الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
عن عامراحدثكم ؟ - عبد الرحمن بجاش
الساعة 20:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأحد 12 اغسطس 2018
 

هذا العيد لن يكون بمقدوره انتظارسيارة عبد العزيز تلك التي تاتي وتذهب بين القرية وصنعاء ،لن يستطيع رفع الشنطه بيديه إلى خانتها ويركب بجانبها ، وينطلق معها إلى القرية لزيارة امه عمتي اجمل روح ونفس عرفتها بهما ، تلك المرأة النحيلة الطيبة بلا حدود والتي تظل تعمل طوال النهار والليل لا تتوقف ، لانها تجد في العمل حياتها ….

هذه المرة سيطول انتظارها، وستجف عينيها ، وهي تذهب بها الى الطريق كلما سمعت حنة سياره ...عامرلن ياتي هذه المرة ، فقد قضى امر الله أن يعاق بسبب قلاب متهور ، وشارع لا يرحم …

ستعيد الكدره وقريتنا العفيف هذا العام بدون اطيب الشبان نفسا ، واكثرهم براءه ، واكثرنا يتدفق في صدره نهرا من جمال انساني لاتراه الا في عيون من وهبهم رب العباد طهرا ونقاء لاتجده الا في السواقي ومياهها والشجروثمارها، وجداول تحمل الماء زلالا كأنه شلالات من ذهب لا يوجد الا عند هؤلاء امثال عامر عبد الوهاب بجاش ….

وعامرالذي احدثكم عنه ابن عمي شقيق والدي يحبه كل الناس بدون استثناء ، وهو اجمل واعذب شاب في عائلتنا الكبيرة ….

عامرتربى في ظل اب كان قاسيا جدا بما يتعلق بالكرامة الشخصيه وبالمطلق ، لذلك كنت تراه يعمل ليل نهار ، لانراه ابدا ، حتى ايام الجمعة يستحي أن يأتي الينا او الى منازل اخوتي مثلما يفعل الاخرين ….حتى اذا اتى عيد الفطر المبارك اصرالاولاد على عامربان ذهبوا اليه ليأتي ويتغدى عندنا، اتى وما كاد يكمل اكله حتى ذهب مسرعا ، ولم ياتي مرة اخرى ، حتى تلك اللحظة التي اكرهها جدا عندما احسست ان يدا توقظني ، يد حسام ابني ، وبصوت متهدج : صدموا عامر ، والان يتصلوا بنا يريدون موافقتنا على بترساقيه من تحت الركبه ، لوهلة ظننت انني احلم ، لكنها الحقيقة المره ، فقد اضاء الولد سراج الغرفه ، اعدت سماع ماقاله ، دارت بي الارض على رحابتها ، رددت لاحول ولا قوة الا بالله ، انطلق فؤاد وحسام نحو مستشفى النخبة ، هناك طلبوا 700000 ريال للبتر!!!، اتصلت بالدكتور انور مغلس الذي نعجز عن شكره ، فطلب منا أن نذهب به الى مستشفى الثوره ، وهناك خضع عامرلعملية البتر وانا بترت روحي قهرا ، لكنها حكمة الله الذي يأخذ منك شيىأ ويعطيك اشياء ….

صباحا ذهبت واخوتي الى المستشفى وابناء عمومتنا كانوا هناك ، ويوسف الكميم صاحب العمارة التي بها المعرض الذي يعمل به ، كان الرجل وفيا لادب عامروحبا فيه وضع سيارته رهنا عند المستشفى النخبة ، لاادري كيف اسمي هذا !!!
عبد الله محمد احمد نعمان وهو ابن عمنا ، من يعمل لديه عامر ، لم يقصر ابدا ، شباب عائلتنا لم يقصروا ، ولم ينقطع صوت التليفون من اهلنا هنا وخارج البلاد ….
قريتي الصغيرة العفيف فجعت ، وهي كانت تنتظره سيأتي مع العيد، كيف سيكون العيد بدون عامر ، الكل يبكيه فقط لانه جميل الروح وذهبي النفس …..

لم استطع طوال الفتره أن اراه ، صعب على المرء أن يرى مثل عامر او اي انسان وقد تحول الى معاق برغم أن هذا قضاء الله وقدره لافكاك منه ، ونعم بالله …
حتى امس صباحا ، كنت في المستشفى وفؤاد نستخرج له التقرير، لافاجأ به على العربية أمامي ، تسمرت لثوان ، كان هو يبتسم بتلك الطيبىة التي فطره الله عليها ، احتضنت رأسه ، قبلتها ، رحت اكلمه بما ظننت انني به اشجعه وادعمه، ظل هو على ابتسامته لايرد ، احسست به بدأ يستوعب ما جرى …

قريتي لن يتردد في رباها هذا العام صوت الطاسة والمرفع الآتيين من قرية اخوالنا المكيشه،ولن تتردد اصوات العيال (( ياعامراين أنت؟ )) ، اعلم ان طرقاتها وشقوق جدران دورها واصوات النسوة كلها حزينة عليه ، امه لن تلبس زنة العيد ، اقرانه سيظلون واجمين أعينهم على طريق السيارة التي لن تأتي ، فعامرقررالا يذهب ، لأن ليس بإستطاعته أن يذهب …
يارب السماوات والأرض رحمتك ، لطفك وكرمك …
ولك الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24