الثلاثاء 25 يونيو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
شاعرٌ يحمل روحاً شامخة أصلها ثابت وفرعها في السماء
"البخيتي" على مشارف الموت وأدباء وكتاب اليمن يحملون وزارة الثقافة المسئولية ويصفونها بالمعاقة
الساعة 21:11 (الرأي برس ـ منيف الهلالي)

يعاني الشاعر الثائر/ أنور داعر البخيتي من السوس الذي يعبث برأسه الذي حمل مشروعاً أدبياً يضيء وطناً اجتاحته العتمة من كل جوانبه، فيما تظل وزارة الثقافة غائبة تماماً عن قضايا المبدعين وآلامهم التي باتت توابيت تحملهم إلى المقابر.

وحول هذا الموضوع عبر لــــ"الرأي برس" عدد من الأدباء والكتاب اليمنيين عن بالغ حزنهم للحال الذي وصل إليه المبدع اليمني في ظل وجود وزارة معاقة لا تعي دورها الحقيقي حيال قضاياه، بل تبقى غارقة في الفساد الذي جلبته سلطة الأمر الواقع، مطالبين بصرخة جماعية في وجه القبح وعدم ترك الزميل البخيتي وحيداً يواجه معركته مع الألم كجندي أعزل.

في البداية تحدث الشاعر أحمد المعرسي عن الشاعر/ أنور البخيتي بالقول:"إنه شاعرٌ يحمل روحاً شامخة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولن أكون مبالغاً إن قلت بأن الشاعر/ أنور البخيتي يحمل مشروعاً أدبياً مختلفاً عن مشاريع أبناء جيله". 

وأضاف: "كم يحزنني أن هذا الشاعر الشامخ المعتدُ بنفسه يصارع الموت في ظل سلطات سياسية لا تحتفي سوى بالقتلة واللصوص، وفي ظل صمت مخزٍ من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، ووزارة الثقافة". 

ووجه المعرسي رسالة إلى الأطياف السياسية المتناحرة على السلطة قائلاً: "أنور البخيتي، هذا الشاعر الوطني، يمثل امتحاناً لما تبقى فيكم من إنسانية ووطنية".

من جهته تحدث الكاتب أحمد طارش خرصان بحرقة عن الوضع المزري الذي وصل إليه حال الأدباء والمثقفين، قائلاً: "تتضاءل فرص النجاة، وتتحول الأحلام إلى مرويات موجعة ومفجعة، وتكاد الحياة أن تتحول إلى قيمة فائضة، متى أدركنا المآلات القسرية التي نندفع للسير فيها بأمل مثقوب وأمنية هشة".

وأضاف خرصان مخاطباً الجهة المسئولة عن الإبداع والمبدعين بالقول:" فقدت وزارة الثقافة وظيفتها الحقيقية، وتحولت في الأونة الأخيرة إلى ما يشبه منصة لإطلاق التعيينات الفاضحة والمقيتة، في حين أدارت ظهرها للمبدعين والمثقفين وأوجاعهم".

وأشار خرصان إلى أن السوس ينخر رأساً مكتظاً بالجمال والأحلام البريئة، وتصبح حياة الشاعر/ أنور داعر البخيتي عرضة للمصادرة والرحيل، بينما نرتدي الصمت ولا يدفعنا ذلك للصراخ بوجه القبح- حد تعبيره.

واستطرد: "أن يواجه الشاعر الجميل أنور داعر البخيتي، كجندي أعزل، معركته مع الألم، فذلك مدعاة لأن تصب جام غضبك على هذا العالم".. مطالباً الجميع الوقوف إلى جانب البخيتي ابتداءً بوزارة الثقافة واتحاد الأدباء وسلطة الأمر الواقع.

كما طالب خرصان، في ختام حديثة، من أسماهم  (المتخمون بالشلل الأخلاقي) أن يدركوا أن الشاعر/ أنور داعر البخيتي ليس سوى عينة من وطن مزدحم بالعلل والعاهات مؤكداً  بأن استعادة حياته
مقدمة نبيلة لاستعادة الوطن، الوطن الذي أسلمناه، ذات خلل، إلى أيدي الفوضى واللصوص والقداسات السيئة والمتهالكة- حسب وصفه.

