السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ………..والقلم
أكلم غنمي ….!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:16 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الخميس 19 يوليو 2018
 

وجدته عند ذاك الركن ذاهبا بنظره إلى ثمة نقطة هناك في القريب البعيد ….
قلت ماذا تفعل ؟ لم تركت شغلك ...تنهد ولم يقل شيئا ...بل ظل مركزا على ثمة تلك النقطه ….
ربما كان موسم الشغل راكدا ، اذ ان حركته تعتمد على المطر ...وجبل صبرلم يرسل الى سائلة المدينة ما يفيد بان السماء هطلت على رأس العروس …

 

كان كل صباح يبدأه بأن يرسل نظره إلى السماء عل سحابة مطيرة تتربع على الجبل ...وعندما يلمحها فتنفرج اساريره برزق سيكون وفيرا حسب غزارة المطر …
تهطل السماء مدرارا فيكون عند بوابة دكان السنبلي ، يظل يراقب السائلة وما تجود به يكون رزقه ...مرة سلة بلس فارغه فلا باس ...مرة دينمة سياره وبعض حديد فيذهب به الى المشلح …كل عام مطيرتقذف اليه السائلة كل يوم برزق !!!..

 

بعد أن تهدأ حركة السيل ..يقفزعلى صدرها ويبدأ بالبحث عما جرفته في طريقها فيكون رزقه …!!!!
عاد بنظره إلي :. سألتني أيش افعل؟ شوف تلك البيت البيضاء ..قلت نعم ...صاحبي سيزوجني بصاحبة البيت ...ضحكت مستغربا : ستكون الثامنه !!! تنهد طويلا: عمري مالمست شيئ رطب ...حياتنا يا عبد (( شاقي …...شاقي ))!! ..قلت احدث نفسي الله إبن الذين لخص حياتنا كلها بصدق وعمق في بضعة كلمات ونحن نبحث بمئات الكلمات فلم نصل الى الجواب …

 

سألت عنه في هذه الظروف بعد أن اجبرته الحرب على أن يترك المدينة التي عشق صباحاتها وسائلتها ..فاتاني صوته من البعيد : من معي؟ قلت أنا ...عاد يقول : الذاكرة لم تعد كما كانت ...هذا الصوت ليس بغريب علي ….قلت فلان ...تنهد طويلا : واخيرا 
في قريته تجده وحيدا الا من همومه الشخصية التي يقاومها بالصبر وبالابتعاد عن (( النفاق و المنافقين )) ، لا اجالسهم أضاف ولا اذهب إلى مجالسهم ...وحيدا أنا اعالج ماتركته الايام على وجهي ويدي ...احلم بالعوده ذات يوم الى مدينتي وسائلتي ورزقي …

 

الن تأتي إلى هنا؟ اسرع الى القول ...لا …. استغربت بالصمت ، قال يا صاحبي مدينتكم تخيفني فقد اصبحت متوحشه وانا رجل اعماقه كالسماء بعد المطر…
طيب وماذا تفعل في القرية الآن ؟ ارعى اغنامي ...فتجدني كل يوم في هيجه ..احرص على الاانقطع ابدا ...فمرافقة الاغنام خير من البشر ، فتجدني مبكرا كل يوم انا وكلبي نختارمرعى لهن حتى اذا دنا الظهروسمعت صوت الرعد اومأت لكلبي أن يجمع شتاتهن ...فيطعنه سريعا فنعود ….
قلت الاتضجرحيث لا إنسيا تحدثه ...بسرعة قالها : لو تدري ما اجمل الحديث إلى الغنم ….
قلت وبعد ...قال سيعدلها ربك ...لابد أن نبرأ من الالم يوما …
لله الامر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24