الاربعاء 08 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ...........والقلم
جمال القُبح !! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




كنا نتابع باهتمام في قاعة اللجنه المركزيه للحزب الاشتراكي – حيث غابت القيادات - الفيديو الذي يتحدث فيه بعض الاخوه عن محمد عبد الوهاب القاضي , كانت عقارب الساعة تشير الى الحادية عشره ربما , ولاول مرة اجلس في الصف الاول , ولاول مرة احس بالغربه !!! , ولاول مرة اغبط بالورود من اخرج وطبع كتاب (( تاج اليسار )) ملمح من حياة القاضي الحافلة بالانسانية المضمخة بطيبة جداتنا القرويات من غمرن ارواحنا برائحة الارض وطعم  الدخن . 
 

في هذه البلاد , يؤلف كثيرون كتبا مهمه , فتقتل بالاغلفه القميئه , والاخراج الرديئ , فتحس بالغصة لحظة ان تمسك الكتاب المهم , وتدرك حينها الفرق بين كتب (( دبي الثقافية )) الموؤودة كمجلة تميزت وفاح ريحها , ليقرر العربان كالعادة انهم ليسوا بمستوى الكلمة السمو , بل يبدوا انهم ضاقوا من الحرف الوضاء من المقالح حتى ادونيس وما بينهما من جواهر الكلم !!! , ببساطه لاننا نصدر المشاريع لحظة البهجة , نقتلها في لحظة مزاج شخصيه , ما يشي باننا لا نمتلك رؤية للواضع والموضوع !!! . 
 

دمعت روحي وانا احدث فيصل هامسا : يحيى العلفي زميلنا مات , واضفت : مات جوعا , قال الاستاذ فيصل سعيد فارع الاهيل والاخ والصديق : رجاء تسكت , ففهمت ان الجوع يقهر احساس الرجال , تلك حقيقة , اتذكر اللحظة ان محمد الزبيدي ومحمد يحيى الزبير ويحيى البشاري ماتوا كرامة , يعني ماتوا جوعا , وانا ابحث اللحظة عن صديقي وزميلي وقبلهما احد اساتذتنا المظلومين : اين محمد اليازلي !!! . 
 

عدت اقول له , لفيصل : حسن عبد الوارث امس الليل احسست ان حرفه يبكي , وانا بكيت العلفي بحرقه , برغم انه كان (( يطلع روحي )) , لكن اللحظة التي تزاملنا فيها , كانت لحظة قيم , وليست لحظة نظام افضل !!! . 
تلك اللحظة كان حتى السرق فيها اوفياء اقصد من يسرق ليأكل , مش من سرقوا الارض والسماء !!! .

 

 كانت قيمنا ماتزال تحكم سلوكنا , الآن , هل اقول اننا بلا قيم ؟؟ , لا , ولن يكون صاحبي الذي اكتشف نفسه مؤخرا نموذجا انسانيا , بل هو النموذج الفج لسلوك النخب السياسية التي لا تتورع عن ان تقتلك وصولا الى اهدافها الموبوءه !!! . 
 

عدت اقول لفيصل : تلك اللحظة من الزمان حكمتنا وعُجنت بنا حتى القبح كان له وجه من الجمال ؟ علق : جميل ان يكون للقبح جمال , فهل هو كذلك ؟؟؟؟
كان عبد العزيز.... صديقي الرسام  في غرفتنا في موسكو يخرج الى الكلية , يقوم فجأه , ويترك كل شيئ كيفما قذفت به اللحظه , وعندما يعود مساء فيجد كل شيئ مرتب , اسمع صوته الى الحمام : انا داري منوا الكلب ابن الكلب الذي صلًح كل شيئ , هناك الاجريكي الرائع يشير بيده الى راسه علامة ان الزبيري ((مجنون)) ويخرج , اما (( اخفت )) ذلك الرائع القادم من سهول منغوليا والذي ارتكب (( جريمة )) ترتيب شرابات عبد العزيز , فيضل واقفا هناك ويردد (( عارك )) يا عزيز ولا يدري معناها !!! , يرد الزبيري : يا حقير يا اخفت عندما اترك كل شيئ كما هو احس بالحركه بالحياه , عندما ترتب كل شيئ تصبح الحياة ممله رتيبه !!! .

 

 د. عبد العظيم رمضان اول من تحدث عن جمال القبح في اكتوبر المصريه ايام انيس منصور ابان حكم السادات , وظل لسنوات يبحث عن قبح لجمال عبد الناصر , فلم يجد !!! , حاول ان يُخرج من حياة عبد الناصر (( عُيوب البغلة )) كما كانت جدتي نعمه تقول , فلم يجد , فعاد يتحدث عن جمال القبح ولا تدري هل كان يقصد الجمال القيمة او جمال عبد الناصر  !!! , لكنه وصل الى لحظة اجبرته ان يقول : الا جنازة عبد الناصر فتحتاج الى بحث ودراسه , لان خروج الناس كان عظيما وتلقائيا , هل اعترافه بذلك يعني جمال القبح ؟؟؟. 
كانت لحظتنا ايامها لحظة قيم جميله , رجالها في البيوت او في القبور , ونحن نسعى !!! . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

4  اكتوبر 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24