السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ………..والقلم
عند الرابعة والغبش … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




السبت 11 اغسطس 2018
 

لا أدري مالذي قال للنوم اذهب فذهب ...لاجدني وحيدا بدونه إلا من ثمة رذاذ من ضوء قادم من وراء ستار ...قديكون أخرمعالم العرس الذي أزعج الأطفال ليلا …
غريب هنا انه حتى الفرح لابد أن يزعج طفل يحاول أن ينام …

ثمة ضوء هناك حميم من تحت الباب يشي بالوقت ، بينما ضوء يفوح في ارجاء الحجرة يتلمس خطاه قادم بهدوء من نافذة المطبخ ...هناك تهنئة بعيد الام من وراق زوجة حسام كتبت بخط الجهاز ، تتضح التهنئه شيء فشيء عن كلام جميل يجمل الغبش…

اطلت روحي من النافذة كانت جحافل عسس الليل تحاول جاهدة البقاء ، لكن بدى بذرات الغيث ان الفجر يحل رغما عن الرغبة الجامحة …

لا أدري لم وكيف إمتدت يدي إلى الآيباد ربما محاولة للخروج إلى العالم عبر النت وان كان وضعه هذه الأيام يصب في خانة الرداءه !!! فيلعن حتى نهايات المدى ..
قلت صباح الانوار صديقتي الشاعرة والاديبة هناك في البعيد على ضفاف المتوسط وتونس الخضراء تحديدا ، استغربت : مالذي صحاك الآن ؟. قلت ربما هوالهدوء الذي يلف الكون في هذه اللحظة بعد وجع و مطر الأمس ، ورحت احكي لها : في سنوات مضت كنت اذهب إلى حضن غبش الفجرإذا هطل المزن مساء، فاركب راحلتي واتجه إلى صنعاء داخل السور وإلى مقهاية البنوس في الابهر ، واظل هناك ارتوي من صنعاء ومن الشعاع المستكب من على كتفي غيمان ، واشنف سمعي ب : صبحكم الله بالخير ، وكيف انتوا ...اظل صامتا وعيني تلتقطان فرحة رسمت على الوجوه ناتج ليلة خميس مبهجة تقول العيون ذلك …

لاحظت أن النقطة الخضراء امام اسم الزميلة اخلاص القرشي بادية من لندن ، فالقيت عليها تحية الفجر: صباح الخير ، كم يفرح الإنسان ان تتذكره ...كم نحن في اعماقنا طيبيبن وتجعلنا الكلمة الطيبة ندمع فورا ….
إلى القاهرة انتقلت ، وأنا اردد آيات الشكر والعرفان لكل من جاء بوسائل التواصل تضع العالم بين يديك في لمح البصر ، إلى أمريكا ذهبت ، عدت إلى موسكو ، مريت على بكين ، وعرجت على برلين، وقفزت إلى بودابست ، وعدت سريعا إلى بيت بوس ...كانت هثالل المطر ترسل نفسها تستكب هاطلة بحنو على صفحة الزجاج ، وأنا قلبي نقطة نقطة نبضة نبضه تتكتك مع صوت منقار اسود استيقظ يبحث عن رزقه هناك على أعلى نقطة من البلسه !!! ، كنت بالأمس قد قلت للأولاد لا تصعدوا إلى الاعلى ، ماهناك رزق للطي ذي المرعف الاسود الذي يزورني كل عام مثل هذه الأيام ولا ادري أين يغترب بقية أيام العام!! ، صاحب الجسد الرمادي والجميل ، واصدقائه واهله وخلانه …

ثمة صوت ياتي من القريب القريب ، ادري ان القطة السوداء تدافع عن اولادها في الحفرة ، فابتسم فكل خلق لما هوله ، والامومة تظل الحامي الاكبر للصغار ….
صوت من الشارع التالي لكلب عابر يتماهى مع صوت شاحنة ترسل صوت المنبه يذكرني (( ببوابير العنترناش )) في مساءات تعز الحميمة في الستينات ، تلك الصاعدة من بحر عدن …

عند الخامسة الا مطر شنف سمعي صوت جميل وقورينادي الناس للذهاب إلى الصلاه (( الله اكبر )) فتهفو روحي إلى صوت عبد الباسط ، فاصلي واعود إليه واتذكر بحميمية لا تدانيها سوى تحية حميمة تخترق كل الحواس (( صباح الجمال …. صباحي انت ولا شيء غيرك …)) ..تحية تلهمك كل شلالات الالهام فتتحول إلى قلم يتدفق هنا احرف وكلمات عبارة عن عصافير تغني للكون أغنية الغبش وشهقة الفجر، تدندن بجماله ، وملكوت لا يملك الا أن يقف احتراما ، تقديرا، قل ادراكا أن الحرف عندما يتدفق من شفاه هي كل حبات الكرز في هذا الكون ، يكون نهارك سعيدا بالتأكيد ...تحس انك والامركذلك جملة من ياسمين أنك ستنتصرعلى الاحباط وكل جيرانه من قلق وهموم وسؤال عن مجهول لم يات بعد ….

ترقص الكلمات بين يديك رقصة فلامنكواسبانية تتمايل كغصن يحركه ثمة ريح ، ثمة موسيقى ، ثمة ابتسامة رضية تهب عليك نسيمات من حديث ذلك العصفورالذي ظل ينقرحبة بلس ، تكتشف ان النقرات المتواليه عبارة عن دعوة للأنثى الغانجة المدللة قريبا لعلها فقط ترضى والرضى اسمها الاجمل …

وردت إلى خاطري عبارة حميمة ترهقني عندما ارددها (( على نافذتها توقف عصفورصغيرلمحها نائمة على سريرها فنسي كيف يطير )) ….

في غبش التحية الاجمل سهولا وأودية وفجرمبلل بالندى والغيم وهفيف الشجيرات يتسلل إلى روحك ...لا تملك سوى أن تردد: 
لله الامر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24