السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….والقلم
غاندي أو ((الساتيا جراها )) - عبد الرحمن بجاش
الساعة 11:12 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



5 يونيو 2018
 

هاأنا اهبط أو احط الرحال نهاية رحلة امتدت مما قبل العشرينات لانتهي بها قارئا هنا لكتاب تأثرت به إلى درجة انني امشي في الشارع احدث نفسي عن سيرة رجل كالمطر الذي لا يكتفي بان يهطل على مكان لوحده ، بل يغسل وجع الإنسان وألمه ويجدد حلمه وامله في كل اركان البلاد …
غاندي الرجل الذي أوقف نفسه باحثا عن الحقيقة ، وقال في نهاية كتابه (( غاندي السيرة الذاتيه …..قصة تجاربي مع الحقيقه )) أن الالاه هو الحقيقة المطلقه ، وظل طوال سنوات عمره يبحث عنه في الإنسان …

 

ذاك الرجل البسيط المتواضع من يتلقى الإهانات ويقابلها بالمحبه ...يتلقى الأمر بالسجن فيحيل الأمر الى حكايه جديده من حكايات (( الساتيا جراها)) حيث البحث عن الحقيقة واللاعنف والانتصارعلى الشهوات الدنيوية والتواضع الرد الأسمى الذي يكسب جماهيرجديده ومن كل الأديان والمعتقدات ...هندوس ..مسلمين ...سيخ ..مسيحيين ..عبدة البقر ...عبدة الأنهار ...عبدة الشمس والقمر ..جميعهم انعقدوا تحت لواء تسامح غاندي وغفرانه ، فحملوا الهند حتى استقلالها ….

احس انني تغيرت في اعماقي بعد هذه الرحلة عبر 663 صفحه شربت حتى الثمالة من نهر نبع في الهند وجرى عبر البحار الى إنجلترا وجنوب أفريقيا ، ومن حرب البويرالى الحرب ضد المانيا ، يناصر الإمبراطورية باعتباره واحدا من رعاياها في نفس الوقت الذي يعلم فيه الهنود كيف يطالبون ويناضلون في سبيل الاستقلال ….
لم يؤثربي كتاب مثل غاندي ككتاب آخر، رجل يحمل هموم بلد مترامي الأطراف من سفوح الهيمالايا الى احمد اباد الى كلكتا وبومباي ودلهي ، على عربات الدرجة الثالثة ومن أسرة المرضى الهنود في فينيكس بجنوب افريقيا الى المطالبة بحقوق البقر باعتبارهن مقدسات , واقناع المسلمين إلا يذبحوهن احتراما لمشاعرالهندوس ، الى النضال مع عمال المصانع ، واولئك الذين كانوا يهانون بالعقود الآجلة في جنوب افريقيا ….والئك الذين لا يقبلون في الدرجات الاول للقطارات…

رجل هو غاندي قسى على نفسه حتى اشرف على الموت من أجل أن يبني نفسه وجسده روحيا ليبني الساتيا جراها و((الاهيمسا)) اللاعنف ، والب((براهماشاريا ))السلوك الذي يؤدي بالفرد الى ((الإلاه)) ، يتعلم كيف يعاني الفقراء والمعدمين ، يتضامن حتى مع الحيوان فيقرر الا يتناول حليب البقر بعد أن رأى كيف يعاملونهن حين يحلبن …!!!، يخجل حتى يرتعش جسده خجلاعندان يطلب منه إلقاء خطاب في الجمهور ، يدافع عن حقوق العمال المهانين بلا مقابل ….

غاندي لم يعلم أولاده في الجامعات لقناعته ان الحياه اكبر جامعه خاصة عندما تدخل إليها من باب الخدمة العامة ، هو الرجل الذي ظل عاما كاملا يطوف ارجاء الهند ليعرفها بتنوعها جيدا ، وليناضل من اجل الإنسان المقصد والغرض …

غاندي كتاب اكبر من ان يكفي لقراءته كتاب واحد ، هو كتاب بحجم ومساحة الهند التي أسسها ووصلت الان الى الفضاء عبر اقمارها الاصطناعية ، وتزاحم الكبار على زعامة العالم , وتقدم الديمقراطية كنموذج اكثراخلاقا من ديمقراطية الغرب ، ديمقراطية يحكم إنسانها القانون الذي لا يفرق بين مسلم ولا عابد للبقر …في مجتمع ناضل غاندي وفي أوساط الهندوس من ينتمي إليهم لإيقاف التعامل مع طبقات دنيا أولها المنبوذين ، والذين قبلهم رغما عن كل الرافضين في مؤسسات الساتيا جراها وحزب المؤتمر الهندي ...ودستوريعطي الحق لاي مواطن هندي أن يحكم الهند بغض النظر عن ديانته وبالمطلق …
2500 ديانه تتعايش تحت علم الهند الذي رفعه غاندي عاليا باسم الروح والإنسان ..
كم ساحكي عن كتاب واحد ، فما بالكم بالكتب الأخرى ….هي قراءه اوليه لكتاب غني كالروح الهنديه الممزوجة بموسيقى الطبيعه والتواضع ...ساعود إليه مرات لاحيط به علما …...
لله الامرمن قبل ومن بعد ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24