الثلاثاء 19 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
كانَ الوَحِيدَ هُناكَ - يحيى الحمادي
الساعة 12:28 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

كانَ الوَحِيدَ هُناكَ.. مُذْ دَجَّى
لَيلُ القُبُورِ.. فَثَارَ، واحتَجَّا

قَفَزَ الرَّصِيفُ عليهِ واندَفَعَت
كُلُّ الجهاتِ تَمُجُّهُ مَجَّا

حَتّى الضَّلالُ بَدَا بأَلْسِنةٍ
تَغتابُهُ.. وتَرَاهُ مُعْوَجَّا

حَتّى الفَرَاغُ طَفَا، وصَارَ لَهُ
سَمْتُ الأَدِيبِ، وجُرأَةُ الهَجَّا

حَتّى العَبيدُ وكانَ يَحسَبُهُم
بادُوا، عَلَيهِ سُكُوتُهُم ضَجَّا

زَمَنٌ تَعَاكَسَتِ الوُجُوهُ بهِ
إِبلِيسُ يَرجُمُ فيهِ مَن حَجَّا!

*****

أَرَأَيتَ يا زَمَنَ العَجَائِبِ كَم
مِن فارغٍ بِخوَائِهِ ارتَجَّا!

أَرَأَيتَ كَيفَ يَصُولُ إِمَّعَةٌ
في قُطرِ نَعلِ مَسيخِهِ الدَّجَّا..!

يا ناسُ.. مائِدةُ اللِّئامِ على
طِفلِ السَّبيلِ دُخَانُها عَجَّا

لكنَّ فِي يَدِهِ قِرَى أُمَـــــمٍ
دُونَ المَلامِ، وفَوقَ مَن رَجَّى

لا عاشَ إِن ضَحِكَت لِمُخزِيَةٍ
يَدُهُ، لِيَسلَمَ حِقدَ مَن شَجَّا

أَوْ كَي يُسَاوِيَ مَن يُزَجُّ بهم
فِي قَعرِ مَقبرةٍ بِمَن زَجَّا

يا ناسُ.. ما انكَسَرَت يَدَاهُ ولا
عِندَ الحَقيقةِ قَولُهُ لَجَّا

سَيَمُوتُ وهو على سَجيَّتِهِ
يُبكِي الغَمَامَ لِيُضحِكَ الفَجَّا

ويَعُودُ ثانيةً..لِيَكتُبَ فَوقَ قُبُورِكُم
"سُبحانَ مَن نَجَّى"

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24