السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
يوماً مَا - محمود العكاد
الساعة 06:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 
يوماً مَا، 
قَرّرتُ بأنْ أنتقمَ من الكلماتِ المشؤومةِ، 
خَطّطَتُ ،
تَسلّلتُ إلى عُمقِ النّصِ ،
حَفرتُ عميقاً بأياديْ الحُبِّ ،
وغَطّيتُ الحُفرَةَ بجراحي .

صَوتٌ مَا يَهمسُ في أُذني ،
يا مسكين تَوقّفْ،
لنْ يَتحركَ في قَلبِ المعنى ،
منديلُ عَذابكَ،

من يَهزم كُلْ هَزائمهِ غير الشاعرِ ،
قُلتُ لَهُ ،

كيفَ سيحيا فيكَ شُعوركَ لو مَاتَتْ،
وغباؤكَ أذكى مِنكَ،
شَقاؤكَ أسعد مِنكَ، 
غُموضكَ أوضح منكَ، 
وإصراركَ هذا لا يُمكنهُ أبداً أن يثأرَ مِنْ واقعهِ،
قال ،

أجَبتُ،
أنا بالفعلِ حَزينٌ، 
فلماذا تقنعني أن أتظاهرَ بالحُزنِ أمامَ الخيبةِ،

يا شعر عَرفتكَ ،
غادرني أرجوك ،
فقد حانَ الوقت لتصفيةِ حسابي معها،

قُمتُ ،
ذَهبتُ إلى السطرِ الثالثِ،
حيث الحرب ، الموت ، الجوع 
يُنادونَ دُموعَ القارئِ،

لنْ يبكي ،
صِحتُ ،
التَفَتَتْ نَظَراتُ المأساة إليَّ ،

سأستَدرجها حالَ هُروبي كيما تَقَعُ بفَخّي ،
قُلتُ لنفسيْ ،

الكَلماتُ المَشؤومة تَركضُ خَلفي ،
يا اللّه ،
أخيراً ،
سوفَ أُشاهدهَا تَسقطُ ،

بعدَ مُرورِ دقائق،
شَدّتني من ظهري ضاحكةً ،

ماذا يحدثُ يا اللّه؟
الحُفرةُ هيَ مَنْ وَقَعَتْ في قَعرِ جراحكَ،
قالَ ليَ العُنوان وقدْ غَرسَ المَبكى حَائطهُ فيهِ ،

رَجعتُ،
ورائيَ كُنتُ أَجُرّ الأمل الخاسر في أن أرزعَ وَسْطَ النّص سحاباً وبساتينَ،
أماميَ ،
كان الشعر يُغنّي ،
يا مسكين ،
خسرتَ،

نَعَمْ،
وجوابي هذي المَرّةَ يصرخُ في وجهي وبصوتٍ عالٍ ،
ما حَاجتنا للنّورِ ، 
لرائحةِ الوردِ ،
لضمّ الفرحة ،
ما دُمنا لا نَمتَلك قُلوباً،
ما دُمنا نتَألّم في وَطَنٍ ،
ماتَ شُعورُ الشُعراءِ بهِ ،
والنّاسُ ،
وكُلّ الكَلمات الحُلوة،

وأخيراً ،
عُدتُ إلى الغُرفةِ ،
واسْتَلقَيتُ، 
ونَمتُ،

أنا بالفعلِ حَزينٌ
يا أحلام 
فلا تأتِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24