الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
امرأة - عبدالحميد الرجوي
الساعة 12:11 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أَتَحَسَّسُ الماءَ بَينَ أصابعي
كلما مَرَرتُ بنَبعِ أنوثتِها

كأنها نَهرُ موسيقى
يَتَمَشّى على قيثارةِ الروح
فيتَساقطُ زَخات زخات .

إنها امرأةٌ

تَشَكَّلَتْ من مَخمَلِ الغَيم
ِ و من وَشوشاتِ النوافير
ِ لتَرسُمَها ريشَةُ السحرِ في أحلى بَراويزِ الأنوثة .

تُصَلّي على صَرحِ مَلامحِها المُمَرَّدِ بحكايا المَرمرِ و ابتهالاتِ الرُّخامِ أَلفُ قصيدةٍ و قصيدة .

أَشتَمُّ رائحَةَ النساءِ بها
إذا ضَحِكَتْ و هَبَّتْ من شَذا فَمِها النسائم .

إنها امرأةٌ

من سُلالاتِ العصافيرِ تَكَوَّنَتْ نِصفاً،
و نصفاً من سُلالاتِ الخيول
بتفاصيلِِها الصغيرةِ
تَختَصِرُ قاموسَ النساء

تُشبِعُ ذائقَةَ الرجولَةِ
حينَ تُشرِقُ
و جَدائلُ الليلِ
تَستَلقي على كَتفَيها
كأوراقِ مُصحَفٍ من لُُجَين .

حتى الوردُ لم تَعُدْ لهُ تلك الهَالةُ من العطر
عندما يَتَعَلّقُ الأمرُ بقامتِها
التي تَستَحِمُّ بدِلاءِ الهَالِ
و تَلتَفُّ بعباءَةِ الياسمين .

إنها الماءُ إذا تَمَشّى
و العطرُ إذا تَفَشّى
و بَينهُما أنوثةٌ طاغيةُ الحُضورِ
شَفافةُ المَعنَى ، أنيقةُ الرؤى .

يَسيلُ لُعابُ مُخَيّلَتي
إذا مَرَّتْ أمامي
عَاريةً لا يَلُفُّها إلا عطرٌ خُرافيٌّ
ٌّ فرنسيُّ الغواية
يَتَمَرَّدُ حتى على زجاجاتِ العطور .

على يَدِها تَقِفُ العصافيرُ الملونةُ
تشدو ، تُغني
تَتَراقَصُ على إيقاعِ صَوتِها المُدَلَّلِ على ذراعِ الناي .
حتى الطواويسُ بقُربِها يَسكُنُها الغُرورُ .

إنها امرأةٌ

تُمطِرُ أنوثةً في حُقولِ الروحِ
تَنسابُ
تَتَماهَى
تَجري بأعماقي
جَرَيانَ الماءِ في عُروقِ الجَداول
تَصمُتُ إذا قالت
و بصَمتِها تُسمِعُني
كلماتٍ ليست كالكلمات

إني أَرَى مَملَكَةَ النساءِ
تَرفُلُ في غُرفَتِها
تُدَلّلُ أشياءَها الصغيرةَ
سَريرَها
مراياها
فساتينَها المَلَكيّةَ الألوان
شالَها البُنّي
مِشطَها القُرمُزي
أَقراطَ الكريستال
مَلاقِطَها
مَناكيرَها
رُوجَ الشفاه
قارورةَ العطر
أَساورَها
خاتَمَ اللازورد
ساعتَها الزرقاء
حَقيبَتها
مزهرياتِها
براويزها
حتى بأَريجِ أنفاسِها
تَرتَبِكُ الأَماكنُ
و تَهذي شُرُفاتُها الوردية .

إنها امرأةٌ

عندما أَقفُ أمامَ عَينَيها المَرسومَتَين بريشةِ الفيروز

أُدركُ تماماً
بأنها أَكبَرُ من مُجَرّدِ فتاةٍ خُرافيةٍ
أو امرأةٍ استثنائيةٍ
أو أنثى ملكية

نعم .. إنها أَكبَرُ من ذلك بكثيييير

و كأن اللهَ حين أَبدَعَ خَلقَها
قال للسحرِ كُنْ فيكون .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24