الاثنين 08 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
فهد سلطان
هل هناك من يتعمد قتل اليمنيين ..؟!
الساعة 20:38
فهد سلطان


الذي أعرفه جدياً ويعرفه الكثير , بل هذه حقيقة واضحة للعيان بأن كل دول العالم وبالذات التي تحترم نفسها وشعوبها تحاول أن توفر سبل السلامة الى حدود قصوى للمواطنين الذين يقعون تحت ولايتها.

والأكيد ايضاً إذا شعرت تلك الدول بأن هناك احتمال لأي خطر ستسبب لشخص واحد فقط فإنها تبادر وعلى الفور , لتعمل بكل السبل لابعاد الخطر وإنقاذ الشخص بصورة مباشرة.

وسائل الأعلام تنقل مشاهد باستمرار في لحظات الكوارث على المستوى المجموع , وايضاً على مستوى شخص واحد إذا كان عرضة لخطر أو ما يهدد حياته تعمل السلطات على توفير سبل السلامة له.

وإذا داهمه خطر ما تحملت الدولة المسؤولية الكاملة عن التقصير وحتى عن عدم توفير الحماية له, وهناك حكومات سقطت وتم اسقاطها مباشرة بسبب تقصير قد يكون لدينا في اليمن بسيط ولكنه في عرف تلك الدول كارثة, والسبب أنه مواطن وكلمة مواطن تكفي لأن تكون الدولة خادمة مشغولة به ليلاً ونهاراً تحسب لسلامته ألف حساب. 

طبعاً حديثي في هذه المقدمة عن الدول , ولكن عندما يتعلق الامر بمليشيات وجماعات مسلحة , تبدوا المعادلة معكوسة تماماً ورأساً على عقب , وتصبح وسائل السلامة وسلامة المواطنين الذين هم تحت حكمها وسيطرتها ,, مسخرة وكلام اهبل في تعليق لاحد الاصدقاء اليوم في حديث ونقاش حول هذا الموضوع ذاته.

الاسبوع قبل الماضي تم استهداف جنود وأشخاص داخل معسكر قوات الأمن الخاصة (الامن المركزي سابقاً) من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية في العاصمة صنعاء وقتل العشرات وإصابة المئات جراء الحادث الأليم.

مثلت تلك الضربات كارثة بكل ما تعني الكلمة , فجعت عشرات الاسر بذلك الحادث , وفي اللحظة التي صعق الناس لعدد القتلى والجرحى , كان ناطق التحالف يؤكد بأنهم اطلقوا تحذيرات سابقة بأن كل المواقع العسكرية تحت الاستهداف المباشر.

من لا يزال في صنعاء ويتابع الاخبار او يرى بعينه جيداً بأن المواقع العسكرية ومخازن السلاح , عرضة للاستهداف المباشر في أي لحظة , وبالتالي يتكرر الامر في مقر قيادة القوات العامة في التحرير صباح اليوم امر يدوا للقلق والانتباه.

اليس من حقنا كمواطنين, أن نضع علامات استفهام كثيرة حول الذي حدث, من يتحمل المسؤولية في مقتل 40 شخص وإصابة ما يربوا على 150 شخص.

وهل صرف رواتب الناس كما قيل في مقر قيادة عسكرية كانت ذاتها عرضة للاستهداف قبل اسبوع هو تصرف سليم من قبل حكام صنعاء. 

هل للناس أن تشك بأن هناك من يتاجر بأرواحهم , لغرض تسجيل نقاط ومواقف في معارك خاسرة وقودها ابريها؟

هل بات الإنسان اليمني رخيص الى اللحظة التي نجعله عرضة للموت بهذه الطريقة التي تجري وتدعوا للقلق والتساؤل كيف ومن يقف وراء ما يحدث.

المعروف جيداً والسلم به أن العاصمة صنعاء هي الأن تحت سيطرة جماعة الحوثي منذ 21 سبتمبر من العام الماضي , وهي القوى الحاكمة والمتحكمة , وهي السلطة التي تدير شؤونها كاملة , سلطة شرعي أو غير شرعي هذا موضوع أخر.

وهنا يكون من الطبيعي أنها هي من تتحمل المسؤولية الكاملة عن أمن الناس وحياتهم وتوفير سبل الامن والسلامة, وأي تقصير أو إهمال تسبب بحق الناس هي من تتحمل ذلك وما حدث اليوم يدخل ضمن هذا الاساس.

لا مبرر .. ولا يمكن لأي عاقل بأن يقول بأن دول التحالف استهدفت الجنود وهم يستلمون الرواتب, ولكن.. أليست اليمن في حالة حرب مفتوحة مع السعودية , وهل الناس لا تعرف بأن المواقع العسكرية والأمنية عرضة للاستهداف في العاصمة صنعاء وكل مدن الجمهورية.

ألم يكن الاجدر بأن يتم توزيع الرواتب بطريقة اخرى غير الذي حصل اليوم , من اجل سلامة الناس, لا اريد أن اكون واهم كما يخبرني احد الزملاء وأنا اناقشه بأن الذي حصل سوء تقدير , والذي سخر مني بقوله لو كان هناك احترام للناس من قبل هؤلاء لتم إيقاف المضادات الارضية على الفور.

لأن كل الخبراء العسكرين وكل العقلاء يؤكدون بأن إسقاط طائرات التحالف التي تحلق على بعد مئات الامتار فوق صنعاء مستحيل, وبالتالي لا جدوى من تلك المضادات الارضية والتي لم تكن إلا كارثة على السكان وعلى المواطنين في صنعاء كما تحدثت تقارير سابقة وأخره تقرير العفو الدولية.

ترى كم تسببت تلك الرصاص بما يسمى "بالراجع" من ازهاق لناس وارواح وإصابات , وقبل ذلك هل منعت الطائرات من التحليق والاستهداف, وهل سقطت طائرة واحدة حتى الأن بسبب تلك المضادات.

سيقول لي شخص اخر ولماذا لا تدين العدوان أولاً , نقول له ندين العدوان وبأشد العبارات ولكن أين الذي يوفر سبل الحماية للناس, أليس لنا أن ندين هذه الأعمال وهذا التقصير على اعتبار أنه تقصير وليس تصرف مقصود كما يؤكد عدد من اسر الضحايا ونحتفظ بشهادات لذلك.

لماذا لا نتحدث عن التقصير وليس التواطؤ الذي يذهب اليه البعض في العملية التي جرت في قيادة القوات العامة صباح اليوم وقتل العشرات من الناس الابرياء بغير ذنب سوى أنهم كانوا ضحية استهتار بأرواحهم.

تذكروا جيداً بأن الناس تفهم وقد تجاوزت حالة التبلد, ولغة المظلومات لم تعد ذات جدوى , وهي تنفع في لحظة ما , ولكن لا يمكن أن تكون ذات جدوى في هذه اللحظة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24