الأحد 23 يونيو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
لماذا تستهدف ميليشيا الحوثي "المؤتمر الشعبي العام" جناح صالح في صنعاء ؟ «تقرير مفصل»
الساعة 19:35 (الرأي برس ـ الموقع ـ وئام عبدالمللك)

كثّف الحوثيون مؤخرا من استهدافهم لقيادات وأعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام التابع لجناح الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء، وذلك في مؤشر على تصاعد حدة الخلاف بين الطرفين اللذين يجمعهما تحالف واحد.

وبلغت تلك الخلافات ذروتها، بعد استهداف مليشيا الحوثي الانقلابية، لوزراء فيما يسمى بـ"حكومة الإنقاذ الوطني" التي شكلها الحوثيون وصالح مناصفة نهاية العام الماضي، إضافة إلى رفع شكاوى بإعلاميين مؤتمريين إلى نيابة الصحافة والمطبوعات من قبل قيادات حوثية.
 
ودفعت تلك التصرفات مجلس النواب المصنف على حزب المؤتمر إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة الاعتداءات التي تطال قيادات مؤتمرية من وقت لآخر، سواء في الحكومة المشكلة بين الجانبين، أو القيادات الإعلامية المنتمية لحزب المؤتمر.
 
تفرد بالسلطة ولي ذراع
 يعتبر الإعلامي في حزب المؤتمر كامل الخوذاني أن حملات الإساءة والاستهداف التي تطال جَمِيعَ الاعضاء فِي وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء دليل تخبط يعانيه ويعايشه الحوثيون.
 
وعن توقيت استهداف الحوثيين للمؤتمريين، بيَّن لـ"صحيفة البيان" أنه ظَهِرَ وَكَشْفُ وَبَانُ بعد إِبْلاغ تشكيل المجلس السياسي، والمطالبة بخروج ما تسمى بـ"اللجان الثورية" المسلحة المسيطرة على المؤسسات، وتركها للمشهد السياسي وقرار رئاسة السلطة والسيطرة على مفاصل الدولة.
 
ويضيف في تصريحه لـ"صحيفة البيان": "وهو الأمر الذي عدَّته اللجان الثورية ومشرفيها الفاسدين (أحد أجنحة الحوثيين)، استهدافا لهم، ما دفعهم لحالة من التخبط، ومحاولة إثبات وجودهم وبقائهم عن طريق تلك الممارسات التي وصل بعضها للاستهداف المسلح، لإجبار المؤتمر على التراجع والانزواء أو الانسحاب من المجلس السياسي والحكومة، لينفردوا بالسلطة كذلك علي الجانب الأخر كان سابقا".
 
وينظر إعلاميون في حزب المؤتمر إلى تلك الممارسات باعتبارها دليلا واضحا أن جماعة الحوثي لا تؤمن بالشراكة، ولا تهتم بمصلحة صنعاء قدر اهتمامها بالتفرد بالسلطة، على حد تعبير الخوذاني.
 
الخوذاني والذي رفعت بحقه هو الآخر دعوة قضائية وتعرض للملاحقة، رَسَّخَ أن الحوثيين حريصون على الحصول على موارد وايرادات الدولة والسلطة، وإن كانت لا تخضع سوى محافظتين أو ثلاث لسيطرتهم، وسواء عبر إشعال حرب شوارع بينهم وكل الأطراف حتى تلك المصنفة كحليف لها مثل حزب المؤتمر.
 
وظهر الرئيس المخلوع صالح في أكثر من خطاب داعيا أنصاره إلى عدم الانجرار، وتهدئة حدة الخلافات مع الحوثيين، لتوحيد ما يسمى بالجبهة الداخلية.

ويرتبط حزب المؤتمر في صنعاء بتحالف سياسي في ما يسمى "المجلس السياسي"، و"حكومة الإنقاذ"، وتحالف عسكري ميداني.

توقيت غير مناسب للرد
 يذهب الكاتب الصحفي فؤاد مسعد إلى أن الظروف التي يمر بها الحوثيون وصالح، أجبرت كل طرف على التعايش مع الآخر، ليس رغبة في ذلك ولكنها ضرورة الحرب، فعملا معا على تأجيل خلافاتهما حتى تتغير الظروف.
 
غير أن ثمة متغير رجح الكفة لصالح الحوثيين -كذلك علي الجانب الأخر يعتقد مسعد في حديثه لـ"صحيفة البيان"- وحَكَى فِي غُضُونٌ قليل بأنهم أصبحوا مؤخرا قادرين على إلحاق الضرر بحليفهم، ولم يتورعوا عن استهداف أتباع صالح بكل الوسائل الممكنة.
 
ولا يزال صالح وبدافع من رغبته في إظهار جبهته الداخلية متماسكة، يقنع أتباعه بالتحمل والصبر، لأن ما يواجهونه من قبل التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية أهم وأكثر خطورة، حسب مسعد.
 
وتطرق إلى تباين وجهتي نظر أَغْلِبُ أنصار صالح والحوثيين، فأتباع الأول يرون أن اعتداءات الحوثيين عليهم مجرد نيران صديقة ستتوقف، بينما يعتقد الطرف الثاني أن أنصار الرئيس المخلوع متواطئين في تِلْكَ الحرب ويجب معاقبتهم كل بما يستحق.
 
ولا يستبعد الكاتب الصحفي مسعد أن تطال اعتداءاتهم القادمة صالح نفسه، فهو يظل قاتل سيدهم حسين الحوثي مؤسس الحركة الحوثية.
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24