الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
إيرادات القواطر تشقّ صفّ "الشرعية"!
الساعة 19:29 (الرأي برس - العربي )

تصاعدت حدّة الخلافات بين محافظ الجوف، حسين العجي العواضي، وبين منسّقية "شباب ثورة 11 فبراير" المحسوبة على حزب "الإصلاح"، وذلك على خلفية تهم فساد وُجّهت للمحافظ. نَظّمت المنسّقية وقفات احتجاجية وتظاهرات، طالبت برحيل العواضي، قائلة إن الهدف من تحرّكاتها "كشف فساد السلطة المحلّية في الجوف، ممثّلة بمحافظ المحافظة، في ما عُرف بقضية إيرادت قواطر المشتقّات النفطية، المقدّرة ب 624 مليون ريال". قضيةٌ يُضاف إليها رفض العواضي تغيير مدراء عموم مكاتب تنفيذية، محسوبين على حزب "المؤتمر"، واستبدالهم بمرشّحين من قبل القياديَّين في "الإصلاح"، الحسن أبكر، وأمين العكيمي، بحجّة أن "المرحلة تتطلّب التوافق وانتظار نتائج مشاورات الكويت".

أرقام المنسّقية
تلفت منسّقية "شباب الثورة" إلى أنّهم "نظّموا العديد من الفعّاليّات الإحتجاجية، والتقوا بقيادات في المنطقة العسكرية السادسة، وقادة الألوية العسكرية، وقيادة المقاومة، لوضع حدّ لفساد المحافظ، ولكنّهم لم يجدوا أيّ تجاوب مع مطالبهم المشروعة، ما اضطّرهم للخروج في تظاهرات، وتنظيم مسيرة". وتؤكّد المنسّقية، أنّها "مستمرّة في التصعيد حتى تتحقّق كامل أهداف الثورة في المحافظة". 
"العربي" حصل على نسخة من تقرير المنسّقية بشأن ما سمّته "الفساد الممارس في قضية القواطر المهرّبة عبر الجوف، والمحملة بالمشتقّات النفطية". كشف التقرير "تحصيل مبلغ 624 مليون ريال من رسوم فرضتها المقاومة على القاطرات، وذلك منذ بداية العام الجاري". كما يكشف "اتّفاق قيادة المقاومة في الجوف، مع محافظها، في منزل الشيخ أمين العكيمي، على صرف المبلغ وتوزيعه كالتالي:
نسبة الجيش والمقاومة 60% أي ما قيمته 374400000 374 مليون و400 ألف ريال.
نسبة الإغاثة 20% أي 124 مليون ريال.
نسبة السلطة المحلّية 20% أي 124 مليون ريال، أيضاً.

لكن ناطق "منسقية الثورة"، سعيد العصّار، ادّعى، في مؤتمر صحافي عقده في قاعة المجمّع الحكومي في المحافظة، أن "المحافظ العواضي انقلب على الإتّفاق، وقام بصرف جميع المبالغ بحسب رؤيته الشخصية".

وثائق وأرقام مضادّة
في المقابل، وزّع العواضي، على الحاضرين في المؤتمر، نسخاً لاتّفاقات قال إنّه وقّعها مع قيادة "المقاومة"، بشأن آلية تحصيل رسوم القواطر المهرّبة. تتضمّن بعض وثائق المحافظ رسالة من أركان اللواء 101، علي الهدي، تطالب باستحقاق مالي لـ41 "شهيداً"، وكشفاً بأسمائهم. فيما تكشف وثيقة أخرى استلام المسؤول المالي لأسر "الشهداء" مبلغ 17 مليون و300 ألف ريال. 
ووعد العواضي بكشف المزيد من الوثائق والمحاضر التي "تدحض زيف تهم الفساد الموجّهة من قبل المبتزّين والإقصائيّين. ووصف السكرتير الصحافي للمحافظ، في تصريح لـ"العربي"، هذه التهم بـ"الباطلة"، مشيراً إلى أن "جوهر الخلاف يكمن في رفض المحافط قوائم مرشّحين من حزب الإصلاح، لشغل مناصب إدارية في المحافظة، لا تنطبق عليهم الشروط، ولا يوجد مبرّر لتغيير المدراء الذين تطالب قيادة الإصلاح بإزاحتهم". يرفض العواضي تغيير مدراء عموم مكاتب تنفيذية محسوبين على حزب "المؤتمر"

إصطفاف حزبي 
السبت الفائت، بعث القيادي في حزب الإصلاح، الحسن أبكر، رسالة يساند فيها خروج شباب "منسّقية الثورة" ضدّ المحافظ. وجاء في الرسالة: "أنتم فخرنا وعزّنا وسلاحنا وسندنا إذا قلّ السند. وأقسم بالله أنّكم في كفّة والدنيا كلّها في كفّة، ولايمكن أن نخذلكم لمحافظ أو دولة داعمة أو غير داعمة لو أكلنا التراب". 

