الثلاثاء 09 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
حمير علاية
أثثت للفوضى والصراعات.. الأيديولوجيات لا تبني دولة.
الساعة 20:47
حمير علاية

 


تعيينات حزب المؤتمر الشعبي العام لأمنائه ورؤساء بعض دوائره، أهم في التنوول الإعلامي والشعبي من قرارات هادي وتعييناته، حتى حكومته!

خلال الأسبوعين الفائتين، أجرت قرابة سبع وسائل إعلامية خارجية مختلفة مقابلاتها مع الرئيس السابق. آخرها الأهرام الإنجليزية.

هادي بات كحالة مرسي حين كان. لم يعد أحد يعتقد أن ثمة رئيساً للبلد، أو يتعامل مع الشأن الوطني وعياً وسلوكاً على أنّ هادي رئيس. بات مهملاً جداً، بعجزه و"جلاله".

منذ اللحظات الأولى للعاصفة، تحدّثنا عن وضع مختلف لبلادنا، عن اقتصاد لا يتحمّل، عن تركيبة مختلفة، عن قوى متصارعة، جذورها تمتدّ إلى السبعينات وقبل. عن عبثية الاقصاء، عن الحوار كقيمة حضارية لا يمكننا تجاوزها تحت كل الظروف، عن مخاطر النزوع إلى هدم الدولة، وكارثيّة ما بعد الفراغ، فكان الجواب: أنتم أعداء الثورة والحرية!

جزء من تلك المقدمات القاصمات العجيبات الغريبات، لقب "عفاش". قلنا لهم بتبسيط: ليس لكم هذا.. اتركوا السّذاجة.. كأنّ أبناء الأحمر يريدون أن يطهروا أنفسهم. ليبدو لكم عفاش ليس منهم، هم، آل الثورة والنزاهة والشرف.

ثم أنتم لم تخرجوا لتثبتوا أنساباً وتنزعوا أخرى.
هذه القيمة السلبية الساقطة، تقصم مشروع دعي تتصدرونه بأسمائكم وتتفوّهون به. قالوا : أنتم أعداء الثورة والحرية. موتوا بغيظكم.

عاد علي عبدالله صالح عفاش. وعاد خصومه، يجوسون شارع الكميم ويتعلّقون بما قد يبقيهم. "سلام الله على عفاش"، ودوا لو تطوى عن الأسماع أبداً! من لم يدرك المصيبة مقبلة يدفع الثمن غالياً.

يتكرر المشهد البارحة والرحال تشدّ إلى مرّان.
هذه المرّة وسطاء.. لكن ليس لهادي، أو بنعمر الذي يضحك ويستلم أجرَه، بل وسطاء لأنفسهم "الأمارة بالسوء" طيلة الفترة الماضية.

لا يثير الشفقة كمثل الأتباع. شيء مؤسف أن يتمّ تزييف الوعي اليمني لهذا الجيل بهذه البشاعة والعدوانيّة.

كلّ تلك الآكام من السبّ والشتيمة والاستعداء غارتْ بلحظة. لا مجوسيّة ولا رافضيّة ولا وكر خيانة، من اقترب منه أو ذكره، فقد لفحه.

قلنا لهم كثيراً: فكّوا ارتباط سياستكم عن السماء. ادّعاءاتكم هذه تلقونها بعقول الأتباع اعتقادات ثم تحلّونها. قالوا: أنتم متحوّثون. قلنا لهم هو ابن بيئته، لينتهي الخطاب الطائفي وننشد الدولة. قالوا أنتم ثورة مضادّة.

التقت الأيديولوجيا بنظيرتها.. وتبعتْ الأخرى الأولى حذو القذّة بالقذّة. أيديولوجيتان، كان يجب أن تلتقيا في الخيمة قبل كلّ هذا الهدر والإرهاق اللذين طالا الأرض والإنسان. قبل تعاظم الاّدعاءات، وخلخلة الدّم اليمني أكثر بالقتل والمفاصلات والتمايز، والعيش تحت هاجس الموت.

يتندّر المتّهمون بالتحالف سابقاً بالاسم الجديد: "الإصلاحوثيون".
يقولون :سهل منساب.. كان في النّحت الأول صعوبة". يبدون سخريتهم، ليس لأن طلاب "الوصية" و"الخلافة" قد التقوا الآن بعد الخسارة الفادحة التي لحقت بالبلاد كلها، وهو التقاء قد لا يدوم طويلاً، بل تعريضاً بما هلهله الأتباع المهرولون من قوائم مطوّلة للشتيمة والتخوين والتحريم والتجريم.

كلّ هذا التردّي للوعي اليمني، والنّزف الحاد في الشعور الوطني، يحدث في ظلّ غياب الدولة، التي غيّبها العهد الجديد بقيادة النبيّ الأمميّ جمال بنعمر.

لم يبق متَّسعٌ لأقول لا عزاء لمن نصحناهم قبل سنوات بأنهم سيكونون خارج الحلبة تماماً، وسيندمون!

أتذكّر الروائي السعودي عبده خال: قال لي: لماذا قسّمتم بلدكم؟ قلت كما ترى. كررها بتأوّه، وقد جاش وجهه بأسى على ما حدث. أردت أن أقول عزاؤنا أنكم تشاركوننا. قاطعني قبل أن أكمل عبارتي: لا عزاء لكم.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24