الجمعة 05 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
تفجير المساجد تمهيد لصراع قد يطول في اليمن " تقرير هام"
الساعة 22:55 (الرأي برس ـ تقرير عمار زغبل)

هكذا بدا المشهد , خطف ونهب وقتل واعتقال وسرقة وإرهاب وقاعدة وأخيراً وصل من يبشر اليمن بداعش, إلى هنا يتساءل الكثير هل سيتوقف قطار التحالف الحوثي الصالحي, أم بدأ يؤسس لمحطات طويلة من الألم والتعب, والذي سيظل مكبلاً أيدي اليمنيين وحياتهم لفترة أطول.!
 
قبل عقود يصف أحدهم حاله وحال اليمنيين قبل وأثناء ثورة 1962م التي طوت صفحة  الإمامة وحكمها الاستبدادي, بأن أثر القيود على يده وساقه تنوء من التعب, ذات الأمر في هذه اللحظة أصبح بادياً على الوجوه والأيدي والأقدام معاً.
 
 فالحال نفسها, في ثورة فبراير من العام 2011م والتي اتضح أنها تصحيحية أكثر من أي شيء آخر, أنبأ عنه هذا التحالف المتوقع, بين جماعة مسلحة وحكم عائلة سابق.
 
 أفضى ذلك التحالف المشبوه بعد تفجير المدن واقتحامها, إلى تفجير المساجد والجوامع, لا لشيء إلا لفرض أمر واقع أبرزه تركيع اليمنيين وكسر إرادتهم.
 
"داعش" اليوم يراد لها أن تتقدم في اليمن, هي ذاتها من سامت الناس سوء العذاب في العراق, فأرادوا نقل التجربة إلى اليمن مع سبق الإصرار والترصد.
 
يذهب عدد من المتابعين الى أن هناك إصراراً عجيباً ينتهجه الثنائي البارع, الحوثي وصالح في إدخال اليمنيين في صراع قد يطول, صراع يلعب بوتر حساس, يدخل في إطار الطائفية والمناطقية وأشياء أخرى سولت لهم بها أنفسهم الطامحة لحكم اليمنيين الى الأبد, وإن كان على حطام أجسادهم وبيوتهم.
 
كثيرة هي المؤشرات التي كانت ممهدة للمخطط في التنفيذ, من صعدة, شمال البلاد, معقل الزيدية, التي لا تتجاوز الثلث من عدد اليمنيين, قاطبة, فبدأت المسألة هنا معكوسة تماماً.
 
 إذ من البدهي كما يقول متابعون, أن تكون الزيدية هي الأضعف لأنها الأقل في عدد السكان, وهناك من يستبعد استخدام الطائفية, لكن حدث عكس ذلك, وكما خطط له الانقلابيون بدقة.
 
 هُجرّت "دماج" القرية التي تقع في وادٍ جنوب شرق مدينة صعدة بشمال اليمن, وقتل الكثير من سكانها, وهنا نظر الى الأمر على أنه بداية التأسيس لداعش التي تستخدم التهجير القسري اليوم في العراق والشام..
 
بعد احتلال العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام الماضي , ظهر المخطط جلياً وواضحاً للعيان, انطلقت مليشيات وقوات التحالف الحوثي الصالحي, إلى مناطق شافعية, الذي زاد الاستهجان وعمق الغرابة لدى الناس.
 
 حيث وسكان هذه المناطق غالبيتهم, لا يفكرون هذا التفكير, الكثير منهم "نسوا" ماذا تعني الشافعية والزيدية, مُهد لذلك بحوادث قتل في أوساط الجنود, وبالسكاكين, لتكون ذريعة لهجوم الحرس الجمهوري وشريكته التي أسميت باللجان الشعبية, التي أخذت تقتل الشعب وبدم بارد, في الجوف ومأرب والبيضاء.
 
لم يتوقف الأمر , فقد سمح لهم بالدخول واختفت ما أسميت بالقاعدة حينها , لم يجدوا الحاضن لتفريخ مثل هذه الألعاب, التي قتلت مئات الآلاف في بلدان عربية أخرى.
 
 حلت الفرصة مع فرار رئيس الجمهورية إلى عدن, وبدأ التحدث باستعادة الشرعية والدولة المنهوبة من قبل جماعة الحوثي وصالح.. ليبدأوا مشروعهم في تفجير مسجدين في صنعاء, نتج عنه عشرات القتلى والجرحى, دون أن تخرج أي تقارير أو تحقيقات تؤكد من يقف خلف تلك الحوادث بصورة قاطعة.
 
جاء علي عبدالله صالح حينها مخاطباً أبناء تعز وعدن, ليكون الإعلان لقواته التوجه إلى هناك, ففي هاتين المحافظتين والثالثة الضالع, لا يمكن أبداً القبول بمخططات صالح العبثية, لإرث تاريخي ونضالي.. لكنه أي صالح خاض حرباً مفتوحة على كل شيء, على الإنسان والحجر, دمرت المنازل, وعاشت هذه المدن أكبر حالة نزوح تعرضت لها اليمن في تاريخها المعاصر..
 
تحت ذريعة داعش والقاعدة كان القتل والدمار والخراب ولا داعش بتاتاَ إلا في إعلام يروج لها, ظهر مقاتلو هذه المدن من عامة الناس وأعلنت قيادات المقاومة عن نفسها فكانت من الناس أنفسهم ومن السلطة المحلية في المحافظات.. خاض أبناء هذه المحافظات حرباً مصيرية, مع فارق التسليح, إلا أن النصر كان حليفهم, خصوصاً مع إسناد طائرات التحالف العربي..
 
نُسيت داعش تماماً واختفى قيادات الانقلابيين, من يقودون معركتهم على أبناء تعز والجنوب بصمت غير معترفين بالهزيمة ودون تنازل لخوض حوار, يحفظ ماء الوجه ويعيد الأمور إلى نصابها.
 
ذهول يرتاب الناس , حيث تحول مؤتمر "جنيف" الذي أردوا استثماره, بعد أن مهدت لهم الكثير من العوامل للعب سياسة أخرى, الأمم المتحدة نفسها أوصلتهم إلى العاصمة السويسرية, ولا نية لهم للتفاوض الجدي, غير اللعب بورقة القاعدة وداعش, فكانت أربعة مساجد وعشرات القتلى في أول أيام رمضان ومسجد آخر في الثالث منه..
 
أليس ما تقوم به جماعة الحوثي وصالح لا تخرج عن كونها لعبة وما يدار أيضاً هو لعبة يقول عنه أحد أبرز علماء الزيدية العلامة محمد عزان في صفحته "الفيسبوك": (لعبة تفجير السيارات المفخخة في المساجد لن تجعل الاشتباك في اليمن طائفياً، لسبب بسيط هو أن الخصومة في اليمن سياسية مهما كان قُبحها).
 
يبقى المواطن العادي في هذه الدوامة التي وجد نفسه فيها, فهو يبحث عن لقمة العيش, في وضع غابت فيه كل الخدمات من ماء وكهرباء وصحة, تتخطفه الأمراض والحروب.
 
 يبحث اليمني بإصرار عن مشروع ينتشله من مستنقع الانقلابيين, لا أن يغرق أكثر وفي مخططات لا قبل له بها من أمثال داعش وأخواتها.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24