ثم، يدخل "اشتراكي" الجوف على خطّ الأزمة، مصدراً بيان استنكار لما وصفها بـ"الحملة الإعلامية الموجّهة ضدّ العجي"، معتبراً "استهداف رئيس السلطة المحلّية في المحافظة تقويضاً لمؤسّسات الشرعية، التي تناضل الكثير من القوى الوطنية لاستعادتها".
ليكتمل تسييس القضية ببيان مضادّ من فرع "البعث العربي الإشتراكي"، أعلن فيه الوقوف مع منسّقية "شباب الثورة" في الجوف"، عادّاً "تصرّف المحافظ باقتحام المؤتمر الصحافي للمنسّقية، تصرّفاً غير مسؤول".

زحمة في المنصّة وإشهار للبنادق
فجأة، ظهر العواضي في المؤتمر الصحافي لمنسّقية "الثورة"، وشقّ طريقه إلى المنصّة متبوعاً بمرافقيه، ليأخذ مقعداً بجوار قيادة المنسّقية، التي لم تكمل مؤتمرها. يخيّم الصمت في القاعة، ويمسك المحافظ بالمايكرفون، ويعلن بدء مؤتمر صحفي له. يسود الهرج والمرج والمشادّات الكلامية بين المحافظ وبين قيادة المنسّقية، التي طالبته بالنزول من المنصّة حتّى إكمال مؤتمرها، في حين طالبها هو بالنزول إلى القاعة، والإستماع إلى مؤتمره. 

إرتفعت حدّة الخلافات، وأُشهرت البنادق من قبل مسلّحين يتبعون الطرفين. لا وسيط لفضّ الإشتباك، والمحافظ لا يزال مصرّاً على موقفه. تنسحب قيادة المنسّقية من المنصّة، وشبابها من القاعة، مردّدين هتافات برحيل المحافظ، ويستكملون مؤتمرهم الصحافي خارج سور المجمّع الحكومي، حيث استعرض عضو المنسّقية، محسن ناهض، ماقال إنّها نماذج الفساد الممارس في قضية القاطرات المهرّبة، ومن ذلك:
الرصيد المتبقّي، من إجماليّ المبلغ، 11 أحد عشر مليون و800 ألف ريال فقط.
سحب المبالغ المودعة عند الصرّاف، حسن فرحان وقاد، وإيصالها إلى مديرية الجوبة في محافظة مأرب.

قيام المحافظ بصرف مخصّصات الجبهات والمخصّصات الإنسانية، من دون الرجوع إلى اللجنة.
سحب أكثر من 40 مليوناً من المبالغ المورّدة للصرّاف حسن فرحان، والتوجيه بتسجيلها عجزاً.
ممارسة عملية احتيال في إسناد القبض من قبل لجنة الصرف، والتحايل على الكمّيات المورّدة، وتوريد مبالغ مالية من دون الرجوع إلى دفاتر التحصيل.

تسجيل مبلغ 12 مليون و300 ألف ريال باسم مكافآت شفوية، بتوجيه من المحافظ.
ترميم شقة المحافظ بمبلغ 3 ملايين و541 ألف و350 ريالاً.
صرف مليون و200 ألف ريال لشراء إطارات لسيّارات المحافظ.
صرف مليون ريال لإعلاميين.

صرف مليون و500 ألف ريال تعويضات رواتب لموظّفين من خارج المحافظة، ومن أقرباء المحافظ.
صرف مليون و100 ألف ريال لصيانة طريق المخدرة - صرواح في مأرب.
مليون و500 ألف بيد شيخ من البيضاء.
مليونا ريال صرفيات للمحافظ أثناء سفره لمأرب، بواسطة يحيى مجلي.
3 ملايين و670 ألفاً مصروفات، من دون ذكر أوجه الصرف.
مليون ريال مصروفة للسكرتير الصحلفي للمحافظ، يوسف حازب، على دفعتين.
تكرار عملية التسجيل للأشخاص أنفسهم، وبالمبالغ عينها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24