الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….والقلم
صاحبي مات … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:03 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



31 مايو 2018
 

صعقت برغم إيماني بالموت خاتمة للحياه …
لكنني انسان من مشاعر وأحاسيس ويؤلمني أن يذهب الواحد في لحظة اعرف أن الوجع وصل فيها إلى المعدة وإلى العظام …
عبده العزعزي أو صهير المساح غادرنا بدون إستئذان إن صح التعبير ، وأن يغادر العزعزي هكذا فيعني أن ثمة خطأما في هذا الكون …
والعزعزي أحد الذين نحتوا الصخر من أجل حفظ الكرامة الشخصيه ، حاول هنا وهناك وهنالك بكل ما أوتي من قوه ليعيش كريما ، فاستطاع ، حتى أتى الظرف الذي يقتل الناس جميعا بدون اذن ..

 

عبده العزعزي خريج هندسة المدرسة الفنية الصينيه تذرذرت ذكرياتنا معا بين بيوت المساح في صنعاء اينما حل او رحل …
كان رحمه الله فوضويا، وهذا النوع من البشريكون ودودا ، كريما ، شجاعا ، لكن الحظ دائما ما يقف ضده ….

 

لم يسكن المساح في أي بيت الا وكنا معه ...العزعزي ، محسن الرداعي ، علي عبد الحميد الحمادي سلام الله عليه إلى أين يكون ، اعلم انه اذا قرأاحرفي فسيبكي طويلا على عبده العزعزي الفوضوي المبدئي والموقف كما كان يردد صاحبنا المشترك ايضا من نحت الصخور احمد سيف الحمادي من أجل الكرامة الشخصية ...إنظرإلى المبادئ والمواقف أين صاروا ياحمادي …!!!
 

عبده العزعزي من جيل مايزال يحاول أن يظل واقفا على رجليه ، يعمل بكل ما يستطيع على ألا يسقط، حتى لا تسقط معاني كثيره ، حتى لايسقط من نظرالى جيل العزعزي على أنه الجيل النموذج في كل شيء …
 

خوفي أن يتساقطوا تحت وطأة الضربات القوية للظروف نفسها التي قهرت المثقف الحقيقي وأجبرته على التواري ، ولم يعد قادرا حتى على تفسيرماحدث وما يحصل ….كل الأسئلة الكبيرة تظل بلا إجابات لأن القادرين غابوا أو غيبوا ...لا فرق …
 

من العزاعز إلى صنعاء إلى موسكو إلى عدن ، توزعت حياة العزعزي ، وفي كل منعطف قصه، وفي كل منحنى سؤال ...وفي الافق لااجابة واحده ترضي السائلين …
ياروح ذلك الصديق العزيز العزعزي ظللي ارواحنا قبل أن نفقد الأمل الذي تشربناه في أزقة وشوارع صنعاء ، حلمنا الذي ظل هاديا لنا طوال تلك السنين التي تبرعم فيها الامل وقضى عليه نظام تسلط 33عاما أسس وبنى بديلا عن قيم تشربناها من الستينات والسبعينات فسادا لم يبقي ولم يذر ، سيظل ثقافة ووعي يطبعان حياة هذا البلد الى ماشاء الله ….لان لابديل له الاهوللاسف الذي ما بعده اسف !!!.

 

عبده العزعزي نموذج لمرحلة احلام عظيمه وأدها الفساد ، واعتلاها في الاخير الفاسدين ….
هل يمكن لنا أن نحلم مرة أخرى؟ المؤشرات تقول بلا …
هل غادرنا الامل نهائيا ولن يعود؟ ساترك الجواب لكم 

 

لكنني لن اترك حزني على عبده العزعزي وعلى مرحلة احلام عظيمه وأمل طالما ملأ أنفسنا ..
لن انسى ما حييت ذلك الوجه الضاحك حتى في أوقات الطفرالقاسيه ..حتى في أوقات القهر على قسوته …

 

نم يا صاحبي فليس هنا ما نبكي عليه إلا حلمنا …
وان ظهرنا عاجزين ...سنظل متمسكين بشروق الشمس في موعدها برغم كل ركام الغبار ..
نم بهدوء وانا اعرف سرك ...ولم ذهبت …
لاأملك إلا أن أقول سلاما على روحك ..فقط يا صاحبي كنت تودعنا على الاقل …
عليك سلام الله … ولروح الرداعي السلام ...سلام على الوهاس في فراشه ...سلام لعلي الحمادي رغم كل المعاناة والوجع ...ياحزني عليك وقهري
لله الامر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24