الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمد سبأ .. من السحر الحلال إلى الإبداع والجمال (معرض: مقتطفات يمنية) - زكريا الدهوه
الساعة 17:37 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الموهبة المتعددة في الفرد تنبؤ عن تكوين عقلي فذ ، وإطار معرفي وثقافي أوسع . ليس كل الناس فيهم مواهب متعددة، وأقصد هنا بالموهبة هي الاتقان ، حيث تجد الفرد الواحد يتقن مواهب متعددة إتقانا بديعا. 
 

الفنان والقاص محمد سبأ يمني ولد ونشأ بين جمال الطبيعة (في محافظة إب الخضراء) ، وعاش مع الحضارة والتاريخ والفن يتتبع التراث ويمزجه بالحاضر عبر لوحاته الفنية الجميلة ، إضافة إلى كونه درس الفن وتخرج من جامعة إب ، كلية التربية ، قسم التربية الفنية. ثم انتقل إلى القاهرة كباحث ماجستير في أكاديمية الفنون ـ المعهد العالي للفنون الشعبية ـ القاهرة، فتتلمذ بين يدي علماء وفنانين كبار صقلوا موهبته، ونتيجة لنباهته وحب الاطلاع فيه تجده يتتبع كتب التراث والثقافة الشعبية والدراسات البينية متتبعا كل ماله علاقة بالفن، يجعله ينتج ويبدع، فامتدت ثقافته نحو الأدب وله نتاج قصصي حاز به على جوائز.
 

يذكرنا الفنان الرائع محمد سبأ بالفنان الشاعر جبران خليل جبران، والذي أتقن هذا الأخير الشعر والكتابة والرسم . وكذا فناننا الجميل محمد سبأ أتقن الرسم والقصة وهو متحدث ممتاز وله حوارات ماتعة ومفيدة في قنوات تلفزيونية عربية.
 

كنا على موعد في أكاديمية الفنون في القاهرة صباح يوم الأحد 15 يوليو 2018م ، لبينا دعوة الفنان بحضور المعرض الفني التشكيلي ، ما إن دخلنا بوابة أكاديمية الفنون في القاهرة ، واجهتنا لوحة أبرز ما فيها (مقتطفات يمنية) ، وهو عنوان معرض الفنان محمد سبأ (والمستمر حتى نهاية شهر يوليو). 
 

دخلنا المعرض وكنت متأخرا قليلا لقدومي من محافظة أخرى ، فكانت القاعة لؤلؤة يمنية. نساء وأطفال بالزي اليمني الأصيل، أصدقاء الفنان من اليمن ومصر، أساتذة وأكاديميو المعهد العالي للفنون يتجولون يحدقون ، مشهد لا يمكن وصفه لجماله . الجدران كعروس تزينت بالنقوش والحلي ، عشرات اللوحات المليئة بالجمال والدهشة وثورية الألوان ، لوحة بداخلها لوحات فنية متعددة أبدع الفنان في نفخ روحه الإبداعية في ما أبدع. مزج بين ثقافته الأدبية والفنية ومشاعره المتقدة بكل ما هو جميل ، وتخصصه الفني والتأثيرات البصرية التي تأخذك من الواقع إلى المتخيل ، إلى حيث تجد الألوان في اللوحات كأنها ضرب من السحر .
 

ما يميز هذا المعرض الجميل أن الفنان كان مسكونا بالوطن ، فلوحاته تنطق بما عجزت عن نطقه الأفواه، حقيقة أنك حين تشاهد تلك اللوحات البديعة ، تشاهد وطنك المنشود ، حلمك الذي تتوق إلى عناقه كل صباح ومساء، استطاع الفنان أن يزيح من عيون زوار العرض رماد الحرب وأدخنتها المعروضة في شاشات الإعلام، وتحويلها إلى ابتسامات وتأملات وبورتريهات الدهشة. 
 

الفنان محمد سبأ لم يعرض لوحاته في الجدران ، بل عرضها في قلوبنا وعلقها في أرواحنا أملا وشوقا لوطننا الحبيب النابض في هذه اللوحات البديعة. 
سنوات عجاف عقيمة أنتجها الساسة بينما حصدها الفنان محمد سبأ وقطف ثمارها رغم كل الظروف وأنتج أعمالا فنية بديعة ستخلد في قلوبنا لتحيي نبضه . خلدها بالسحر الحلال ، والإبداع والجمال.
أخيرا أعجز عن وصف سعادتي واعتزازي وفخري بالفنان الأديب الرائع محمد سبأ لما صنعه من مجد ورسم الوطن خالدا في ذاكرة كل من شاهد هذا العمل العظيم. وحقق مقولة (الفن رسالة) وقد أوصلت رسالة عظيمة أيه الفنان العظيم.. دمت خالدا يا ابن سبأ.

 

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24