الثلاثاء 02 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عماد زيد
الشاعر محمد نعمان الحكيمي.. يشفيك الرب!!
الساعة 10:35
عماد زيد

قبل ثلاثمائة وخمسة أيام كتبت ما سأقوسه هنا " أن يكون لديك دماغ في مجتمع لا يمتلك قشرة قوية.. لا شك أنك ستعاني.. هذا ما أصاب زميلي المبدع محمد نعمان الحكيمي"
كنت قد علمت حينها بأنه يعاني ألم في رأسه وربما ذهب إلى مصر.. كنت أتخوف حينها أن لا أقرأ له شيء جديد في صفحة الفيس بوك أو في الصحف وهذا ما يشي بما لا أريد ذكره.. لكنني أمتلكت العزيمة للدخول إلى صفحته بغية مراسلته.. فكان رده مباشرة .. وهو ما جعلني أفرش سجادة الروح ابتهالاً بشفائه.. لقد فرحت آنها وامتلأت غرفتي بالأصوات والبهجة كمن يشاهد منتخب بلده يحرز هدف تقدم يختتم المباراة فائزاً ليقفز أمام شاشة التلفاز رافعاً يديه كحالة فطرية للفرح..

 

نعم لقد فرحت حينها لشفائه وها أنا أحزن اليوم لعودة المرض إليه بعد ثلاثمائة وخمسة أيام.
صديقي الحكيمي يؤلمه رأسه وأنا يؤلمني قلبي عليه.. هو يعاني من دماغه في بلد استمرأ نسيان أدمغة أبناءه..  
بلد كريم لم يكرمه الحظ بمسئولين مسؤولين عن أمنه وأبناءه وتقدمه.
روحي تمتلئ بالشماته من وضع كهذا.. 
زميلي المبدع محمد نعمان الحكيمي يرقد حالياً في العناية المركزة.. في بلد لم يحن خروجه من العناية المركزة أيضاً.
بلد لم يحترم فيه العقل فكان أن أصبح جسده عرضة للتعثر.. جسد يمضي في طريق مليئة بالشِراك.
بلد يُسلم فيه أمر القانون للزامل.. وأمر الدولة للقبيلة.
بلد يكُرم فيه قطاع الطرق ويتقلد مناصبة تجار الفوضى.

 

بلد صودرت فيه أحلام أبناءه وأصبح أقصى حلم أن تحصل على قرص دواء.
محمد نعمان الحكيمي.. طالما أجادت لغته إعطاء الحلم أفقه ومنح الشذاب رائحته.. شاعرٌ يجيد تعريف الصباح.. متنفساً فيه حلم جديد ينفذ معه من مقصلة الأحلام التي نصبها الساسة للمبدعين.. فكان أن استحالت أيامهم إلى البحث المضني عن لقمة عيش نظيفة.. لا علاقة لها بأرصدة الأحزاب أو مدخرات الساسة.

 

محمد نعمان الحكيمي من أبناء الحالمة تعز عاصمة الثقافة.. يرقد حالياً في المستشفى الدولي- تعز.
إثر تعرضه لجلطة لمرة أخرى نأمل من المولى أن يخرج منها إلى العافية.. دفع فاتورة علاجه ينبغي أن تحسب على ميزانية وزارة الثقافة التي لم نلمس منها ما يشي بالاهتمام الثقافي أو الالتفات الإنساني لأوضاع المثقف اليمني.
محمد نعمان الحكيمي بملامحه الطفولية لم يعد يمتلك القدرة على البقاء أمام الانهيار العظيم لروحه النقية المضيئة التي تقف على أريكة المشاهدة لنهار يشيخ وشمس تضمر وأشجار تجف أغصانها وتيبس خضرتها.

 

محمد نعمان الحكيمي شاعر طالما رأيناه كريماً على بلده وقصائده الوطنية حاضرة ترتق رأية البلد التي مزقتها أطماع الأحزاب وسودتها أحقاد الساسة..
محمد نعمان الحكيمي طالما وهب اللون الأحمر ماء قلبه ووهب البياض نقاء روحه.. أحترف سحب وريده كلما شعر بحالة خرق.. شاعر يترك اللون الأسود كالحالة التي هو عليها فحالة الانتقامات بين الساسة كفيله بجعله ناصعاً وطاغياً.

 

محمد نعمان الحكيمي شاعر جميل.. لا أعلم حال المدينة تعز ومصابيحها تنطفئ.. في الأمس يغادرنا رمزي الخالدي واليوم نناشد الله الحفاظ على الحكيمي.. لا يمكن للجمال أن يذهب ولأغاني الشعراء أن تغادر أهازيج الفلاحين.
لا يمكن لرائحة البن أن تغيب.
لا نريد لجبل صبر أن ينكس كبريائه ولجامع الأشرفية أن يغور صداه.. وليفرس أن تنفرط مسبحة قداستها للسماء.

 

لا يمكن لنا أن نسكت وبيدنا إنقاذ شاعر من حالة الموات التي يعانيها المثقف.
لن نبكي ما دامت الابتسامة في أرادتنا.
تباً لخطابات النعي إن تركنا لظمائرنا فرصة سماعها.. 
لن نترك نزيف ذاكراتنا لضمادات النسيان.. لا يمكن أن نخاتل الجرم الذي نرتكبه أن تركنا الحكيمي في سرير مرضه.

 

أن تنقذ حياة مبدع فأنت تنقذ وطن.. لا أعلم ما الذي يتفاخر به الوطن إن غاب مبدعوه.
مبدعو اليمن ومثقفيها مبعدين ومنهكين.. تكريم الأديب ميتاً يعني أننا نحتفي برحيله.. الحكيمي حيَّاً بحاجة إلى البقاء كذلك.. لفتة كريمة من محافظ تعز الأستاذ/ شوقي هائل سعيد.. ستجعلنا سعداء..
لن ننسى ذلك المعروف أبداً وليس جديداً على سيادة المحافظ أمراً كهذا.
فالحكيمي من الأدباء المتميزين في اليمن.. وللمولى عز وجل أيادينا المرتفعة بالرجاء والتوسل أن يهب الشفاء العاجل للشاعر الحكيمي فنحن محتاجون لبقاءه بيننا.. 
سيكون كرم السماء علينا في ذلك.. فمثلما أكرمه الله بالأخلاق والإبداع سيكرمه بالشفاء.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24