الأحد 19 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أَرِحْ رِكَابَكَ - عبدالحميد الرجوي
الساعة 19:38 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


أَرِحْ رِكَابَكَ و لْيَسْكُنْ بِكَ الأرَقُ
فَهكذا سَفَري في زِئبَقٍ يَثِقُ

 

هذي الدُّروبُ تَسَاوَتْ والغَريبُ أنا
كأنني في خِضَمِّ المَاءِ أنطَلِقُ

 

مَوتَانِ في داخِلي ، مَوتٌ أفِرُّ لَهُ
و آخَرٌ مِنْهُ لا يَخْفَى بـيَ القَلَقُ

 

يُوْمي إليَّ المَدَى مِن ثُقْبِ نَافِذةٍ
خَجْلَى ، يُواري سَنَاها جُرْحيَ النَزِقُ

 

إني هُنا شَاعرٌ ألْقَى بِشَهْقَتِهِ
حَلْقُ النَدَى ، و كأني مِنْهُ أنْعَتِقُ

 

و مِن شَظايا الوَميضِ الغَضِّ تَجمَعُني
يَـدُ الرؤى ، و كأن المَاءَ يَحْتَرِقُ

 

بَيني و بَيني مَسَافاتٌ قَرأتُ لها
كَفَّ التَعاويذِ حتى خَارَتِ الطُرُقُ

 

أقْتَاتُ منّي رَغيفَ الذاتِ ، أنفُخُ بي
روحاً مِن الضوءِ أغْفَى بَرْقَها الشَّفَقُ

 

أكادُ أسمَعُ بيْ ذئباً جَهِلْتُ لهُ
إلا العُواءَ يَقيناً ، و الصدَى شَبِقُ

 

بيْ أسْتَبِدُّ ، و مِنّي لـيْ أفِرُّ ، ولا
مَنْجا سوى الروحِ ، فَهْيَ الحِبْرُ و الورَقُ

 

مِن بَينِ هذا الرُّكامِ الغَثِّ يَرشُقُني
غُثاءُ خَتْمٍ ، لِبَابِ البَدْءِ يَسْتَبِقُ

 

مِن أيِّ هذي المَرايا الشَاحِباتِ أرَى
بَصيصَ نفسي ، و بيْ يَستَوطِنُ الغَسَقُ ؟

 

ما زالَ بيْ مُنذُ مِيلادي الأخيرِ قَذىً
مِن سَطْوِهِ اْنطَفأَتْ في مَائِها الحَدَقُ

 

مِن هذه الطينةِ السمراءِ جئتُ و في
كَفّي يَراعي ، و في أنفاسيَ العَبَقُ

 

و جئتُ أحمِلُ تاريخاً شَقيتُ بهِ
في رؤيةِ البَدرِ ما يَشْقَى بهِ العُنُقُ

 

مِن شَهْقَةِ الظمَإِ اْعشَوشَبْتُ ، و اْنْبَجَسَتْ
حَولي مِن الوجَعِ الأنداءُ و الأُفُقُ

 

و في ثَرَى الوطَنِ المَصلوبِ أصلُبُني
و داخلي وطَنٌ ما زالَ يَنْسَحِقُ

 

أكادُ في غُربَةِ المَنْفَى الكبيرِ أرَى
ظِلّي ، فَأيَّانَ هذا الجِسمُ يَلْتَحِقُ ؟

 

.........................

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24