الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …..والقلم
بين السكروالجنون؟! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:16 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 20 اكتوبر2019


لعلكم تتذكرون حكاية " مجنون صنعاء" ، سأطل بكم عليها سريعا :
قيل له من قبل شلة تعودت أن تلتقي دائما على " حدرة " الشراب : اجلس اشرب ، قال : أيش أشرب؟ ، قالوا خمر، ضحك ، قال : " أنتم تشربوا تشتوا تصلوا لاعندي ، أنا لوما أشرب أين عاد شاسير!!!.. ياعيالي الجنون يشتي له عقل ...أليس في هذا الكلام خلاصة الحكمة ؟!...

الجنون والشراب في نظري عبارة عن خروج عن المألوف السائد ...والمألوف السائد والممل والمتكرر والظالم يؤدي بأناس إلى أن يقررون الخروج عنه ، أحيانا بل معظم الوقت ، يكون الجنون قرارا شخصيا مثلما قرر ذات لحظة صاحبي المهندس العبقري أن يجنن ، وفي لحظة أخرى جاء إلى بيتي هناك في حارة التضامن ، قال : تعبتوا جنان !! وذهب إلى كندا ، يعني إلى حيث العقل هو المألوف الإيجابي …

مع ذلك مازلت محتارا ، إذ في رأسي سؤال : مالذي يحصل لمجنون إذا شرب ؟ من يجيب …

وللأمر صورة حية تقول شيئا ما، فقد ظلت تلك الشلة وفي تعزتحديدا ، واعرفهم واحدا واحدا تراقب اربعة من المجانين يشربون ، فيبدوان اصحابي صحيوا ليظلوا يتابعون الاربعه ، بالتأكيد كان نفس سؤالي في أذهانهم كيف ؟ ، طوال الليل والفيلم لم يتوقف ، من النافذة ظلوا يتابعونهم ، حتى سقط أحدهم ميتا ، ليبدأ جزء الدراما في الفيلم ، فقد قاموابحفرقبرلزميلهم ، مرة يضعوا الجثة فاذا به صغير، فيوسعوه ، يكبراكثرمن اللازم ، فيضيقوه ، ثم يعمقونه فيتحول إلى مايشبه الحفرة ، فينزلون ميتهم مرة على ارجله وأخرى يجربون على رأسه ….

ظلت شلة النافذة تراقب حتى سقط الثلاثة من الارهاق ، فنزلوا من نافذتهم ، وحملوا الجثة إلى حيث غسلوها وكفنوها ، ومع مصليي الفجرذهبوا ليدفنوها وعيونهم دامعة ….؟!

أين يلتقي السكران مع المجنون ؟؟!!! على أنني اعتبرهم انقى الانفس البشرية ….و لذلك علاقتها بالسماء سالكة ، وأنظر فمجنون حجه كان يرفع يديه كل صبح : عندك لي ربطة وخبزة ، عندي لك روح ، ياأديت حقي يابزيت حقك ….قال عبد المجيد التركي : كنت اعود ظهرا يوميا ارى رزقه أمامه….!!!! وهناك صاحبي كان يؤمن كل حاجيات والدته ، ثم يغرق مع الكأس….

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24