الجمعة 05 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مسرحية "بيت العنكبوت" الجزء الثاني من المشهد الأول - عبدالله الإرياني
الساعة 10:52 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


عتيقة    : وعلمهم أضعف من كتن بيتنا..هل تعرف ليش؟ 
مودف    : ( يحك..ساخرا )..ليش؟!
عتيقة    : أنت قلت: غصبا عنك.
مودف    : ( مطرقا يفكر ) غصبا عني؟
( تدخل بشرى ( 20) عاما..زوجة ابنهم فرج..تقف ناكسة حزينة.)
عتيقة    : أهلا بزوجة ابني فرج..هل تذكر يوم أسميته فرج؟
مودف    : أذكر.
عتيقة    : كنت مستبشرة أن الله سيفرج علينا من الكتن..وزادت الكتن.
مودف    : الاسطوانه المشروخه.
عتيقة    : وهل تذكر يوم زف لنا فرج بشرى حبه لبنت جميله اسمها بشرى.
مودف    : ( يحك بملل ) أذكر..أذكر.
عتيقة    : وكانت البشرى أن زادت الكتن..مودفين كابر عن كابر.
بشرى    : ( تحك..بغيظ مكتوم ) أنا، أم بيتكم؟
( يدخل فرج اللحظة..لا هثا.)
فرج    : بشرى؟!
بشرى    : ( ساخرة ) بشرى؟! سمعت ما قالت أمك.
فرج    : ما قالت؟!
بشرى    : البشرى زادت بعدي الكتن.
عتيقة    : لم أقصد يا بنتي.
بشرى    : ( متجاهلة ) تذكر يوم التقينا أول مره.
فرج    : وهل أنسى ذلك اليوم؟ أحببتك من أول نظره، لحظة ما لمحتك عيني على شاطئ البحر.
بشرى    : وأنا لا أنكر..أحببتك من أول مره.
فرج    : وعرضت عليك الزواج.
بشرى    : قلت لي حينها: وسانقلك إلى عالم الحداثة: السيارة..ووووو الصالون الجديد.
فرج    : وهل كذبت؟
بشرى    : لم تكذب لكنها بدون معنى ( تحك )..والكتن.
فرج    : أجمل إجازة في حياتي عندما ذهبت وأبي إلى بيتكم وخطبناكِ.
بشرى    : ذكرتني ببيتنا القريب من البحر..متواضع لكنه مرتب، وأثاثه بسيط لكنه أنيق..والآن.؟
فرج    : والآن؟!
بشرى    : نقلنا له الكتن، وأمك قالت..قالت..
فرج    : قالت؟
بشرى    : أسأل أمك.
عتيقة    : ( تحتضن بشرى ) فهمتيني غلط.
بشرى    : غلط وأنت قلتي: كنت البشرى؟!
عتيقة    : وقلت عن انتصار، وفرج..كلكم أولادي.
بشرى    : هما من بطنك، أما أنا وكأني جلبت لكم النحس.
عتيقة    : وهما إذاً جلبا لنا النحس.
بشرى    : هما أم أنا؟
عتيقة    : كلكم أولادي.
بشرى    : ونقلتها يا فرج من هنا إلى بيت أبي.
فرج    : البيت واحد، هنا وهناك.
بشرى    : ( تحك ) وأنا لا أريد الاثنين.
فرج    : هل تذكرين أيام الخطبة؟
بشرى    : أنا أريد بيت بدون كتن، وأنت تريد أيام الخطبة..تتجاهلني، فهل ما زلت تحبني؟
فرج    : أحبك..أحبك.
بشرى    : فلمَ تجاهلت إرادتي؟
فرج    : الأول نتذكر أيام الخطبة، ثم إرادتك.
بشرى    : لماذا؟
فرج    : ستحرق المفاجأة.
بشرى    : المفاجأة؟!
فرج    : نعم.
بشرى    : ( ترمقه بعين شاردة )..هيا نتذكر.
فرج    : تذكرين ونحن نتمشى على شاطئ البحر.
بشرى    : أذكر.
فرج    : وأنا أهمس بأذنك: أنتِ حبي الأول، والأول لا يموت أبدا.
