الجمعة 05 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
في مواجهة الموت
الساعة 21:16
أحمد طارش خرصان


الإهداء: إليه مرة أخرى إلى الدكتور احمد علي عبداالطيف وهو يبتسم في وجه خاطفيه..
........
فشل الحوثيون في تحسس ما يعتقدونه وهنَاً ملتصقاً بأرواحنا المتمردة وتوْقنا لحياةٍ ، عجزوا - كما يبدو - من اقتناص ما يشعرهم فيها بالنصر ، والتلذذ بلحظة انكسار يتيمةٍ ، في دنيا أدركتْ - كما نحن - خطيئة ما ذهبنا إليه ........

لنكتشف - وبمساعدة الحوثيين - أن الجهل لن يكون رافعة صالحة لمثالية الحرية ، قدْر صلاحيته لأن يكون مقصلةً لكل محاولة ، قد تخلق وطناً قادراً على لملمة ما تبقى من فتات أحلامنا وآمالنا الذابلة. 

نقاوم فكرة العنف بدأبٍ كسرب نملٍ مجتهدٍ ، وبيقين من استرجع - للتوّ - قواه التالفة ، متخطين أثرَ ذعرٍ منح أقدامنا الثبات في وجه الروائح الكريهة ، ممتلئين بمعنويات عالية ترفض إسداء خدمة - ولو بسيطة - للموت المتشح بتعاليم وطقوس مستهلكة وبالية. 

لم يكن المجد ليتفق مع نتانة الهوس المحشوّ بأجساد وجثامين ، ربما رحلتْ دون أن تعرف سبباً واحداً لرحيلها ، تاركةً نوايا طيبةً وقلق أنفاسٍ محترقةٍ ، وبقايا متكومة لصخب ، لم يغادر صدور المفجوعين بآباءهم وأبنائهم ، منْ أولئك الذين منحهم الحوثيون وساماً ترفياً زائفاً ونشيداً، سيكون كافياً - فقط - لإثبات حالة الإستلاب والمصادرة للعقل والتفكير والحرية. 

لا أدري كمْ مرَّ على اختطاف الدكتور أحمد علي عبداللطيف ، غير أنني أتذكر جيداً حجم الوجع الذي لفّ إب ونال من وداعتها وهدوئها المَرٌوق ، إذْ ربما تمكن ذلكم الوجع - بدايةً - من الفتك بأيّ لحظة زمنية ، كانت - بشكلٍ أو بآخر - ستمنح نوايانا الطيبة الفرصة لتكوين انطباعات هادئة وغير متشنجةٍ تجاه الحوثيين .

لا تبدو إب في حالة جيدة ، ولا يبدو أن مسحةً من الخجل -علقتْ بأوجه أبنائها - ستكون كافية لتحريك رجولةٍ ونخوة لم تعد حاضرة في حياة انتفاخات مكسوةٍ بألقابٍ كاذبة وخادعة ، سرعان ما تحولت إلى ممرات آمنةٍ لكل لعنةٍ وعار وسفه. 

تستعرض إب - كمخدوعٍ - مواكب رجالاتها ( الجوْف) أثناء تجوالهم في شوارعها ، مدججين بأرتال من المرافقين المسلحين ، وعرباتهم مفتوحة الأبواب ، كإشارة على مدى الجاهزية والإستعداد لخوض معارك وهمية ، وحدها إب مَنْ كانتْ ضحية عنترياتهم المزعومة ، وفروسياتهم المبتذلة. 

قليلون هم منْ يحملون إب في تفاصيل حياتهم اليومية ، وقليلون منهم مَنْ يتركون لإب حرية التجوال في أحلامهم كفتاة عشرينية ، رماها القدر لحظها البائس والحزين .....

قدر أن تجد - إب - نفسها سيدةً ، لم تجد منْ يُعيد ثقتها في منْ حولها ، وينفض عن كاهل وجعها غبار الخيبة ، ويدفع بَنيْهَا بعيداً عن التوصيف الذي قد يضعهم ( محابيط عمل) و( مكاسير ناموس) .....
لإب شارعان فائضان بالوجع ولمدينة إب القديمة أربعة أبواب ، وقلب واحدُ لا زال حاضراً في وجدان فقرائها ومعدميها الكثيرين ، بكوفيته وسلوكه الذي جسدّ- كما يقول أبناء إب - معاني الإنتماء لكل ما كان يحمله من قيم ومبادئ وعظيمة.

بين الراحل العظيم محمد علي الربادي والمختطف الوديع الدكتور أحمد علي عبداللطيف ، تكون إب قد بدأتْ دورة حياتها وحضورها المقاوم ، لكل ما هو رديء وممقوت ، وستجد إب في أيامها القادمة ما ستقوله بأنفة وعزة ، وستعرف جيداً يومها كيف تزيح البارود وممارسات القبح منْ على أرصفتها وأزقتها المسكونة بالدهشة والحياة
الحياة المختزلة في.. نصف نفر سلتة وعلاقية قات  قطل ).

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24