السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الآخر بوصفه عكس صورته النمطية
مقاربة لانطباعات البعثة الدانماركية عن أهل تهامة -3 - علوان الجيلاني
الساعة 18:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



محاولة لترميم
خط سير البعثة ومحطاتها داخل اليمن

 

وفي الحادي عشر من مارس 1763م ابتعد نيبور في رحلاته قليلاً عن بيت الفقيه فذهب إلى شاطئ البحر حيث زار قرى غليفقه في ساحل بلاد الزارنيق فدخل قريتي الدمنة والمحط ، واتجه من هناك إلى الدريهمي جهة الشمال ولعل بونيفانيد الرسام كان معه فقد رسم مدينة الدريهمي وأفرد لوحة من أجمل لوحاته للولي المقبولي وقبته ثم اتجه نيبور إلى الحديدة حيث وجد زميليه فون هافن العالم اللغوي وكرامر الطبيب قد غرقا في حفلات مرفهة كان يقيمها لهما تجار المدينة.. ويبدو أن نيبور كان أكثر جديةً من زميليه فغادر المدينة في 16/3/1763م عائداً إلى بيت الفقيه..
وفي 17/3/1763م توجه لأول مرة إلى مدينة زبيد مركز الثقافة اليمنية الأشهر آخذاً طريق المدمن. فدخل زبيد بعد أن جال في القرى الواقعة إلى الشرق منها لأن قرية المدمن تقع شرقي مدينة زبيد بعشرة كيلو مترات

 

وفي 19/3/1763م توجه إلى شمال بيت الفقيه حيث آثار مدينة القحمة التاريخية ..
في أثناء انشغال نيبور برحلاته في مناطق تهامة المجاورة لبيت الفقيه كان زميله النشط (فورسكال) عالم النبات قد قضى أكثر من عشرين يوماً يتنقل في الجبال المطلة على تهامة في مناطق ريمة خاصة (وربما برع أيضاً) وكان حديثه عن جمال الطبيعة واعتدال المناخ الذي يغاير مناخ تهامة إضافة إلى طيبة الناس في تلك المناطق التي وجدها تشكل امتداداً لطيبة الناس في تهامة يجعل أصحابه يلتحقون به الواحد تلو الآخر.
وفي 21/3/1763م توجه الجميع إلى ريمة والجبال المجاورة لها واستغرقت رحلتهم أربعة أيام تقريباً زاروا خلالها منطقة كسمة وقرية الحدية وقريتين أخريين هما (أبو الجوز أو بلقيس) و( مجة أو منجة) وقد حاولت التعرف على القريتين أو المكانين فلم أجد أحداً ممن سألتهم من أهل ريمة يعرفهما فلعل نيبور حرف الإسمين كثيراً أو لعلهما قد اندثرتا ثم عاد أفراد البعثة بعدها إلى بيت الفقيه.

 

وفي 26/3/1763م غادر نيبور وفورسكال بيت الفقيه على حمارين وسلكا طرقاً وعرة مهجورة اخترقا خلالها الجهة الجنوبة من جبال وصاب ليصلا إلى العدين ومن ثم إلى جبلة ويبلغا تعز ثم ما لبثا أن عادا من رحلتهما بعد أحد عشر يوماً وكان أهم ما اكتشفاه فيها (شجرة البلسم) في الجهة الجنوبية من حبل راس في أحد منحدارت وادي نخلة في قرية تقع شرق مدينة حيس اسمها العود بعد ظهر يوم 4/4/1763م.
 

-في يوم 5/4/1763م وبينما كان نيبور وفورسكال في طريق عودتهما من تلك الرحلة.. ناما في عشة أو عريش بقرية القرتب إلى الجنوب الشرقي من مدينة زبيد بحوالي كيلو متر واحد. وهناك بدأت تظهر على نيبور علامات الملاريا وهي البداية الأولى للكوارث التي سيعانيها الفريق فيما بعد.
وفي مساء يوم 6/4/1763م عادا إلى بيت الفقيه وفوجئا بزميلهما فون هافن مريضاً..
وفي 20/4/1763م أجبر الحر والملاريا فريق البعثة الدانماركية على مغادرة بيت الفقيه إلى الجنوب باتجاه المخا أكثر موانئ اليمن ازدهاراً إبانذاك التي وصلاها في 23/4/1763م.
وبذلك ينقضي الجزء الأول من رحلة البعثة الدنماركية في اليمن والذي استمر لمدة مائة وثلاثة عشر يوماً هي بالتأكيد تمثل شهر عسل البعثة في اليمن إذ باستثناء الخمسة عشر يوماً الأخيرة التي هاجمت الملاريا والحر فيها أعضاء الفريق وجعلت خروجهم من تهامة فراراً مصيرياً فإن كل ما يحلم به أعضاء بعثة أجنبية في ذلك الزمن القديم أو في زمن أقدم أو حتى في زمننا الحاضر.. هو تلك الظروف من الود والترحيب والسلام والأمن والانفتاح الاجتماعي على الغريب التي وجدها أعضاء البعثة الدنماركية في أرجاء تهامة وجبالها في ريمة وكسمة والوصابين وبرع.
بل إن كل الانطباعات الجيدة التي خرج بها أعضاء البعثة عن اليمن والثناء العطر الذي كالوه لأهله وناسه وأرضه .. جاء كله في الرسائل والانطباعات التي كُتبت عن هذه الفترة بالذات .. من اللحظة التي وطئت فيها أقدام الفريق أرض ميناء اللحية يوم 29/12/1762م إلى اللحظة التي وطئت فيها أقدام البعثة أرض المخا يوم 23/4/1763م..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24