الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
على بعد ذئب - محمد حسين هيثم
الساعة 09:02 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


كلنا عابرٌ في القصيدة
لكننا لا نقيم بها،
ونقيم القيامات فيها
نشاورُ أحجارها أو نساير أشجارها أو نحاورها
أو نسير حفاة علي الجمر بين الكناياتِ
نهمسُ
أنَّ كمائن أعشابها قطرةٌ من مجازٍ
وأنَّ السياسةَ بيتُ القصيدْ.
كلنا عابرٌ في البياضِ
نؤلفُ مجداً،
ونطفح موتاً،
وندعو القصيدة أن تحتفي بالبعيدْ
كلنا عابرٌ في القصيدةِ
نسألُ عن قربنا
من مشانقَ مجدولةٍ من حبال السياسةِ
أو من خيوط الوعيدْ
كلنا عابرٌ قربهم
فالغزاةُ هنا،
كلهم داخلٌ،
والبداوة فينا،
فمن جمرتينِ
نقيمُ الممالكَ مملكة إثرَ أخري،
وننثرها في حقول البروق و بين الجبالِ قلاعاً
ونرضع من ذئبةٍ
ثم نهوي إلي قصعةٍ من ثريدْ.
كلنا عابرٌ قربهم
لا نراهم
ولكنهم من سماءٍ ملونةٍ
يبدؤون الحكايةَ
أو يبدؤون علي بعد ذئبٍ
يبللُ أيامنا بالجنودْ.
كلنا عابرٌ
حيث لا ظلَّ يبقي
إذا أيقن الساقطون علي مائنا
إنهم يرشفون الثمالة من حدسنا
يسرقون من الغيم زهوَ الرعودْ.
كلنا حجرٌ يرتضي
أن يكون الفتي
أو فتيً ليته حجراً
أو فتيً حجر ليته في صعودْ.
كلنا في الصبا آية،
جعدُ هنديةٍ،
رنةٌ تتراقص من وقعها ساقُ جاريةٍ
كأنَّ بخلخالها جنّ أسئلةٍ،
وكأنَّ بإيقاعها دندنات الحشودْ
كلنا في المرايا
عبور الوعول إلي هاجسٍ
من نساءٍ و ليلٍ مديدْ.
كلنا عابرٌ في رصيفٍ سيعدو
وثمة ما سوف نتركهُ
ها هنا أو هنالكَ
من أزلِ الكلماتِ و من خيلها،
من فوارسَ ترفعُ أسيافها للطواحينِ
أو تقتل الغولَ في غفلة السردِ،
أو تسرد الغولَ في برهةٍ للشرودْ.
كلنا سوف يعرفُ أن القصيدة
تبدأُ منا و تبدأ ُ فينا
وترسلُ في أوّلِ العشقِ سهمَ الصدودْ.
كلنا سوف يسألُ:
كيف تقودُ القصيدةُ هذا الذي لا يُقادُ
وكيف تسوس قطيعَ البداهةِ
كيف تروِّض جيشَ الحذاقةِ،
كيف تهدهدهم في المهودْ.
كلنا عابرٌ
والغزاة سيأتون،
من ثغرةٍ سوف يأتون،
تهوي سيولهمو من أعالي الخرافةِ،
لكننا
سوف نجمع ما سوف يطفو هنالك من جثثٍ
ثم نجثو نلملم ما سوف يبقي
علي صفحة السيلِ:
بعضَ حنينٍ،
ودمعاً قديماً
وشيئاً من القلبِ
نعصرهُ ثم نفرده ثم ننشره في الهواءِ
ونتركه يابساً
كلنا عابرٌ في القصيدةِ
من غيبها
لا نعودْ.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24