الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ………..والقلم
العزيزعبد العزيز .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 21:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأربعاء 29 مايو 2019
 

شيء مؤسف أن يتحول الرجال الكبارإلى مجرد ذكرى سنوية ، وتصغرالحالة إلى مجرد صورة في الفيس بوك - على اهميته - والسلام ختام ….

كلما انظرفي هذا الرجل كإنسان ، فأحس أن في عينيه ألف سؤال ، وفي رأسه الف جواب ، لاعينيه دمعتا تساؤل ، ولا أحدا تقدم من رأسه ورأى مابه من اجابات ….
بالطبع كان هناك من يقول هذا الرجل صندوق الاسرار، وأنا أقول ذلك اكيد ، ولكن الرجل لم يكن عضوا في عصابة حتى نقول هات اسرارك لنفضح الاخرين ، في رأس الرجل دولة ، تنمية ، مستقبل ...كان كذلك ، ولكن ….

كان عبدالعزيزعبد الغني يدرك فسيفساء هذا الواقع ، موانعه ، ومصاعبه ، وفساد رؤوسه ، عمل بكل هدوئه على أن يجد لرجليه موطئ يشق بهما طريقا نحو مستقبل كان في ذهنه ضرورة قصوى ، لكن دولة الفساد احبطت كل رؤيه ومشروع ، وأسست لنفسها مدماكا صلبا عليه تكسرت رؤوس المخلصين ….

وبمناسبة الفساد ، فقد كنا ذات ليلة من ليالي رمضان سابق ، وهلت الذكرى ، فكان حديثنا عبد العزيزعبد الغني ، هناك من قال : هو شريك بيت هائل ، وآخرقال بثقه : بل ان معه شقق في القاهرة ومشروع كبير….، طبعا مثل هذا الكلام نردده في مقايلنا يمينا وشمالا، بدون دليل ، وهذا ماجعل الفساد يمدد ولايبالي ، وتحولنا بالفعل كما قال علي محسن : (( شعب غاغه)) ، يعجبك عندما يكون فلانا سارق ومبهرر، وذلك ذكرني بالفنان يحيى السنحاني وكان يسكن في بستان السلطان ، ليلة الشلة سهرانين ، والباب مفتوح ، فدخل سارق ، فقبضوعليه وخلسوه كل ملابسه ، وخرج بالنكس الصغير، وفي الشارع كان يجري ويبكي، ليتوقف وينظرإلى السنحاني وكان في النافذة ويصيح بصوته العالي : يلعن ابتكم سرق !!!!.

من رسم على وجهه خطوط الحكمة في تلك الجلسة انبرى خطيبا : عبد العزيزأنا اعرفه ، ليس فاسدا، ورجل محترم ، بس وأكد على بس ، هوأمن نفسه بذيك المشروع في كندا!!!!. طيب ، إيش هوالمشروع يا صاحبي؟ - ذيك المشروع ولا تسأل ، من حقه يؤمن نفسه ….

عبد العزيزعبد الغني ترك شقيقه عبدالملك يتنقل بالسيارة النيفا القديمة حتى (( ضجرت )) منه ، وطرحت نفسها في الشارع ، ويوم زوج ابنته ، اهدى لها ولزوجها سيارة فلكسواجن قديمة كانت له، تكاد لاترى من التراب التي عليها ، والله اعلم في أي ورشة رمموها….، ويوم زوج نجله الاكبررهن ساعة اهديت له من رئيس دولة أو ملك ، وهذا الكلام ليس من وحي الخيال ، بل حدثني عنه من ذهب وباعها …..

ولولا الرئاسة بنت في الحوش ذلك المبنى الاخضر، لخرج اولاده ، ليستأجروا في أي شارع ….، وعبد العزيزربى أولاده خير تربيه ، ولعل بعضكم يتذكرماكتبته يوما في عمودي السابق (( مشاهد يومية )) ، فقد وضعت سيارتي امام عمارة المسيبي ودخلت وصديق لنشرب القهوة ، تأخرت ، عدت، احدهم اخبرني : صالون صدمت سيارتك ،اولاد شبان انتظروك طويلا ، ولمالم تأتي وضعوا عندي رقمهم ، لاحظ أن الصالون كانت تتحرك تلك اللحظة ، فدعاهم ، نزلوا واعتذروا، وقال الكبير: لولا أن اهلنا سيقلقون، لكنا انتظرناك ، والآن اي شيء علينا ، كان يتكلم بأدب لم اعتده من المفحطين !! ، مسكت الكبير، قلت : إبن من أنت؟ - أنا محمد محمد عبد العزيزعبد الغني ، إذا كانت ذاكرتي ماتزال حية ، قلت فورا: ونعم من ربى ، بلغ والدك وجدك السلام ، وهذا كرتي …

عبدالعزيزعبد الغني يظلم حتى وهو في قبره ، وكل ذنبه (( السكوت)) ، طيب ماذاكان المطلوب منه؟ يصرخ في الشوارع !!!..كان رجل انجاز، لاعلاقة له بألاعيب السياسة ، لم يأخذ فرصته لينجز….و مع ذلك ظل يعمل بأضعف الايمان ….

من سيتصدى ويحمل قلمه ويكتب سيرة الرجل ...السيرة التي تفيد الاجيال ، اما برقيات العزاء ، فقد شبعنا ، ورحمة الله قضاها في خدمة الوطن ….

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24