الاربعاء 03 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
رماد - عبدالله أحمد حسين
الساعة 18:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


اشتدتْ وطأةُ البردِ عليه, بعد أنْ أخذتْ نيرانُ موقدِه تتلاشى؛ فقد نَفَدَ ما لديهِ من الفحْمِ مثلما نفدتْ نقودُه منْ قبل .. كادتْ النارُ أنْ تخْمد, أخذَ يقذفُ إليها بكلِ ما يُمكنُ أنْ يحْترق ممَّا تقعُ عليه يدُه في غرفتِه المتَّسخة ... وقعتْ يدُه على مخطوطةِ كتابِه الذي طالما حلُمَ بطباعتِه ونشرِه .. لم تطاوعْه نفسُه على المساسِ بتلك المخطوطة

امتدتْ يدُه إلى جيوبِ ملابِسه المتناثرة هنا وهناك, اسْتخرجَ كل ما فيها من قصاصاتٍ ورقية, ساهمتْ في إطالةِ عمر النيران, التي ما فتأتْ تتلاشى تدريجياً .. تناولَ مقصاً صدئاً كان ملقىً على أرضيةِ الغرفة .. أخذَ يقصُّ أطرافَ المخطوطةِ وهوامشَها حيثُ لا توجدُ كتابة, ومع مضي الوقتِ كانَ المقصُ قد أتى على كثيرٍ من أجزاءِ المخطوطةِ .. اقتصَّ العناوين وما حواليها من مساحاتٍ فارغة, وتلك المساحاتِ الفاصلة بين نصٍ وآخر... طال الليل .. اشتد البرد؛ فقررَ أنْ يمارسَ النقد لنصوصِه, لاستبعاد النصوص الضعيفة من المجموعة ... استمرت عملية النقد, فامتلأ الموقد بالرماد.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24