السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
وقالت العارفة - ثابت العقاب
الساعة 09:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

قالت : 
أني رأيت في المنام أني اقف على تل امامه بحر ودونه نهر وفوقه سحاب كثيف وتحتي أرض خضراء وعلي فستان ازرق مطرز بانواع اللؤلؤ والمرجان يحمله سبعة وسبعون خادم ووصيفة وان مطرا شديدا اصاب الأرض وان الشمس في يميني والقمر في يساري فلا الشمس حارقة ولا القمر يضيء وان فيلا عظيما له رأس حصان وذيل أسد وعلى ظهره ثلاثمائة وستون جناحا بعدد ايام السنة وبينما انا احدث نفسي قلت لو لم يكن لدي فوبيا من المرتفعات لركبت هذا المخلوق العجيب فخرجت منه سلالم كهربائية عليها سجادة حمراء تمتد إلى كرسي من الذهب الخالص فلما استويت على الكرسي رفعت السلالم وربط حزام الأمان و خرجت شاشة عليها ايقونة واحدة جولة افتراضية ضغطت عليها فخرجت منها ايقونتان الأولى بزمن والاخرى بدون زمن فاخترت التي بزمن فخرج منها ايقونتان الأولى ماض والأخرى مستقبل فحددت ١٥٠٠ سنة ماض و مثلها مستقبل فخرج منهما اختيار مكانين اجباريين فاخترت سقيفة بني ساعدة للماضي وصنعاء للمستقبل ..
فلما بدأنا جولتنا صعدنا إلى السماء فتزاحمت افكار كثيرة برأسي و تسائلت :
من وجد اولاً  نحن ام السماء ؟ من يمثل الوجود ومن يمثل العدم ؟ من يمثل الحقيقة ومن يمثل الزيف ؟
لمن السماء الدنيا لنا أم للملائكة ؟ ماهي الحدود التي تفصل بيننا وبينهم ؟
و كلما اقتربنا من السماء وجدت ان الاشياء الكبيرة تكون تفاصيلها اكبر منها ايضا ..
اعرف انك سوف تسألني عن حدود السماء ومما تتكون من الحديد أم من الفيبر ام من الفلين ام من المطاط ؟
و انك ستفترض لو انها من الحديد لكانت سقطت بحكم المسافة الكبيرة بدون اعمدة ولو كانت من الفيبر او الفلين  أو المطاط كيف ستحمل فوقها ست سموات بملائكتها و العرش والجنان ؟
 اعلم ان بعض الاسئلة ليس لها اجابة و ان علينا ان نضعها جانبا فقط فليس بالضرورة ان نفسر كل شيء وليس من الضرورة ان نربط حياتنا بالاشياء التي لا ننتمي إليها ..
عدت الى الأرض واذا الناس يحتفلون بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه افضل الصلاة وأزكى التسليم و اقبلت اسئلة اكبر من اسئلة السموات السبع وتفاصيل اكثر وخامرني حزن شديد ..
اول سؤال قابلني ماذا تبقى من الاسلام فبكيت بكاء شديدا ؟
وانهالت الاسئلة وواصلنا طريقنا ..
في الظهيرة وصلنا سقيفة بني ساعدة وهناك كان الانصاري سعد ابن عبادة ممدا بعد اختيارة ممثلا للانصار وابو بكر وعمر فوضا انفسهما واقبلا عن المهاجرين قال الانصار :
نحن انصار الله وكتيبة الاسلام وانتم رهط رسول الله صل الله عليه وسلم ..
فقال ابو بكر رضي الله عنه : ما تعرف العرب هذا الأمر الا لهذا الحي من قريش هم اوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم احد هذين الرجلين واخذ بيد عمر وابي عبيدة بن الجراح 
فقال الحباب بن المنذر الانصاري منا أمير، ومنكم أمير وارتفعت الاصوات بالرفض 
فسأل سعد ابن عبادة الحباب ابن المنذر 
هل هولاء القوم الذين اتو الينا هاربين فاويناهم وكسوناهم و تقاسمنا معهم النساء والبيوت والمزارع والاموال ؟ 
قال : نعم  .. عندها بكى بكاء شديدا حتى ابيضت عيناه من الحزن 
انتقلنا بعد ذلك الى المستقبل فلما وصلنا صنعاء وجدناها خضراء و قد تحولت محطات الباصات والشوارع الى طرق للقوافل فهناك قافلة ابو جهل وقافلة ابو سفيان وقافلة ابو طالب و ان هناك رحلتان  رحلة الشتاء و الصيف  ..
انبأني بتفسير رؤياي اني اراك من المحسنين ..
اما ماكان من حلمك فقد تجاوز الغرابة واسدل على قلبي سحائب الكآبة وجعلني حائرًا بين الصمت والإجابة وبين الناي والربابة وبين الشعر والخطابة ..
اما التل فهو ظهر زوجك المسكين واما النهر فبول فتاة دون الخامسة واما البحر فبول صبي دون العاشرة وما السحاب فهي تشم ولا ترى واما الأرض الخضراء فهو الموكيت واما الفستان الأزرق فهو الفيس واما الخدم والوصيفات فهم اصدقائك السبعة والسبعين في الفيس اما المطر الذي اصاب الأرض فهو كثرة اللايكات على منشورك الأخير واما الشمس التي على يمينك فهي السناب واما القمر الذي على يسارك فهو الانستجرام اما المخلوق العجيب فهي اليمن والاجنحة الثلاثمائة وستون هم السرق الذين يتحكمون بمصيرها ..
كنت اتمنى ان اتوقف هنا لكنني لا استطيع ان اعفي ابوبكر وعمر من النيل من القيم الاسلامية التي حاول الرسول صل الله عليه وسلم تجسيدها ولن اقول انهم اغتصبوا السلطة فقط ولكنهم شرعوا للفتن والعنصرية و مبدأ الاسلام السياسي و انهم يتحملون جزء كبير من اقتتال المسلمين على السلطة كونهم كانوا المثل الأعلى لكل المتقاتلين على السلطة و خالفوا مخالفة صريحة ايات الشورى في القرآن وحديث عبدالرحمن ابن سمره في طلب الإمارة 
لكن هل لنا علاقة بهذا العالم الكبير والواسع والمميز والقريب والبعيد في آن .. مهما حاولنا الانفصال عنه نظل جزء منه ومهما ابتعدنا عنه تعيدنا اليه الذاكرة الشعبية الممتلئة بالحكايات والأساطير  ..
يبدو سخيفا البحث في التفاصيل ومحاولة تجييش التاريخ و تزوير الحكايات والقصص من أجل الإحساس بقيمة الوجود ..
نحن ضحايا تاريخ مزور وحاضر مقلد ومستقبل حتما سيكون عبارة عن مجموعة كبيرة من المتاهات…!!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24