القاص حامد الفقية كان له رأي آخر؛ إذ طالب في بداية حديثه رفاق الحرف بالتعاون لإنقاذ حياة الزميل/ أنور داعر البخيتي ولو من رواتبهم ونحن على مقربة من راتب رمضان، كون مناشدة وزارة الثقافة هي بمثابة عبثية لا مجدية، وبالمقابل صحة الشاعر البخيتي في تدهور- حد قوله.

وعن وزارة الثقافة ودورها قال القفية:" فيما يخص وزارة الوكلاء هي معاقة منذ أمد، فهي تهمتنا الأزلية أن للمثقف وزارة وصندوقاً وميزانية، وكل ذلك هو باب للفساد عبر بوابة المثقف..
نتذكر جميعاً الأدباء الذين قضوا خلال ثلاث سنوات ونحن نقف ننادي في مثل هذا الوجع، نصرخ وننادي ولكننا كمن ينفخ في قربه مثقوبة".

وأضاف:"الأديب والمثقف يموت، يحتضر، يجوع، يتوقف نتاجه ويتراكم إبداعه حتى تأكله الأرضة، ووزارة المثقفين تستأجر مبانٍ بما يعادل طباعة مئات الأعمال بإيجار عام واحد.. وما زاد الطين بلة اليوم هو أن تماطل في حياة الزميل، أنور وصحته وتفتح أحد عشر باباً للفساد عبر تعيين 11وكيلاً، وبالتالي 11 اعتماداً وتوجيهاً ومقربين وووو الخ.. والصاعقة أن الأسماء المباركة من سلطة الأمر الواقع طلعت شلة الزوامل وما نبالي.. هذه صفعة في وجه المبشرين بمنصف العصر وحامي الحمى"..

وختم الفقية حديثه بالقول:" إنني هنا أستعيد ما نادينا به منذ العام 2011، بإلغاء وزارة التهمة هذه واعتماد ميزانية عبر صندوق جدير يضمن وصولية الدعم والإسناد للمنتديات والمنظمات الثقافية الفاعلة، ودعم النتاج المكتوب للمثقف.. إنه  لا أمل لي بتاتاً في وزارة الوكلاء في فعل الإنقاذ، لأنها مشغولة بعرس العرسان الجدد وتأمين مستحقاتهم، وكل ذلك من خيرية المثقف المبارك".

من جهته قال الناقد علي أحمد عبده قاسم: "إن مؤسساتنا الثقافية منذ زمن هي ميتة أو شبه ميتة،  مقصرة حد النكران لأدوارها التى هي  صُلب وجوهر واجباتها).

 وتسائل بألم وحرقة: متى رأينا من الوزارة أدواراً تستحق الذكر؟، ومتى رأينا المؤسسات الثقافية تأخذ بيد المبدعين في أيام الاستقرار، وزمن الاضطرابات والفوضى تتعلل بشحة الامكانيات؟، متى رأينا الدولة تولي جل الاهتمام بالفكر والثقافة؟.. مستطرداً:( بل إن ميزانية الفكر هي أقل الميزانيات  بين ميزانية الدولة والرؤية لها رقص وتمثيل).

وعن المبدعين والمواقف المجحفة بحقهم، استغرب  قاسم، بتساؤلات تضاف للتساؤلات السابقة:( إذا أصيب المبدع بحادث أو مرض يتم التشهير به وإظهار معاناته في الصحف وشبكات التواصل الإجتماعي، فلماذا هذا التشهير؟، أليس لهذا المبدع حقوق؟، أليس له قانون يعطيه هذا الحق؟، متى يعطى هذا المبدع حقه دون تشهير ودون هتك الستر الذي يعيشه؟)..

مختتماً حديثه:( يجب أن تتبنى هذه القضية المتكررة جهة تضمن هذا الحق دون تشهير ودون المساس بكرامة المبدع، حتى في حال وقوع  الكوارث).

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24