تولى عضوية مجلس الشعب التأسيسي وكان مساهما ايجابيا بإنجاز العديد من التشريعات. رحل من كان مساهما ايجابيا للجان التصحيح المالي والإداري.   رحل المثقف العضوي الفادي.  رحل من تعرف على الحياة الحزبية باكرا وانتمى .. ثم تراجع واقترب من الجميع حتى بات كل فصيل يظنه أحد قياداته ' لم يخاصم ولم يحتد ' ولم يتعصب لرأيه يوما. رحل أحمد عبدالعزيز .. ولست أدري هل أبكيك أم أبكي عليك.
 كان أحمد عبدالعزيز منذ ولوجه عالم الهندسة قد التزم قواعد التفكير العلمي ..وراح يؤدلج أعماله وعلاقاته واهتماماته بالشأن العام 'وممارساته العملية والحياتية وفقا لها .. وكما تخصص "معماريا" اتخذ الجمال بصيرة يقيم بها كل شيء .. ولذلك كان يتأذى من كل شيء يتعرى من حشمة الجمال.  وبات يرى البناء العشوائي مؤذيا 'وسعى للتصدي له بكل ما أوتي من حلم وعلم وقدرة على الإقناع وإصرار على التغيير والتطوير بالقانون 'باستدراج أصحاب النفوذ لفرض النظام .. وكم كانت مراراته تشتد كلما شعر بالخذلان ويعبر عن مرارته بالقول (روفلات).. ولذلك كان حريصا على المشاركة في إنجاز التخطيط العمراني الحضري للمدن الرئيسية والثانوية أيضا. كان يدرك أن الجمال لا يتمثل بالمظاهر فقط بل بمقدار انعكاسه كثقافة في الأصل تكرس كأسلوب حياة. وكما آمن بأن كل ذلك يفرض وجود معايير وشروط ومواصفات ومقاييس .. كان لأحمد عبدالعزيز وجدان ضاف ومشاعر شفيفة .. وكان لماحا يقارب ما يألفه على مقاييسه الجمالية .. ومنها على سبيل المثال "في جلسة مقيل" طرحت مشكلة التعليم كهم مجتمعي كان يشغله أيضا ويراه مشوها .. وأثناء مداخلتي حول التعليم كان يسمعني باهتمام لافت.. وما أن تطرقت لتجويد التعليم وأهميته وضرورته كحق من حقوق الحياة للفرد والمجتمع وأنه لن يكون ميسورا تجويده بدون وجود مرجعية ضابطة (فلسفة تربوية.. ) قاطعني مستفسرا عما أعنيه بالفلسفة .. ورددت عليه بالقول بأنها باختصار مجموعة القواعد التي تضع على أساسها شروط ومواصفات المواطنة الصالحة المنتجة ..(تبسم كفيلسوف وجد ضالته)... كما كان يسعد كثيرا بمجالسة عمال البناء ويصفهم بأنهم من يصنعون لنا الجمال…..

الحديث عن الفقيد يطول .. ولعلي بما قدمته أكون قد وفقت بإبراز جانب من كينونة الفقيد الإنسان أحمد عبدالعزيز .. واتمنى ان أكون قد رديت له بعض المستحق من الاعتبار.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24