بشرى    : رديت عليك: لا شيء يدوم.
فرج    : رديت عليك: إلا الحب الأول.
بشرى    : رديت عليك: الموت حق.
فرج    : رديت: نموت ولا يموت حبنا الأول.
بشرى    : سألتك: كيف؟
فرج    : يعيش في جينات أولادنا.
بشرى    : سألتك: وإذا لم ننجب أولادا؟
فرج    : يبقى أثر خالد موسوما على موجات البحر، قمم وبطون الجبال.
بشرى    : سحرتني حينها بكلامك.
فرج    : وأنا كنت، وما زلت مسحورا بجمالك ونبرات صوتك.
بشرى    : ( ترمقه بعين حالمة ) فهل آن الأوان لننجب..جينات الأولاد أجمل في حياتنا.
فرج    : قريبا ستمتنعين عن حبوب منع الحمل.
بشرى    : قريب ؟!
فرج    : وهنا المفاجأة.
بشرى    : هيا..شوقتني.
فرج    : حصلت على سيارة صالون آخر موديل.
بشرى    : من أين ؟
فرج    : مش مهم..والمفاجأة الثانية: سأنتهي من بيتنا الفخم بعد عام..بدون كتن، وتحيطه حديقة واسعة.
بشرى    : فتح الله عليك ونحن في بيت الكتن؟!
مودف    : بس خلاص نفذ صبري.
عتيقة    : وأنا لم ينفذ، سمعت كل ما دار بينهما.
مودف    : وأنا ( يحك ) ولا سمعت شيء؟!
عتيقة    : المودف: لا يسمع، لا يرى، ولا يتكلم..يحك وبس.
مودف    : جرحتيني.
عتيقة    : جرحك معك..وخلينا نسمع كيف فتح الله عليك؟
مودف    : أنا ؟!
عتيقة    : هههه على المودف!..أنت يا فرج.
فرج    : أفرحي لي يا ماه وبس
عتيقة    : مجرد سؤال يا فرج: كيف فتح الله عليك؟
فرج    : بدون سؤال.
عتيقة    : لا حول ولا قوة إلا بالله.
فرج    : لا حول.؟
عتيقة    : كنا نردك فرجا على بيتنا، فكنت لنفسك بس.
فرج    : لن أنساكم: أمي وأبي..زغردي يا أماه.
عتيقة    : ومستغربة!
فرج    : لا غريب إلا الشيطان.
عتيقة    : يا شيطان!
فرج    : أبنك..حبيبك.
عتيقة    : أدلعك.
فرج    : شكرا..يا قرة عيني.
عتيقة    : ومستغربة.
فرج    : ( بغيظ مكتوم ) طيب ليش؟
عتيقة    : بعد أكثر من ثلاثين سنه، كلها تعب وشقاء ما معنا إلا هذا البيت ذي ورثه من جدك..وسيارة
              قديمه..والكتن، وأنت يا شيطان بلمح البصر.
فرج    : الحمد لله..أفرحي لأبنك أفرحي.
عتيقة    : الحمد لله..( تحدجه بنظرة جديدة )..وقلي يا فرج قلي.
فرج    : أأمريني.
عتيقة    : ولا مره أبصرتك تحك..سبحان الله ومن يوم كنت بحضني أرضعك من صدري.
بشرى    : صحيح يا فرج ليش ما تحك؟
عتيقة    : ومرتك ذي ذي تنام معك على سرير واحد شاهده.
فرج    : هههه أخيرا ذكرتم؟
عتيقة    : نعم..ما كنت أبصر في أبني إلا الشاب الوسيم، والأمل في أن يخلصنا من الكتن.
فرج    : وأنا لم أكن أبصر في أمي إلا زوجة المودف..المسكين.
عتيقة    : ليتك أبصرت المودف المحترم..الصابر..المحتسب.
مودف    : ( يكاد يجهش بالبكاء ) والمودف بابنه.
بشرى    : بس خلاص..ولماذا لا تحك؟
فرج    : ............................
عتيقة    : جاوب على السؤال..فرج ابني حبيبي في كل حال.
فرج    : صحيح يا ماه.
عتيقة    : صحيح..جاوب.
يتبع

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24