السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
كرنفال الهدهد - عبدالودود سيف
الساعة 13:27 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

عنقٌ نازفٌ أم وريدْ !
أم دُمىً عَبّدتْ فوق سفح دمي مهرجان!


ينصبُ التيهُ في قدمي سُلماً من ندى
ونوارسَ تفردُ, في سُفنِ الموجِ, أشرعة ً
ومَدى .

وقوافلَ حلمٍ شريدْ ..
تاه يبحث عن حِلْمه في عباب الدخانْ .

في فمي ـ الآسِ تصطافُ قبُرتَانْ :
مرمراً ونشيدْ .

ومرايا تكسِّرني في زجاج أهلتِها :
فضةً .. وشذى .

*

بيننا حَلْبةٌ
وسباقٌ
وأحصنةٌ
ورهانْ .
وبلادُ تقشرِّ فُسْتقَ أشجانها في فمي.

بيننا خطوةٌ.
بيننا خطوتان .

...........
 

بيننا جبلٌ من خطى
وضبابٌ يكثُّ، وأفقٌ .. وصاريتانْ .
بيننا وطنُ مسهبُ بوجوم الشجى

يغمد الآن فيلقَ أكفانه
ثم يبزغ من بيرقٍ في هوايَ.
ويعزفنا في أساهً .

أرى في المدى :
نجمتين توسدتا عرشَ روحي, وغيمتا في الذهول ..

البعيدْ .

بعيداً بعيداً تباعدتا في مجرات أحزانها
ثم عبَّدتا في متاهة عمري المبددِ بوابتينْ
( ولنقلْ : مخفرينْ )

أنا الآن أَبعدُ عنك بسبعِ صحارى .. وزنزانتينْ
ومثقالِ قلبٍ .. زهيدْ .
وأنتِ هنا ...ك !
تريشينَ عصفورَ حلمٍ تَشَتَتَ مغترباً في ضفاف الدعاءْ

هنا عند بوابةٍ
أرى عَلماً، لا أرى لونَه
وأرى ثلةً من جنود
يتهادونَ ضوضاءَهم

ويعبون أنخابَها في الأسى المستديرِ على الحَدقَاتْ
( ربما الوقتُ: أثناءَ "قاتْ"
أو .... )

هنا عند بوابةٍ
أرى عَلَماً
وكتابا وحيدْ ..
لا أرى لونَه .
وأرى ثلة ًمن جنود

طفا صمتُهم يتطاولُ مشتبهاً بالحروف التي في الكتاب

ومابين قوسِ الأسى .. والأسى
يتعالى صدى قبضاتِ الشجارْ
( كأن الأكفَّ حجارٌ
وملء الأكفَّ حجارْ ).
وبينهما اتسَعَتْ في فضاء البيارقِ
أعني عناقَ البنادقِ
تنهيدة.
قِيلَ : تلك أنا ..

وأشاروا إلى هدهدٍ كان يكتظ متسعاً بالدوارْ .
*

في فمي ـ الملحِ تصطكُ مرثيتانْ .
إذا سرتُ اكتالهُا بالصراخ
تؤنبني بالبكاءْ !

صنعاء 1985

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24