الاثنين 01 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الأستاذ/ خالد الرويشان
في أربعينية خليل المهنّا
الساعة 22:46
الأستاذ/ خالد الرويشان


خليلَ البلاد, وهناءَةَ العِبَاد..
صوتَنا الشاهِقَ الذي توارى,
وقامتَنَا الباسقةَ التي انكسَرَت.. خليل المهنّا.
لنْ نقولَ وداعاً,
فما يزالُ صوتُكَ يُزلزِلُ ويُجلجِل,
يُزلزِلُ بلاداً,
ويُجلجِلُ أرواحاً,

عذاباتُكَ النبيلةُ السّاهِدةُ هيَ عذاباتُنا وأحلامُنا وآمالُنا,..
إجهاشاتُكَ المُختنِقةُ بِنا
نُقْسِمُ أنّها ستظلُّ وقْدَةَ جَمْرٍ لا تَنطفِئ في دَمِنا
وأرواحِنا, وأصواتِنا,.. وعيونِنا.
خليلَ البلادِ, وهَنَاءَةَ العِباد,

هذهِ ميادينُ الكلامِ ومُنتدياتُ الشِّعرِ ما تزالُ
في انتظارِكَ فاغِرَةً فاها, فارغةً رغمَ امتلائِها!
فَمَنْ يَرُجُّ بَعْدَكَ هُمُودَها, ويُوقِظُ خُمُودَها 
بِبَرقِ كَلِماتِه,
ورَعْدِ انثيالاتِه, 

وَغَيمِ انهماراتِه.. وحُرقَةِ اشتعالاتِه؟
الميادينُ والقاعاتُ تَحِنُّ لهديرِ صوتِك, وشلّالِ ضوئِك..
ها هيَ واجِمةَ الرُّوحِ ساجِمَةَ الدّمع,
تَغَصُّ بأحزانِها لِغيابِكَ يا صوتَ المُغيَّبِينَ المغلوبين,
وآهةَ المقهورينَ, ودمعةَ المسحوقين..
ومثلما كانت إبّ َألِفْ باءَ العالَم.. كُنتَ أنتَ
أبجديّةَ رُوحِها,
وسِرَّ حَرْفِها,

ووَردةَ بُستانِها.. بُستانِها الساحرِ الفريدِ الذي يُرادُ لهُ أن يستحيلَ إلى بستانِ رمادٍ وكراهيةٍ وتَعصُّبٍ وغُبار..
ولكن هيهات!

ستظلُّ إبّ فاتِحةَ القواميسِ, وفاتِحةَ الأسماء, وفاتِحةَ المُدُن..
فاتِحةَ العالم, واستهلالَ اللغات.. ستظلُّ بدايةَ البدايات..
ستظلُّ رغمَ الكراهيةِ والكارهين.. ألِفْ باء العالَم!

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24