الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن .........والقلم
سر المطر !!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:11 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

يوم امس الاول بدأ با ((الدبور )) ، وانتهى بالبهجه ...كيف؟ ….
صحوت مبكرا ، عرضت ركبتي المتعبه على شمس السابعه ...مررت على اصحابي في الفيس والواتس ، لا حظت أن كثيرين لم يعودوا يكتفون بتهنئة الجمعه ...بل إن تهنئة الصباح أصبحت شبيه قهوة الصباح ، وللأمر وجهين ..أولاهما الفراغ الذي يجبرك على أن تتذكر دين جدك كما كانت جدتي تقول ….والوجه الأخر الاحساس بالامان ….

عند التاسعه صباحا انتصب امامي السؤال اليومي الاقسى مرة أخرى : ماذا افعل ؟ أين أذهب ؟...
بيني وبينكم عدت إلى فراشي وإلى الثانية عشره ظهرا ….لاجد السؤال ماذا افعل امامي مرة أخرى.. لكنني رديت :

سأكتب عمودي ...وهي اجمل لحظات اليوم ….قلص شاهي يعدل ما اعوج من المزاج ...وقلم بدأ يسيل بعد الانقطاع القصير ، هنا لا بد أن انوه إلى أن الكاتب مثل لاعب كرة القدم ، قبل أن يعود إلى اللعب ،فلابد من التسخين ….

الآن احس انني في قمة لياقتي ، ومستعد للدوري والكاس …

سر المطر ، تلك البهجة التي تجتاح كل ذرة من الكيان ...اعرفها ، اعلمها ، اتذكر وجه جدتي ، والرعيه في قريتنا ، على وجوههم ترى صباح اليوم التالي للمطر ...سنابل ...وسبول دخن ...واسترخاء تراه في تراجع حدة المشاكل بين الناس …

تراهم يضحكون ، يستبشرون بموسم الخير ((اليوم يوم الذري…. واتهردي يا غبرا )) ..
وعند أن تصبح الصبح من سقف الدار فتسمع تلك المواويل اهزوجة ولا احلى تتردد في الطرقات ...ومن أفواه حتى الأبقار …تكون الأرض تستعد لوضع العرقوص على جبهتها …..

هو سر المطر الذي لا يدركه سوى المعجون بتربة الأرض ، من يسكن الجفاف أعماقهم ترى وجوههم صحارى يسكنها الغبار !!!...لا يجيدون لغة الاخضرار ….

عند حوالي الرابعة عصرا سمعت نقرات تدركها اذناي سريعا ، فانا قروي حتى العمق ، ليس بالمعنى السياسي الفج ، بل كما يقول البردوني حين يسأل عن صحة انتمائه لليسار فيقولها ضاحكا : انا انتمي لليسار اليسير )) ، أنا انتمي لجدتي التي كانت ولا تزال تسكن روحي خضرة ومحاجين …

اطليت بنظري عبر الزجاج ، كان هو ماغيره المطر يخفف جفاف النفوس ، ويذري في العيون حبات قمح تزهر محاجين، وضحكات اطفال …

يفعل المطر في أنفسنا ما لا يستطيع غيره أن يفعل ، فيحيلنا الى اقواس قزح ملونه ، وسيول من الفرح تدردش في أعماقنا زنينة كل صبح وفجر وغبش ….

صباح اليوم خرجت ، فوجدت مطر الامس في عيون من قابلتهم …
أحسست بالابتسامه الجماعيه تغطي الوجوه ، تتغلب على الوجع ….
لاشيئ كالمطر يصنع الفرح …
اذكر المطر الهاطل من على كتفي صبر يغسل تعز ...يحيلها جنات تجري من تحتها الانهار …
اذكرالاخضرار يهمي من عيني حده ...يحيل النهدين إلى واحة من سبائك ذهب …

هو المطر سر الاسرار ...لا يدركه سوى من قلوبهم انهار وبحيرات ..

لله الامر من قبل ومن بعد .

21 فبراير 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24