الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمد المساح ولحظة يازمن - عبد الباري طاهر
الساعة 13:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

     نصوص وشهادات جمع وإعداد انتصار السري وفوزي الحرازي، وهو جهد معرفي وإبداعي مائز قام به الأديبة القاصة انتصار السري، والكاتب فوزي الحرازي. الأديبان الشابان الجادان قدما تحية عميقة وصادقة لنجم من نجوم الصحافة، ورائد من رواد قصيدة النثر أو الأقصودة كنحت الأديب الكبير زين السقاف (الأمين العام الأسبق لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين).

الصحفي والأديب المبدع محمد المساح لمع في سماء الصحافة بعموده الشهير «لحظة يازمن» على مدى أكثر من أربعة عقود، وكان المساح في طليعة التأسيس لنقابة الصحفيين. 
محمد المساح صحفي موهوب وفوضوي حتى النخاع. ظُلِمَ حتى الغبن، وأسهم – رعاه الله – في هذا الغبن الفاجع؛ فلم يهتم بما قدم، ونسي نفسه قدر نسيان الآخرين له. الباحثان المجتهدان انتصار وفوزي قاما بما لم يقم به المساح في تجميع إبداعه وعطائه. جهد هذين الرائعين ربما استغرق  أشهراً وأشهر في تتبع المادة المذرورة في العديد من الأماكن المتباعدة والمركونة، وقدما خدمة عظيمة للباحث والقارئ .أشارا في مقدمة الكتاب، أو بالأحرى تساءلا: لماذا المساح وليس غيره؟ ويريان – ومعهما كل الحق- أن له أسلوبه المتميز المتفرد في الكتابة المغايرة التي تسعى لإرساء قواعد الحداثة الأدبية من خلال لغة  يتألف فيها الشعري بالسردي، ومفردات سهلة بسيطة تلتقي فيها الفصحى مع المحكية، وتلتقط صوراً من الحياة اليومية والواقع المعاش، ثم تنقله في صياغة أدبية راقية؛ لتكون النتيجة نصاً بديعاً قادراً على خلق الدهشة.

الأديبان انتصار وفوزي قاما بما لم يقم به زملاء وأصدقاء المساح؛ فلهما التحية والامتنان؛ فهما لم يكتفيا بجمع المادة العسير تجميعها، بل جمعا أيضاً ما كُتب عنه، وما كتب عنه نزر يسير، ثم إن ما عثر عليه أقل. أذكر أني كتبت عن دوره الريادي في إبداع الأقصودة وقصيدة النثر إلى جانب الصحفي والغنائي المبدع محمود الحاج، وعن دوره مع زميله الصحفي القدير الفقيد محمد الزرقة في العمل الصحفي، والزرقة من رواد كتاب القصة القصيرة منذ أواخر الخمسينات في القرن الماضي، وكان من أوائل كتاب مجلة «الآداب» اللبنانية، وأبدع في كتابة المسرحية والمقالة الصحفية.

القاصة المبدعة انتصار السري تروي قصة قصف طيران التحالف للمركز الوطني للمعلومات والمركز الوطني الذي  يضم كنوز كتب التاريخ والأدب والثقافة اليمنية عبر تاريخ ممتد وطويل. استهدافه بالقصف شاهد النوايا الخبيثة والمبيتة لتدمير اليمن إرثاً وحضارةً وتاريخاً وإنساناً وذاكرةً، والحوثيون ليسوا أبرياء في اختيار مكان كهذا للاجتماع، والتحالف السعودي الإماراتي لا هم له إلا تدمير اليمن كياناً وإنساناً وحضارةً.

ما كتبته القاصة عن قصف الطيران بصاروخين للمركز أثناء وجودها لتجميع مادتها «لحظة يازمن»، وحالة الدمار الذي أحدثه القصف يرقى إلى شهادة على جرائم الحرب، وينبغي أن يكون ضمن وثائق المجلس الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية واليونسكو.

جرائم الحرب في اليمن لم توثق؛ فكل أطراف الحرب الأهلية والإقليمية  والدولية على كثرتها، والجرائم على كثرتها الكاثرة، إلا أنه لا أحد منهم يريد أن توثق؛ لأنها إدانة للجميع.

جهد الأديبين المتميزين رائع ومشكور، وحمداً لله على سلامة الفادية والعزيزة انتصارالسري.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24