الأحد 30 يونيو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عصام الأكحلي
هادي يكتب ملحمة النصر
الساعة 17:25
عصام الأكحلي

بلغت القلوب الحناجر , وأحست الملايين بالقهر و غلت قلوبها بما حدث في المرحلة الاخيرة للإنقلاب , و الإذلال المتعمد الذي مارسته الميليشيا على رموز الدولة والمستهدف به الشعب بأكمله إبتداء بإختطافٍ غادرٍ وجبان لمدير مكتب الرئاسة أحمد بن مبارك  ثم حصار همجي لمقر إقامة رئيس الوزراء خالد بحاح في القصر الجمهوري , سبقه محاولة إغتيال لرئيس الحكومة في شارع الزبيري , و أعقب ذلك طرد حراسة منزل الرئيس بعد الإستيلاء على دار الرئاسة , و سيطرة الميليشيا الإنقلابية على منزل الرئيس وبقائه تحت الإقامة الجبرية , و كذا إحكام الحصار على منازل العديد من وزراء ومسئولي الدولة .

في اّخر المطاف , تعاملت الميليشيا الغادرة بكل العهود والمواثيق مع الرئيس كأنه موظف لديها , و أرادت أن يظل مظلة لها يمنحها شرعية إنقلابها و مخططاتها القادمة لتدمير الوطن ومحو مخرجات الحوار الوطني وحلم الدولة المنشودة , الميليشيا المغامرة المقامرة تطلب من الرئيس إصدار قرارات جمهورية بالجملة أولها تعيين نائب لرئيس الجمهورية سيكون هو الرئيس الفعلي , ومناصب عليا أخرى للميليشيا في مختلف الجهات الرسمية المدنية والعسكرية , و بكل دناءة أخلاق وإستهتار بمشاعر ومواقف الشعب الذي يمثله الرئيس يقول أحد أتباع كاهن مران " يجب عليك إصدار القرارات الجمهورية اليوم , الان , وليس بعد قليل , والإ كان لنا موقف اخر معك , ولاتلومن إلا نفسك " .. هكذا تعاملت الميليشيا الانقلابية مع الرئيس بسقوط أخلاقي همجي غير مسبوق ليس غريباً عليها بطبيعة الحال , وهي الميليشيا ذاتها التي تحمي رموز وأركان فساد النظام العائلي السابق والبائد المتحالف معها لإجهاض الانتقال السلمي للسلطة و إنتقال الوطن إلى مشارف عهدٍ جديد تسوده العدالة والمساواة و الحكم الرشيد وتقاسم الثروة والسلطة عبر مشروع الاقاليم الذي ينهي والى الابد إحتكار تكتل الفيد التاريخي لمفاصل الوطن وثرواته .
 
أحكم الانقلابيون قبضتهم على كل شئ في عاصمة الوطن , و بقي الجميع مترقباُ للرئيس , و ارتفعت تمنيات الملايين في السر والعلن لفعل شئ يحرك المياه الراكدة والعفنة , و بالفعل جاء الخبر السعيد مساء الثاني والعشرين من يناير ومفاده إستقالة الحكومة بعد تقديم بحاح إستقالته لهادي , وبعدها جاء الخبر الأهم ..إستقالة هادي ..
يا الله ..تنفس الجميع الصعداء ..خرجت مسيرات الفرح والإبتهاج , واستغرب البعض في خارج البلاد , متسائلين ..لما الفرح ؟ و لاشئ يدعو للابتهاج .. نعم , من حقهم الاستغراب والدهشة لأنهم لا يعلمون تفاصيل الحكاية , لا يعلمون أن الفرحة ليس بسبب دخول الوطن في نفقٍ مظلم , لا ليس هذا هو السبب , البهجة انتشرت لأن قائد الوطن عبدربه منصور هادي ثبتت براءته من الخيانة , ولأنه أيضا أعاد الحياة لارواح الملايين والثقة للنفوس , أدرك اليمانيون أن الرئيس هادي حاول بكل قوة تجنيب اليمن ويلات الحرب وسعى لحقن الدماء طيلة الفترة الماضية , وسعى لارساء دعائم يمن جديد , ولكن محور الشر وتكتل الفيد التاريخي في شمال الشمال واجهه متسلحا بولاء الجيش و مسئولي الادارات المدنية في شمال الشمال لأشخاص لا لوطن , كانت الفرحة عارمة لأنه ثبت للجميع عدم تحالف هادي مع الحوثي من اجل بقائه في السلطة , فرح الجميع لأن الرئيس ورئيس الحكومة انتصرا للشعب والوطن وأعادا إليه روحه و أيقونة قوته المسلوبة قبل ذلك , هادي لم يكتب إستقالته فقط , بل كتب ملحمة النصر , نصرٌ جديد للوطن ,ما كتبه هادي يكتب اليوم وغدا  ملحمة نصرٍ كانت تنتظر فقط أن تبدأ لحظة وضوح الحقيقة والفصل بين الحق والباطل , ووضع الباطل في مواجهة الشعب بدون أي غطاء كما كان سابقاً , وكل هذا وأكثر صنع أسباب بهجة الملايين في كل أرجاء الوطن .

هذا هو فقط ما كنا نريده من الرئيس , وفي هذا الوقت تحديداً , و لذا رأى العالم كيف رفض الشعب الإنقلاب , وكيف إنتفض الجميع في أقاليم عدن وحضرموت وسبأ والجند , وحتى في العاصمة ومدينة إب المحتلتان من قبل تكتل الشر والفيد , ورأى الجميع كيف وضع الرئيس ورئيس حكومته عصابة الانقلاب في مأزقٍ كبير , وكيف رفعت الاستقالة ورقة التوت عن كل إدعاءات الانقلابيين وشعبيتهم المزعومة , ولذا فقد تداعوا مذعورين لصنع مسيرة لهم في العاصمة لكي لايظن العالم بهم سوءا , وليت مسيرتهم ستصنع لهم شئيا , بعد أن نقول لهم " قوموا بمسيرات في كل أرجاء الوطن إن كنتم صادقين " , أما الشعب فقد عبر بجلاء عن موقفه شمالا وجنوبا وفي كثير من المدن , ولو أتحتم الحرية لمواطني المدن المحتلة كحجة وعمران والمحويت و صعدة لخرجت أيضا , ولذا فنحن الكل , وليس كمثلكم ورما خبيثا في الجسد لجأ الى المرض والقوة لاضعاف الوطن وتمزيق مشروعه الجامع .

تحية إجلال وتقدير لفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي , ورئيس الوزراء خالد بحاح , و التحية موصولة لمدير مكتب الرئاسة احمد بن مبارك ,ووزير الدفاع و قائد المنطقة الرابعة ,وقائد المنطقة الاولى , وقائد المنطقة الثالثة , واللجان الشعبية في عدن  ومأرب, وكل الملايين  الثائرين الرافضين لمساومة  الوطن على مصيره ومستقبله , وسيبقى الوطن .
تحيا الجمهورية اليمنية.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24