الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الآخر بوصفه عكس صورته النمطية
مقاربة لانطباعات البعثة الدانماركية عن أهل تهامة -5 - علوان الجيلاني
الساعة 15:50 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الفترة التهامية لماذا؟
 

ستركز هذه المقاربة على الجزء الأول من الرحلة وستحاول بشكل خاص التركيز على الفترة الأولى أو الجزء الأول من الرحلة حيث سنجدها حافلة بالمعلومات والانطباعات والوصف الأثنوجغرافي خاصة فترة الخمسة وخمسين يوماً الأولى من وصول البعثة إلى اليمن وهي فترة اللحية معتمدةً على المعلومات التي وفرها كتاب (توركيل هانسن) من كوبن هاجن إلى صنعاء وعلى ما كتبه آخرون عن هذه البعثة قدر الإمكان وهي تفعل ذلك للأسباب التي ذكرتها سابقاً وللأسباب التالية أيضاً:
أن البعثة قضت الشطر الأكبر من وقتها في تلك المنطقة .. وكانت حركتها فيها أوسع بسبب سهولة التنقل ومساعدة المسؤولين والتجار والمواطنين لأعضاء البعثة وعدم إعاقتهم عن بحوثهم بأي شكل كان.
إن تلك الفترة كانت أكثر فترات أعضاء البعثة نشاطاً وتكاملاً.. فلم تكن الأمراض قد غزت أجسادهم ولا كان الإحباط واليأس والخوف من الموت أو من أهل البلاد قد تسرب إلى نفوسهم . بل على العكس من ذلك فإن حالة السلام والأمن والطمأنينة التي شعر بها أعضاء البعثة قد نعكست حتى على حالتهم النفسية وأخلاقهم وعلى تصرفاتهم تجاه بعضهم البعض فبعد حالات التنافس والصراعات التي شهدتها إبان رحلتها من كوبن هاجن إلى اللحية وجدت البعثة نفسها في حالة سلام تام . يقول فورسكال في رسالة وجهها إلى أستاذه البروفيسور لينوس( قبل الآن كنت مضطر لأن أواجه الأبحاث النباتية واللصوص في وقت واحد. لقد شعر براحة كبيرة في اليمن حين علم أن باستطاعته مواصلة أبحاثه النباتية في سلام وأمان، مواجهاً أقل العوائق، تماماً كما لو كان في بلده السويد. ورجع إلى اللحية ومعه أكثر من مائة نموذج جديد من النبات، وامتلأ قبله بالغبطة ولهج فمه بالمديح والشكر لسكان هذه المنطقة. واتفقت آراء جميع أعضاء البعثة في أن هذا البلد فريد في نوعه، فطيبة سكانه لا يمكن مقارنتها بطيبة سكان أي بلد آخر زاروه في رحلتهم الطويلة. وفي إحدى أُمسيات الشتاء الدافئة ، التي كانت في دفئها أكثر دفئاً من صيف البلدان الاسكندنافية، كان كل منهم يروي لزملائه العديد من الأمثلة والحكايات عن طيبة هذا الشعب واستعداده لمساعدة الغير. وكان ظاهراً مما كتبوه في مذكراتهم أن موجة من الصفاء قد سادت العلاقات فيما بينهم، وكأن الطيبة والهدوء والسلام التي أحسوا بها من حولهم لدى اليمنيين قد نفذت جميعها إلى قلوبهم وخففت من روح العداء لديهم ، وأشاعت الصفاء والمودة بينهم.ص223-224.
1- إن البعثة في المرحلة الثانية فقدت اثنين من أهم أعضائها .. هما فون هافن المتخصص في اللغات .. وفورسكال المختصص في عالم النبات (ولم يكن أحد غيرهما قادراً على القيام بعمل الدراسات اللازمة عن لغة البلاد وتاريخها الطبيعي) كما جاء في ص313 ناهيك عن أن بقية أعضاء البعثة . كانوا منهكين بسبب المرض وغير مستقرين بسبب خوفهم من الموت وحتى عندما كانوا يحاولون عمل شيء تعوقهم السلطات أو المواطنون حتى أنهم عندما وصلوا صنعاء كانوا إضافة إلى سباقهم مع الزمن وخوفهم من الموت يجدون بين أهلها من يخوفهم من الإمام كما جاء في ص313 بل لقد انعكست المعوقات الهائلة التي وجدها أعضاء البعثة في الجزء الثاني من وجودهم في اليمن بدءاً من المخا على نفسياتهم حتى أن الضغائن والأحقاد التي يذكر فورسكال أنها انطفأت منذ وطئت أقدامهم اللحية قد عادت من جديد بل إنها عادت بشكل أقوى حد أن فورسكال نفسه تشفى في موت فون هافن، كما جاء في رسالة وجهها من المخا إلى أستاذه البروفيسور لينوس ص267.
4- أن المقاربات التي قدمها كتاب يمنيون لهذه الرحلة لم تلفت -حد علمي -إلى المرحلة التهامية وهي أكثر المراحل أهمية في عمل البعثة الدانماركية إلى العربية السعيدة .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24